فنان لبناني متألق يتميز بأسلوبه الخاص في الأغاني والغناء.

جعل لمسيرته الفنية رسالة واضحة جعلته لا يتردد في الغناء للقضايا التي تخص مجتمعه اللبناني الخاص والعربي العام. الفنان علاء زلزلي، يستعد حالياً لطرح ألبوم غنائي جديد يعود من خلاله إلى سوق الكاسيت، ولكنه قرر طرح أغنية منفردة للسياسيين قبل ذلك، خصوصاً انها ليست المرة الأولى التي يتجرأ فيها زلزلي ويغني بإسم الشعب والمجتمع. موقع "الفن" رافق زلزلي في الستوديو وكان لنا معه هذا اللقاء الذي تحدث فيه عن الوسط الفني واعماله الجديدة .

في البداية أرحب بك عبر موقع الفن.

شكراً لك.

تحضر لعودة مرتقبة في شهر 5 وسجلت أخيراً أغنية جديدة. أخبرنا أولاً عن أغنية "بلا سياسة"؟

هي من كلمات وألحان الشاعر عمرو وتوزيع نادر زلزلي. واخترت هذا الموضوع، لأنه دائماً كانت لدي مواقف وطنية. وأنا كنت موجوداً على الساحة بأغان من هذا النوع كأغنية "لا للطائفية". هذه الأغنية موجهة لبعض السياسيين مع احترامي للبعض الآخر، ولكنني أشعر بأننا ما نراه في بلدنا خصوصاً البرامج السياسية التي تقدم، هي مجرد "بخ سم" وزرع فتنة، وتفريق مذهبي وكلام طائفي. هذه الأغنية موجهة للسياسيين وأقول لهم "انتم تخربون هذا البلد ولا أحد سواكم يفعل ذلك. أنتم تخبرون البلد بـ "بخكن السم" لتحافظوا على مراكزكم ومصالحكم".

إلى أي مدى تؤمن بأن الفنان قادر من خلال أغنية أن يؤثر خصوصاً أنك تتناول موضوعاً حساساً؟

صحيح، حين عملت "نحنا مش إرهابيين" عنت هذه الكلمة كثيراً وكنت أول من قال كلمة "ارهابيين" في أغنية. وأعتقد أن هذا العمل في وقته كان له صدى كبيراً، وعندما قدمت "لا للطائفية" كنت أتمنى على الإعلام اللبناني ان يهتم كثيراً بهذه الأغنية كوني أول فنان غنّى ضد الطائفية خصوصاً في هذا الوضع الذي نعيشه. يجب أن يؤثر هذا العمل، لأنك كفنان لا تنتمي لطائفة أو لدين، أي كما تعني لك الكنيسة يعني لك الجامع وكما يعني لك الجامع تعني لك الكنيسة. الفنان يدخل إلى كل بيت وحين تدخل إلى بيت من خلالcdأو من خلال صوتك أو من خلال الناس الذين يحبونك فأنت لا تدخل على دينهم بل انت تدخل إليهم ويتقبلونك. هم يتعاملون معك كفنان وكجمهور يحبك، فمن واجبك أيضاً أن تغني لهذا الموضوع، أنني أنا ضد الفتنة الطائفية وضد هذه "المسخرة" التي نشاهدها.

تحدثت عن تعاطي الإعلام مع الأغنية التي سبق وطرحتها، هل تعتقد اليوم أنه حتى في هذه الأمور أصبحت القصة تجارية؟

