لم أكن أتوقع ان ابنة الـ 28 عاماً سترحل من هذا العالم الارضي صعقاً.

.. ولم يخطر في بالي ، من دون تجبر على ارادة الله ، ان تغادرنا رنا بو رسلان إلى دنيا الحق وهي تتشح بثوب ملائكي ارضي...
لا أدري ربما التناقض يقتلني ، فتارة أشعر بحاجة للبكاء على عروس ملائكية ، وطورا استرسل لمعاني الرجاء وانا على يقين من انه بات لنا ملاك يصلي من أجلنا في السماء.

بالتزامن مع اسبوع الالام يعتريني حزن عميق ككل الزملاء في موقع "الفن" على رحيل الزميلة الصحافية رنا بو رسلان من هذا العالم عن عمر يناهز 28 عاما تاركة لوعة الفراق لعائلتها الصغيرة المؤلفة من زوجها رمزي شوي ، ابنة "صوفي" (3 أعوام و10 أشهر) وابن "سلمان" لم يبلغ العامين من عمره...

رحلت رنا السموحة المتشحة بالبراءة تاركة ثغرة وصدعاً داخل اروقة مكاتبنا الشاهدة على صبية ابتسمت لفعل المحبة وارتمت بين احضان الموت على حين غرة.


سيجتاحنا الشوق للإنسانية التي تظلك قبل الزمالة... فيوماً لن ننسى افضالك في انطلاقة موقع "الفن"، سابقاً "النشرة فن"، في العام 2009... ولن ننسى مقالاتك الرائعة التي احتضنت البيئة والارز والكتّاب... تلك البيئة التي أدركت انك ابنتها في الخير والكرم والعطاء من دون مقابل... لكنها اغاظتنا فاستودعت جسدك النقي بين ثنايا ترابها هناك التحفت اسرارها بكيانك وهناك ستغفو عيناك إلى الابد.

ما عرفناك يا رنا إلا مهنية من الطراز الرفيع عشقت القلم منذ دخلت الجامعة العربية حتى تخرجك... يوما لم نسمع منك إلا عبق الكلام وطيب المعاملة وريحان التواضع... احببناك كبارا وصغارا وفيك انطوت مواصفات الشمولية والكمال...
يوما لم تتأفف من واجب مهني ونادرا ما كنا نسمع صوتها، فصمتها كان ابلغ من اي كلام يقال عنها وعليها. ما كان يجمعنا هو اكبر من محبة واصدق من معاملة ، لطالما كنت اخجل من وقارك وتقديرك لي ومن احترامك لذاتك وللآخر... كيف لا نستذكر طهوك الزكي الذي تلذذنا بتذوقه اكثر من مرة وهذا من فيض كرمك يا ابنة الجبل الاشم.

سأستنشق فيك كل الذكريات الجميلة والودودة... وسيبقى صوتك من خلال مذياع الاذاعة اللبنانية كنشيد نستذكره في كل الظروف والمناسبات.
وداعاً يا صديقة "الفن" وأكثر ما يحزننا أنك وبعدما كنت صانعة الخبر بت الخبر الذي نرثيه بألم الفراق.
الف رحمة على روحك الطيبة والمهذبة.
هنيئا للسماء بعروسته رنا وانين لنا على افتقادك
سنستذكرك مع كل اشراقة شمس وتفتح زنابق الربيع
سنستذرك في كل مرة يلتحف فيها ضوء القمر بقاع الارض
سنستذكرك في كل مرة ننظر بعيني ولديك وزوجك وعائلتك
رحم الله روحك الطاهرة وستبقى حرة طليقة بيننا بهية كمحياك ساحرة كعينيك وابتسامة ثغرك.
لن ننساك ابدا فأنت حية دائما في قلوبنا إلى الابد.
وداعاً رنا بو رسلان شوي.