أعلن رئيس الجامعة الأميركية في بيروت بيتر دورمان اليوم أن لامعين اثنين سيحصلان على شهادة الدكتوراه الفخرية خلال احتفال التخرّج السنوي السادس والأربعين بعد المئة، والذي ستقيمه الجامعة يوم الجمعة 29 أيار 2015.

وتمنح الجامعة كل عام شهادة الدكتوراه الفخرية لعدد صغير من الأفراد المتميزين، تكريماً لإنجازاتهم البارزة في مجالات تخصّصهم.

والمكرّمان لهذا العام هما المصري إسماعيل سراج الدين، وهو ناشط إنساني وكاتب ومفكّر معروف؛ والأميركي بيتر سيلرز، وهو مخرج أوبرالي ومسرحي وسينمائي عالمي.

إسماعيل سراج الدين

الدكتور اسماعيل سراج الدين هو ناشط إنساني ومفكرّ معروف وكاتب له مساهمات لا تُمحى في موطنه مصر وحول العالم. وخلال مسيرته المميّزة تقلّب في عدد من المراكز الفائقة التأثير وأثبت أنه مناصر لا يُمكن تجاهله للمحافظة على الميراث الحضاري وفي الفنون وفي تكوين مجتمع أكثر تقبّلاً للآخر وأعدل وأعمق إنسانيةً.

وعبر ريادته وتعليمه وكتاباته ومناصرته التي لا تكلّ للقيم التي يؤمن بها، يترك اسماعيل سراج الدين أثراً مستداماً في العالم من حوله. ومؤلفاته المنشورة تتنوّع مواضيعها بين العمارة والأدب إلى الاصلاح السياسي والاستدامة البيئية، وكلها تشهد على سعة مداركه وخبراته، هذه التي تشهد عليها أيضاً جوائز عديدة نالها. وتشمل هذه الجوائز فيما تشمل: وسام جوقة الشرف من فرنسا، ورتبة الشمس المشرقة من اليابان، وجائزة بابلو نيرودا من التشيلي، وأول جائزة يمنحها بنك غرامين (بنك الفقراء)، إقراراً بالتزامه بمحاربة الفقر.

واسماعيل سراج الدين هو المدير المؤسس لمكتبة الإسكندرية الجديدة، التي أسّست في العام 2002، ورئيس مجلس إدارتها. وتضم هذه المكتبة ملايين الكتب وتستقبل سنوياً مليون ونصف زائر، ويُعتبر مجمّع المكتبة مفخرة للهندسة والعمارة. ويضم العديد من المكتبات المتخصصة، والمتاحف، وصالات العرض، وقبة فلكية اصطناعية. وتهدف المكتبة إلى استعادة روح الانفتاح والبحث التي ميّزت مكتبة الإسكندرية الأصلية.

ويخدم اسماعيل سراج الدين أيضا مستشارا ثقافيا وعلمياً لرئيس الوزراء المصري؛ ورئيسا للمجلس التنفيذي للمكتبة الرقمية العالمية، وهو مشروع تابع لمكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة. وسراج الدين هو أيضا رئيس وعضوٌ في عدد من المجالس واللجان الاستشارية المخصّصة لعدد من مبادرات المجتمع المدني والمبادرات العلمية والأكاديمية. وخلال خدمته لثمانية وعشرين عاماً في البنك الدولي، ناصر قضايا تتعلق بالثقافة، والمجتمع المدني، والجندر، والبيئة، والحوكمة. ومن بين المبادرات التي قادها كانت مبادرة الادارة الرشيدة للمياه، والتنمية المستدامة، والتعليم. وتواصلت جهوده من دون توقف لتحسين أوضاع البشر في العالم النامي.

يحمل إسماعيل سراج الدين البكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة حيث حصل أيضاً على الماجستير في التخطيط المناطقي. كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد.


بيتر سيلرز

بيتر سيلرز مثير للجدل في كثير من الأحيان، وأصيل التميّز دائماً، وهو مخرج عالمي الشهرة للأوبرا والمسرح والسينما. وطوال مسيرته المميّزة في الفنون الأدائية، اعتُبر سيلرز واحداً من أجرأ المسرحيين في العالم واكثرهم تجديداً.

وبيتر سيلرز خريج من جامعة هارفارد ويشتهر بانتاجاته الطليعية والجريئة للاوبرا الكلاسيكية والمعاصرة. وبرزت بين إنتاجاته الأولى مسرحية "أنطوني وكليوباترا" لشكسبير والتي جُعل موقعها في بركة السباحة. كذلك برز اخراجه لمسرحية هاندل وتُدعى "أورلاندو" التي جُعل الفضاء الخارجي ساحتها. كذلك برزت له باكراً مسرحية "دون جيوفاني" لموزار والتي أخرجها باسلوب الأفلام التي صوّرت استغلال الزنوج.
في سن السادسة والعشرين، عيّن بيتر سيلرز مخرجاً ومديراً للمسرح القومي الأميركي في واشنطن العاصمة، وعمل بعد ذلك في المسرح وفرق الأوبرا حول العالم. كما أنه كان مديرا لاحتفاليات فنية بارزة مثل مهرجانات لوس انجلوس في العامين 1990 و 1993 ومهرجان أديلايد في أوستراليا في العام 2002. كما أدار بيينال البندقية الدولي للمسرح في إيطاليا في العام 2003. وفي العام 2006، أدار مهرجان الأمل الجديد المتوّج في فيينا احتفالاً بالذكرى المئتين والخمسين لولادة موزار.

عاملاً مع شريكه الفني منذ وقت طويل جون آدامز، وضع بيتر سيلرز وأدار أوبرات "نيكسون في الصين"، "دكتور أتوميك"، "شجرة مزهرة". وقد نٍال سيلرز عدة جوائز وتكريمات من مثل منحة زمالة ماك آرثر، جائزة ايرازموس، جائزة دوروثي وليليان غيش، جائزة المخاطرين من معهد ساندانس، جائزة الموسيقى القطبية من السويد. واخنير بيتر سيلرز مرشداً في مبادرة رولكس للفنون وهو بدوره اختار مايا زبيب من فرقة بيروت للمسرح "زقاق"، كربيبته.

لم يحاول بيتر سيلرز يوماً تجنّب المواضيع الشائكة واستمتع باعتماد التقاليد الفنية غير الغربية. وقد سبرت أوبراته ومسرحياته وأفلامه مسائل أخلاقية صعبة مثل الحرب والفقر والعبودية الحديثة وأزمة اللاجئين العالمية. وتتميز أعمال سيلرز بالبراعة الفنية جنبا إلى جنب مع النقد الاجتماعي العميق، وتستكشف أسئلة حول التاريخ وحول معنى أن يكون المرء إنساناً. وسيلرز فنان رؤيوي يحتضن التعددية الثقافية العالمية، وقد شملت أعماله مؤخراً إنتاج مسرحية "دزدمونا" بالتعاون مع الروائية الحائز على جائزة نوبل توني موريسون والملحنة المغنية من مالي رقية تراوري.

بيتر سيلرز يحمل رتبة "أستاذ متميز في عالم الفنون وفي الثقافات" في جامعة كاليفورنيا وهو القيّم على مهرجان تيلوريد السينمائي. وفي عام 2011، قام بزيارة لا تنسى إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث أعطى ورش عمل ومحاضرات، وشارك مجموعات عديدة في رؤياه وطاقته.