هذا ما أتأسف عليه، لأنه ليس لدي مشكلة في الأمور الأخرى. من حق الإعلام أو بعض الإعلام أن يكون تجارياً لأنك بالنهاية انت تقدم منتجاً ومن حق الإعلام أن يسوقه، وهذا أمر عادي بالنسبة للإعلام ولست ضده على العكس أنا معه، ومثلاً بالنسبة للأغنية الوطنية والهادفة، حين غنيت لمنتخب لبنان، فأنا علاء زلزلي المطرب الوحيد الذي غنى لمنتخب لبنان بكرة القدم وكان يشارك في تصفيات كأس العالم لكرة القدم وهذا تشجيع مني لمنتخب بلدي وفي بطولة آسيا في كرة السلة غنيت أيضاً لأبطال لبنان، وعندما استشهد الرئيس الحريري غنيت "عالوعد نكمل دربك"، وأنا أفرح حين تكون أغنيتي ناجحة بهذه الطريقة وهذه الأغنية موضوعها شهيد لبناني، وأغنية "لا للطائفية" موضوعها مهم جداً أيضاً ضد الطائفية، "شبكنا إيدينا.. وتحدي تحدينا.. وما يوم انحنينا.. نحنا اللبنانيي.. قوتنا بوحدتنا وبالعالي كلمتنا..بنقولا ولو متنا.. لا للطائفية..". في النهاية الناس ستشعر بقرف من هذا الموضوع "إنو خلص" وهذا ما استفزني، ان "الشعب الواحد قسمتو.. خربتو بيتو وجوعتو.. على خيو حرضتو.. بالفتنة الطائفية ". أنتم المسؤولون عن هذا الموضوع وليس أحد آخر وهذا ما دفعني لأن أقدم هذه الأغنية.

بالعودة المرتقبة بالألبوم بشهر أيار، أين أصبحت التحضيرات؟

شارفنا على الانتهاء من تسجيل الألبوم وأصبحنا بالميكس والماسترينغ، بدأنا بـ 7 أغنيات وأصبحنا بـ 11 أغنية. مر زمن طويل لم أطرح ألبوماً لذلك يجب في هذه الحالة أن يطرح الفنان كل ما عنده من أفكار. وعلى الرغم من أن البعض يعتبر أننا في عصر الأغنية المنفردة، إلا انني أجد انه بالسينغل لا أستطيع أن أطرح الفكرة الموسيقية التي أريدها، وللأسف هذا ما نعانيه في العالم العربي، وإذا اجتمعت بملحن فيقول لي "هذا اللون ضارب غنيه"، فصاروا يفرضون عليك كفنان ماذا يجب أن تغني، وليس العكس، فأصبحت وكأنك تاجر تشتري سلعة معينة، للأسف أنني اتحدث بهذا المنطق، لأن هذه السلعة رائجة حالياً في السوق ولم يعد فناً، وما دفعني لأعمل على هذا الـcdهو ان أطرح مواضيع متعددة في الموسيقى "رايح لجنون كامل ومغني كذا ستايل" بأنواع متعددة من الموسيقى على مستوى غربي وبأسلوب شرقي، وأتمنى أن ننجح.

من هي الأسماء التي تعاملت معها؟

تعاونت مع شعراء أكثر من الملحنين، فتعاملت مع الشعراء :عمرو، رفيق بركات، معتصم حمزة، هيثم ترشيشي وغيرهم والتوزيع لنادر زلزلي والألبوم من ألحاني. واعتذر إذا نسيت أحداً ولاحقاً سأتحدث عن الـcdوعن فريق العمل بالتفصيل.

في سياق آخر، حققت أغنية "الدلعونة" نجاحاً كبيراً على الساحة وفجأة بعدها اختفى علاء، ماذا حدث؟

