ليس من السهل أبداً أن نختصر نجاحات مسيرته الفنية بكلمات قليلة، فمع مرور الزمن بات اسم ربيع الأسمر رقماً صعباً في عالم الأغنيات الشعبية والتراثية.

وبعد تكريمه من قبل مهرجان أهل البحر في اللاذقية وحلوله ضيفاً على برنامج "بعدنا مع رابعة"، إلتقيناه وكان هذا الحوار .

انتهيت من تصوير حلقة مميزة من "بعدنا مع رابعة" وقدمت خلالها موالاً خاصاً. هل تعتقد أن الجمهور اليوم ما يزال شغوفاً بالمواويل الوطنية؟

بعيداً عما إذا كان الجمهور ينقصه هذا النوع من المواويل أم لا، ثمة رسالة ينبغي على الفنان أن يوصلها إلى محبيه خصوصاً إذا ما كان الوطن بحاجة لإقناع المواطن بقضية عسرة، وأنا أسمّيها مؤامرة على الأرض والشعب والجيش والمقاومة.

هل صحيح أنك أبكيت الإعلامية رابعة الزيات لدى أدائك الموّال؟

أظن أن الكلمات التي تضمّنها الموّال أثارت مشاعر رابعة الوطنية فدمعت عيناها، كما أثرت على وجدان ضيوف الحلقة جميعهم، وفي الحقيقة لنا الفخر جميعاً أن نبكي ونتأثر عندما نذكر جرح الوطن. أحترم رابعة الزيات جداً وأقدّر اعتزازها بوطنيتها وأكون حريصاً في كل إطلالة لي في برنامجها أن أخصّها بموّال جديد أقدّمه للمرة الأولى وقد أطلقت من منبرها سابقاً موّال "الربيع العربي" الذي حقّق نجاحاً وانتشاراً واسعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض الحلقة.

من يتابعك عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكتشف حرصك على متابعة الشؤون الوطنية والاجتماعية والتعبير عن رأيك. ألا تخاف من تأثير هذا الأمر على معجبيك الذين لا يوافقونك الرأي؟

الكلمة الصادقة والجريئة يجب أن تقال في كل والمجالات وفي شتى الأماكن كي لا نكون كالشيطان الأخرس، ومن لا يوافقني الرأي ويستغني عن الوطن فأنا لا أحتاجه ليصفق لي.

هل أنت مع فكرة تصريح الفنان عن مواقفه وآرائه السياسية؟

بالطبع فالفنان لا ينفرد عن غيره بمشاعره وغيرته على وطنه وقناعاته... نعم، إذا اقتنع الفنان بأن موقفه قد يغيّر سوء فهم البعض فلا بد من التوضيح سواء أكان ذلك سياسياً أو إجتماعياً أو حتى فنياً.

أنت خرّيج برنامج "ليالي لبنان" المخصص للهواة. هل يختلف عما تقدمه الشاشات اليوم؟

"ليالي لبنان" و"ستوديو الفن" كانا يعتمدان على الموهبة والمقدرة الفنية لإثبات وجود الفنان، وكانت هنالك لجنة تحكيم معتبرة وقديرة ولا يمكنني مقارنتهما بالبرامج التجارية التي تتضمّن عملية التصويت من خلال الاتصالات والـ SMS وما شابه.

ما رأيك بأعضاء لجان التحكيم وآرائهم؟ ومَن من بينهم تعجبك آراؤه أكثر؟

برأيي، يجب على أعضاء لجنة الحكم أن يكونوا خرّيجي معاهد عليا في هذا الاختصاص بالذات، ولا يمكنني الإعجاب بحكم قد يصيب أو لا يصيب!.

هل تجد هذه البرامج مجحفة بحق الأغنيات التراثية؟ وهل من الممكن أن تشارك كعضو لجنة تحكيم إذا ما تمّ تقديم برنامج خاص بها؟

نعم، كنا قديماً نهتم بألوان الغناء التراثي والطرب الشعبي والكلاسيك وغيرها أما الآن فللأسف أصبنا بمثل: "بتاع كله". وأنا في الحقيقة لا أجد نفسي مؤهلاً لأن أكون عضواً في لجنة من الحكام لأن ذلك يحتاج إلى ثقافة فنية مختصة في هذا المجال.

قدّمت أخيراً أغنية "شو بحبا أنا" كما صوّرتها على طريقة الفيديو كليب... هل أنت راضٍ عن أصداء العمل؟

الحمدلله جاءت الأصداء إيجابية جداً، وبالفعل أشعر بأن هذا العمل دعم مسيرتي خلال مطلع هذا العام كما منحني المزيد من النجاح والقبول، وهنا لا بد من التذكير بأن أغنية "شو بحبا أنا" من كلمات ولحن طارق العريضي وتوزيع هشام بندقجي وشادي جارور أما التسجيل والماسترينغ فتولاهما طوني حداد، في حين حمل الكليب توقيع المخرج إدوارد بشعلاني في ثاني تعامل يجمع بيننا بعد "يا ظالم" التي حازت جائزة أفضل كليب العام المنصرم عبر إذاعة "صوت النجوم".

