قُبيل دفن الراحل ريمون جبارة الذي يودعه لبنان اليوم حيث تقام مراسم الدفن عند الرابعة من بعد الظهر في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في قرنة شهوان ، نُعيد نشر هذه التغطية لأحد تكريمات الراحل الكبير .

المكان: قرنة شهوان مدرسة مار يوسف.
الزمان: ليلة الاثنين 12/3/2012.
الهدف: تكريم المبدع ريمون جبارة بدعوة من بلدية قرنة شهوان، عين عار، بيت الككو والحبوس، والنادي اللبناني للكتاب.



في السيارة توجهنا صعودا صوب بلدة قرنة شهوان لنشهد على تكريم مبدع المبدعين في بلادي، لنشهد على تكريم جديد لسيد المسرح في كل الازمنة، تكريم غير كل التكريمات التي تقام هنا وهناك كان تكريم ريمون جبارة استاذ المسرح وكل الفنون، كيف لا وهو قدم اهم واعظم المسرحيات بين الاعوام 1970 و2012 .

فقدم :"لتمت دسدمونا"، "تحت رعاية"، "شربل"، "زرادشت صار كلبا"، "قندلفت يصعد الى السماء"، "محاكمة يسوع"، "دكر النحل"، "صانع الاحلام"، "من قطف زهرة الخريف"، "اخوت شاناي في الجبهة"، "بيك نيك على خطوط التماس"، واخيراً "مقتل ان واخواتها".

وقام باخراج:"صيف 840 " لمنصور الرحباني في العام 1985، و"يوسف كرم" لانطوان غندور في العام 1994، و"طانيوس شاهين" لانطوان غندور ايضاً في العام 1998".

وصلنا الى قرنة شهوان وتحديداً الى قاعة مسرح مدرسة مار يوسف حيث كان يعج بوجوه كثيرة، ممثل لرئيس الجمهورية، الاباء الاجلاء، ومجموعة كبيرة من السياسيين والفنانين الذين عاصروا ريمون جبارة بالاضافة الى الكتاب والمخرجين والاعلاميين والصحافيين.

بدأ الحفل وبدأت الكلمات تتوالى بدءا بكلمة النادي اللبناني للكتاب مع الاعلامي والكاتب ميشال معيكي، بالاضافة الى شهادات من رفاق المحتفى به كالفنانة جوليا قصّار، الممثل رفعت طربيه، الممثل غابي يمين، عريف الحفل المخرج روجيه عساف، ورئيس البلدية جان بيار جبارة ، فتحول المسرح الى منبر للتباري في وصف المحتفى به ، كلمة حق تقال بان كل كلمة قيلت في حفل التكريم اصابت قلوب الحضور لانها كانت خارجة من صميم قلب رفاق دربه،

الى ان حان وقت صعود المُكرم على المسرح عبر كرسي مدولب اخترق ستار المسرح وعلى وجهه ابتسامة لم تغب طوال فترة الاحتفال، ولعل عينيه الدامعتين طوال الوقت فضحت ما في قلبه من شعور جميل ومؤثر.

وقبل القاء كلمة مؤثرة شكر فيها كل من ساهم في اقامة هذا الاحتفال تسلم هدية رمزية بالاضافة الى الدرع التكريمي، وهي عبارة عن 4 لوحات تمثل كل واحدة منهم بيت من بيوت قرنة شهوان الجميلة .

وبدأ الاستاذ بالكلام الذي لم يخل من النهفات المضحكة بطريقته المعهودة في تحويل الالم الى فرح وضحك حتى القهقهة، فاختصر خلال الدقائق المعدودة مشوار وعمر امضاه بين المسارح.

وفي سياق التكريم استعان المنظمون بمقاطع من اطلالاته الاعلامية القليلة ولعل ابرز ما اثار انتباه الحضور المقابلة التى اجراها الاعلامي ميشال معيكي مع ريمون جبارة في مسرح كازينو لبنان يوم قدم مسرحية "دونكيشوت"، ومن اشهر اقواله فيها "الانسان مشروع فاشل".

وبعد التكريم وقبل حفل الكوكتيل كان للنشرة دردشة قصيرة مع الاستاذ ريمون جبارة فاعلن فيها بانه كُرم في اكثر من مكان ومن قبل اكثر من جهة ولكن اكثر تكريمين فرح فيهما هما التكريم الذي ناله من جامعة سيدة اللويزة وتكريم اليوم من قبل ابناء بلدته قرنة شهوان، واعلن لنا بانه سيعيد تقديم مسرحيته الاخيرة "مقتل ان واخواتها" في مطلع ايلول المقبل وبانه يتمنى ان يصار الى استحداث تدريس بعض مواد الفنون في المدارس، فالولد الذي يرسم العصفور لا يستطيع قتله عندما يكبر وبالتالي يستحيل عليه قتل اخيه الانسان.

وهكذا تركنا مبدع كبير من لبنان ليستمتع بتكريم ابناء ضيعته قرنة شهوان وهو الذي نال العديد من الاوسمة ومنها: الجائزة الاولى في مهرجان قرطاج تونس عن مسرحية "صانع الاحلام"، ووسام الاداب والفنون الفرنسي من رتبة فارس، ووسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس، ووسام الاستحقاق اللبناني من رتبة ضابط.

لمحة عن تاريخ رجل:

ريمون جبارة ولد في قرنة شهوان المتنية في العام 1935، متزوج من منى البشعلاني وهو اب لولدين "جومانا وعمر". بدأ التمثيل في العام 1960، يكتب اسبوعياً في الملحق الثقافي لجريدة النهار منذ العام 1993، وله فقرة يومية عبر اذاعة صوت لبنان بعنوان "آلو ستّي" يقدمها منذ العام 1993.

(تصوير: يونس سلوم)