لم أختفِ، تأتي أنت بأغنية وتعود إلى الساحة اللبنانية والعربية بـhitما زالت إلى الآن من الأغاني القوية، فلا توجد أي سهرة او مربع ليلي لا تسمع فيه الأغنية، "بتجي بتعملhitبيكسر الأرض"، ألا يضحكك ان لا يتعاملوا مع الأغنية في بلدك كما فعلوا بـ "je suis maladeعقلي طار" بفرنسا أو المغرب والجزائر خصوصاً انها حازت جائزة الأسطوانة الذهبية بـfestival de raiبوهران مع العلم انني لست جزائرياً. أغنيتي نجحت وفجأة يخفون الكليب عن التلفزيون ولا أدري ما هي الأسباب التي دفعتهم للقيام بذلك. إسألهم أنت ! وفيما يتعلق بأغنية "دلعونة"، أنا لست مهتماً بأن تكون الأولى ولكن ألا يجب أن تترشح من بين العشر أغاني الأوائل؟ ولدي أغنيةhit"" بهذه الطريقة ولا توجد إذاعة لم تحصل فيها على مدى أسبوع أو أسبوعين على المرتبة الأولى هذا على صعيد الساحة اللبنانية ولست أقول العربية، أغنية "تقبرني" ألم تصبح "hit" فهي كانت ستصبح كالنشيد. انا لا يزعجني ألا تنال الأغنية جائزة ولكن كيف لا تترشح لأفضل أغنية ؟

هذا ما جعلك تبتعد؟

أنا لم أبتعد أنا أكملت، بحفلاتي ومهرجاناتي ولم أقم بحفلة فاشلة أو مهرجان فاشل، ثم طرحت بعدها "وراكي وراكي" و "زلزل قلبي زلزلي" كنت أستمر على مهل، وكنت موجوداً من أجل جمهوري لأن له حقاً علي. ليس هذا ما أريده لكنني أحاول بأقل الخسائر بالنسبة لي أن اكون موجوداً لأنكم تحبونني لأنكم تتابعونني لأنكم متحسرون لأجلي أكثر مما أنا متحسر على نفسي.

في هذا الألبوم ستحاول تجنب الوقوع في هذه الأمور.

لست أنا من أقع، أنا لا أغيب، ما زلنا نتحدث عن أغنية قدمتها للرئيس رفيق الحريري، وإذا كانت أغنيتي الوطنية "مكسرة الأرض وضاربة" هذا يعني أنني لست موجوداً؟ فكيف يكون التواجد إذاً؟ هل التواجد الفني يشبه ما يجري بين راغب علامة وأحلام؟ أو كما يحصل بين الفنانين الذين يشتمون بعضهم ويتحدون بعضهم في البرامج؟ هل هذا هو التواجد الفني الذي نسعى إليه؟ أو أن تكون متواجداً بعمل تقدمه للناس ينجح سواء كان وطنياً أو إنسانياً أو فنياً أو بأي شكل من الأشكال "لازم بالردح"؟ حتى السياسيين عندنا ، لا يصبح سياسياً إلا إذا شتم وسب ألا تستطيع أن تكون سياسياً وتكون مثقفاً؟ أنا أتحداك من خمس سنوات إلى الآن أعطني عملاً "ضارباً" مثل أغنية "on va s’aimer"، نجحت بهذا الأسلوب ! لا يوجد. إذاً أين هم وأين نجاحاتهم، وتقول لي إنهم متواجدون، كيف هم متواجدون؟ مقولة "أنت تغيب" ليست صحيحة، أنا أكون موجوداً أقله بموقف وطني أو بأغنية وطنية وبأغنية ضاربة، مثلاً أغنية "وراكي وراكي" أحبوها الناس ولم أصورها كليب، ليس كل ما غنيته صورته كليب. إذا تحدثنا عن "je suis malade" فماذا تريد أكثر من جائزة بمهرجان الراي وليس أساساً لك بل للنجوم الذين يغنون الراي بالمغرب العربي وأنت لست جزائرياً او مغربياً و تحصل على الجائزة. هذه نقطة تحسب لك، إضافة إلى ذلك ، ماذا تريد أكثر من أغنية كـ"دلعونة" تصل إلى كل الناس "وتكسر الدني" وتصبح الرقم واحد وحتى لا تترشح بين الجوائز، ماذا ستنتظر بعد أكثر؟

هل هذه التصرفات هي لإخفاء نجاح علاء زلزلي ؟ وكيف ستتعامل مع هذه المحاولات وأنت تستعد لطرح ألبوم جديد؟

لدي أسلوب جديد. "المفروض أنو بس يكون في حدا بوجك يا بتتعلم منو شو أسلوبو.. يا بيفقعك أو بتفقعو".

