حزينة، ليست كالعادة، بل هناك ما أبكاها وجعلها تعتكف وتبتعد عن الإعلام لفترة.

. فالفراق صعب خصوصاً حين يكون فراق أخت كانت كالإبنة... لكنها في الوقت نفسه تظهر باسقة كالسرو والصنوبر، قوية كقاسيون، فتقف على قدميها بعد الألم، وتدلي بحديث خاص لـ "الفن" كأول ظهور لها منذ آلامها على فقد الأخت. منى واصف نجمة نجمات سوريا والعرب.. وحوار خاص...

تعودين للظهور في الإعلام من جديد بعد فترة انقطاع.. ماذا تقولين في هذا الجانب؟

بصراحة لا أقاطع الإعلام، لكن في ظروف معينة أجد نفسي محتاجة للاعتكاف أو الانعزال نتيجة ظرف ما، والفترة الماضية شهدت ما يؤسفني ويبكيني ويجعلني أجلس وحيدة بعيدة عن الصحافة، حتى أنني لفترة من الوقت توقفت عن التصوير في الأعمال الحالية وطلبت إجازة، وكان ذلك إثر وفاة شقيقتي الصغرى التي لم أفسر حتى الآن كيف باتت في عداد الوفيات رحمها الله.

ما الذي كانت تعنيه لك شقيقتك المرحومة؟

بصراحة سأتحدث بداية عن مرحلة ما بعد وفاتها، فوالله إنني شعرت بروحي تنسحب من جسدي لدى سماعي نبأ وفاتها، بل وكانت مرحلة الدفن قاسية جدا علي، والأيام التالية للوفاة اضطرتني للاعتكاف والبكاء وحيدة. كنت في حالة يرثى لها.

أما ما كانت تعنيه لي، فهي كانت البنت لي فأنا من رباها وتعبت عليها وكنت أشعر بأنني أمها، وكانت هي تشعر بذلك أيضا. وفي النهاية قدر الله وما شاء فعل.

ما العمل الذي كنت تصورين فيه لحظة وفاتها؟

كنت أصور في مسلسل " علاقات خاصة" مع المخرجة رشا شربتجي في لبنان وهو للكاتبة نور شيشكلي، وكنت في الأيام الأخيرة من حياتها أتنقل بين دمشق وبيروت كرمى لها، وقد تأخرت في التصوير لاحقا بعد وفاتها بسبب توقفي عن العمل لأيام نتيجة الاعتكاف.

وهل انتهيت من علاقات خاصة أخيرا؟

نعم انتهيت وأتوجه بالشكر للمخرجة رشا شربتجي الصديقة العزيزة التي راعت ظرفي وتعاونت معي في مصابي وتركت لي حرية تحديد موعد عودتي، وفي النهاية تم الأمر.

وماذا عن الدور الذي تلعبينه في علاقات خاصة؟

أؤدي دور أم تيم وأكون امرأة تحب أختها كثيرا، لكنني أتعرض لصدمة قوية نتيجة موقف محرج يضعني فيه ابني الذي يترك ابنتها في ليلة زفافها ويهرب مع فتاة أخرى من دين مختلف ويتزوجها، فأمضي ما تبقى من تفاصيل القصة لأصلح ما أفسده ولدي في علاقتي مع أختي.

أخت في المسلسل وأخت مفقودة في الحياة.. هل من رابط بينهما نفسيا على الأقل؟

نحن في الدراما نجسد الواقع، ومحبتي لأختي المرحومة تشبه محبتي لأختي في القصة بالمسلسل، والرابط موجود بحكم صدقيتي في حب أخواتي وحب الناس أيضا، لكن التشابه غير قائم بالقيمة الفعلية بين الحالتين، لكون حالة الواقع هي واقع وفيها وفاة، أما حالة القصة فهي قصة ولا وفاة فيها.

