لم يكن اللون الذهبي المتداخل بعتمة المسرح هو الجاذب الأول في مسرح إيلي البستاني ، فالجميع أغمض عينيه، تحوّل الجمع في لحظات إلى جمع أبكم، إكتفى الجمهور بسمفونية سرقت الوقت كما يسرق الريح ورق الشجر، بضع دقائق من الموسيقى سحرت الحضور لتنتهي بموجة تصفيق حار .

مرة جديدة يبهر مهرجان البستان وخصوصاً فرقة the world orchestra gianluca maricano وعازف البيانو giuseppe andaloro ، جمهور الموسيقى بعرض يفوق الخيال وصفاً.


العرض الذي إستمر لساعة و40 دقيقة، كان كفيلاً بتحويل ليل السبت الماضي في منطقة بيت مري، إلى ليلة من الأعوام والأشهر الموسيقية. المسرح تزين بألوان إنسيابية متناسقة، أكملت سحره الأدوات الموسيقية الخشبية ، وتناغم ما بين كمان الانوثة وبوق الرجال، فعزف الاخير على اوتارها ورقصت هي على لحنه.

إنطلقت الأوركسترا بقيادة "جيانلوكا ماركيانو" بموسيقى مستوحاة من "الإغريق القديمة". يكفي موضوع الأوركسترا ان يدفعك للتركيز والولوج في النوتات كلها، فتتحرك بشكل لا إرادي وكأنك مدرك وتعيش حكاية هذه المعزوفة. إستهلت الفرقة عرضها بعزف "over nature creatures of prometheus" للأسطورة بيتهوفن. تلتها مقطوعة موسيقية على البيانو "prometheus symphonic poem" لـ franz liszt وإختتم الحفل بعزف فردي على البيانو أشعل المسرح تصفيقاً.


لم تنته هذه النغمات عند هذا الحد، فبعد ان كان الجميع في لحظة سكون تقطع الانفاس، كانت قبلة اليد من عازف البيانو لعازفة الكمان كفيلة بإشعال المسرح مجدداً، وكانت تحية إجلال وتقدير من الحضور .