انت ما زلت صامداً .

طبعاً، لأنني دائماً لدي قاعدة أن الفاشل فقط يخاف والذي لا يملك موهبة وليس لديه تاريخ ناجح. ولكن حين يكون لديك تاريخ ناجح وأنت تعرف نفسك على الساحة ماذا تعطي أو كم تحبك الناس، عندها هم الذين يكونون خائفين منك.

بالأغنية السينغل التي تطرحها أنت تتوجه إلى السياسيين وأنت تعرف أن جزءاً كبيراً من الإذاعات اللبنانية مسيسة هل يقبلون بأن تنتقد لهم زعيمهم؟

أنا أقصد السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم كارثة في هذا البلد وهناك بعض السياسيين الشرفاء الذين أحترمهم بمواقفهم السياسية الوطنية. ومن لن يبثها ستكون هذه الأغنية تعنيه، على العكس فهذا امتحان لهم، وأنا وضعتهم في أمتحان، وكل إنسان يعتبر أن الأغنية تمس به كسياسي "بيكون في مسلة تحت باطو".

والكليب؟

لن أصورها كليب وإلا سيكون أبطاله سياسيون ولن أكون أنا. ولكن سنعمل عليها أن تكون موجودة بوسائل التواصل الاجتماعي وفي الإذاعات، وأنا أغنيها إحساساً مني بالمسؤولية، وإذا سُئلت يوماً ما أين رسالتك الفنية، أقول إنني شاركت بكذا وكذا أعمال إنسانية وتاريخي موجود ومكتوب ومعروف أين شاركت بالاعمال الإنسانية وبالأعمال الوطنية أقول لك إنني غنيت بلدي، للجيش، للمقاومة، للشهيد، ضد الطائفية، غنيت للمنتخب الوطني، هذه رسالتي هذا إذا أردت الحديث عن رسالتي الفنية.

ذكرت الرسالة، كم فنان موجود على الساحة لديه رسالة او يفكر بالطريقة نفسها التي يفكر بها علاء زلزلي؟

لا أعلم، أنا أفكر فقط ماذا يجب أن أقدم للناس وفي الوقت نفسه لا أريد أن أجرح بأحد أو أحمد بأحد، وأنا دائماً أقول لا أنتمي لأحزاب أنا أنتمي لنهج، أنا لا أنتمي لأشخاص أنا أنتمي لوطن، وليس معناه إذا كنت من طائفة معينة معناها أنك تابع لطائفة معينة أو لزعيم معين، اليوم ما هو أهم من الزعيم هو البلد الذي عشنا فيه "ومعيّشنا". وأنا إنسان مسلم تلميذ راهبات أعرف الكنيسة كما أعرف الجامع ولست أقول هذا الأمر لمجرد الكلام، وأنا كما أقرأ القرآن أعرف التراتيل وحفظتها و"عايشين فيي"، أين المسألة ولماذا تريد أن توصلني إلى مكان أنني مختلف أو أنت مختلف، فرضاً أنني خلقت بوذياً هل تحاسبني لأني بوذي مثلاً؟ لذلك أعتبر أن هذه الرسالة مهمة جداً كي تسمعها، ومن لا يود أن يسمعك يا صديقي لو مهما فعلت لن يسمعك ومن لا يود أن يراك لن يراك ولو كنت أفضل إنسان في الكون.

في الختام نتمنى لك التوفيق على أمل اللقاء مجدداً.

وأنا أتمنى على كل الإعلام أن يهتم بهذه الأغنية ويسوقها سواء كان من خلال إعلامكم او من مواقعكم أن تنتشر إلى الناس وأنا يهمني أن يسمعها الشباب كلهم ليس لأن علاء زلزلي غناها فقط ، لأنها كرسالة أتمنى أن تصل إلى كل الناس.