وكيف وجدت العمل مع رشا شربتجي في مسلسل خارج سوريا؟

رشا مبدعة وتضع لمستها على أي عمل تنجزه سواء أكان في سوريا أو خارجها، أو حتى في المسلسلات العربية كالذي أنجزته العام الماضي في الخليج. كنت سعيدة معها وواثقة من النجاح في أي ظهور لي معها، وكثيرة هي تجاربي مع رشا وليس أولها ولا آخرها ولادة من الخاصرة قبل أربع سنوات.

ننتقل إلى تساؤل مطروح لدى الجمهور العربي اليوم.. هل سنرى شخصية أم جوزيف تعود للحياة مجددا في باب الحارة 7؟

لا أبدا، الشخصية ماتت ولا عودة لها، ولا أفضل أصلا عودة أي شخصية ماتت إلا إذا كان هذا يخدم سياق القصة وتم إيجاد مَخْرَج غير محرج للمخرج أو للجهة المنتجة. وفي شخصية أم جوزيف لا أرى ضرورة لاستمرارها فقد أدت دورها الكامل وقدمت الشخصية الوطنية للمرأة الدمشقية، ولا أجد تفاصيل أخرى تخدم السياق العام من خلال شخصيتها.

وبالنسبة لحضورك في العمل من خلال شخصية جديدة.. هل هذا وارد؟

لا ليس واردا، وفي مسلسلات مهمة كهذه يكون الأفضل والمهم حضور الشخصيات القوية وليس الممثلين. وبالنسبة لي شاركت في باب الحارة بشخصيتين، الأولى للمشعوذة أم عبد الله، والثانية لأم جوزيف، وهناك ممثلات مهمات أرى أنه يجب أن يأخذن فرصهن في العمل، وأكرر ما قلته قبل قليل بأن المهم في الدراما هي الشخصيات الدرامية وليس الممثلين.

يقال إن مشاركتك في مسلسل الغربال جاء كتعويض عن غيابك عن مسلسل باب الحارة.. هل في ذلك ما هو صح أو قريب من الصح؟

أبدا، لا رابط بين العملين بالمطلق وهذه اجتهادات وتحليلات لا أكثر، وأنا وكما يعرف الجمهور أظهر في المسلسلات الشامية باستمرار ولا أنقطع منذ سنوات، وحتى عندما كنت أشارك في باب الحارة كنت أشارك في أعمال بيئية أخرى. لا مسلسل يحل محل مسلسل آخر، بالنسبة لي على الأقل.

والآن وبعد أربع سنوات على الأزمة في سوريا وصراع الدراما لتثبيت نفسها.. أين تجدين هذه الدراما اليوم؟

أجدها قوية متينة ثابتة على الأرض، تجابه وتقاوم وتناضل، وتتفوق على نفسها، وتربح على كل من يريد لها السقوط. الدراما في أفضل حال، بل أفضل من الفترة التي سبقت الأحداث والسبب أنها اليوم تعمل في ظروف غير صحية، بينما قبل الأحداث كانت ظروفها سليمة.

وهل تبرئينها من الأخطاء؟

لا يمكن للدراما أو لغير الدراما أن تكون معصومة عن الخطأ، لكن أجمل ما فيها أنها تتعافى وتعالج الغلط فورا، ونادرا أن وجدنا ملاحظة واحدة تكررت في موسمين متتاليين، وهذا دليل أنها ترتكب الغلط لا إراديا، ثم تمتثل لملاحظات النقاد وتعالج.

وبعيداً عن السياسة.. لكن أين ستكون منى واصف مع دخول العام الخامس للحرب في بلدها؟

سأكون حيث كنت في السنوات الأربع، ولن أبارح وطني وبلدي، والفنان السوري أثبت قدرة على مواجهة العواصف في قلب الأنواء ولا يخاف ولا يتأثر، ولا يهون عليه فراق بلده.

سأكون في سورية.. في دمشق، وحتى الممات.