تستعد لعمل جديد مع الملحن ياسر جلال. ماذا تخبرنا عنه؟ وهل انتهى الخلاف بينكما؟

لم يحصل خلاف بيني وبين الصديق الملحن ياسر جلال بل أسميه سوء تفاهم وعن حسن نيّة وهذا ما جمعنا مجدداً بعمل سيكون مميزاً وسأترك الإعلان عن تفاصيله لأقرب فرصة.

علمنا أنك تقوم بالتحضير لألبوم شعبي يتضمّن أغنيات مسجّلة في أجواء الحفلات الغنائية. أين أصبح هذا العمل؟

تتضارب أحياناً الاختيارت في التسجيل من وقت لآخر مع أني اشتقت للوني التراثي وسيأتي الوقت لأنفّذ الألبوم الشعبي الذي يتضمن أغنية بعنوان (شباب الأمن العام) و(داير عرسا ببيتا) من كلمات حسين اسماعيل وألحان وسيم بستاني.

للمرة الثانية يتم تكريمك من قبل مهرجان "أهل البحر" في اللاذقية. ماذا تخبرنا عنه؟

مجموعة أهل البحر في اللاذقية تعتبر سبّاقة بمنح الجوائز التكريمية التي يستحقها محترفو الفن العربي، وها هي اليوم مجدداً تكرّمني وهذه المرة عن أغنيتي "شو بحبا أنا" وذلك إلى جانب نخبة من نجوم الفن والدراما والإعلام.

تلقيت تكريمات عديدة من مهرجانات ضخمة ودولية وجمعيات لها مصداقيتها. لمَ لم تكرّمك الموركس دور مثلاً؟ ألا يهمك الأمر؟

أنا أتوجه بالشكر إلى من يكرّمني على عمل ما لأنه يجدني أستحق التكريم، أما بالنسبة إلى الموركس دور أو غيرها فلم يسبق لي أن تعمّدت الدخول إلى دهاليزها ولم أعتبر الأمر يوماً شخصياً وعليّ السعي إليه بل لطالما وجّهت إليّ دعوات من معظم الدول العربية لهذا الشأن.

بعض الفنانين يقوم في الفترة الأخيرة بتقديم البرامج الغنائية. ما رأيك بهذه التجربة؟ وهل من الممكن أن تخوضها؟

على الفنان أن يكون لبقاً وناجحاً أينما وجد فإن وجد نفسه في التقديم فلمَ لا؟ المهم أن يكون قد أضاف شيئاً إلى فنه وجمهوره.

باتت قضية فضل شاكر محور أحاديث الساعة مؤخراً. ما هو موقف ربيع الأسمر من الموضوع؟

أعتقد أن ثمة من أخطأ في تفسير الأمور ولم يتوقع النتيجة التي حصلت على أرض الواقع... قانونياً المسألة تتعلق بالقضاء اللبناني والحكم النهائي يعود إليه، أما فنياً فالجمهور هو الذي يقرّر ما إذا ما كان سيتقبّل العائد أم لا.

شاركت العام المنصرم في مسلسل "زهر البنفسج" لماذا لم يعرض بعد؟ وهل سيصار إلى عرضه قريباً؟

للأسف، لقد فوجئت مؤخراً بأن المسلسل قد عرض بالفعل ولكن على شاشات عربية لا تعتبر من الدرجة الأولى أو من المحطات الأقل شعبية ومتابعة لذا فلم ينل حظه من الوصول إلى الجمهور كما كان متوقعاً، ولم أعرف مدى الخلاف بين شركة الإنتاج في الأردن والمخرج فيصل بني المرجة لكونه في الولايات المتحدة الأميركية.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

بعد عودتي من قطر حيث سأحيي حفلاً في الثالث من شهر نيسان سأعود إلى لبنان لإحياء حفل عيد الفصح وذلك قبل أن أبدأ بجولة فنية أوروبية سأحيي خلالها حفلات ما بين فرنسا، ألمانيا وسويسرا. أما الخطوة التالية فستتضمّن جولة فنية أميركية هذه المرة وذلك مع المتعهد إيلي حرفوش.

كلمة أخيرة لموقع "الفن"

أتوجّه بشكري إلى متابعي موقعكم الكريم والقائمين عليه، خصوصاً الإعلامية القديرة هلا المر، ولن أبخل عليكم بأخباري وأعمالي وكل جديد، وسنبقى يداً بيد بعون الله.