أكد الدكتور رامز معلوف، رئيس دائرة الإعلام وتقنيات الاتصال في جامعة البلمند، أن الدافع الرئيسي لتنظيم جامعة البلمند مؤتمر "الإعلام، والإسلام والديانات الأخرى في الشرق الأوسط" هو غياب دراسة جدّية عن كيفية تغطية وسائل الإعلام للإسلام منذ أن نشر إدوار سعيد كتابه "تغطية الإسلام" سنة 1981.

يضيف معلوف أن إشكالية إدوار سعيد الأساسية تتمحور حول سيطرة الغرب على وسائل الإعلام: "عالج سعيد في كتابه مسألة الاستشراق من خلال التغطية الإعلامية للإسلام، إذ أن المعلومات تتدفّق من الغرب إلى الشرق". ولفت إلى أن صياغة الأخبار والمعلومات المعروضة في الأفلام والبرامج التلفزيونية تتم من قبل وكالات الأنباء والاستوديوهات الغربية تماشيًا مع الاهتمامات الغربية. وأشار إلى أن هذا الواقع ما يزال على حاله ولم يتغيّر إلاّ بقدر بسيط. فاليوم، تتحكّم دول الشرق الأوسط بمراكز الإعلام الخاصة بها وبالأقمار الصناعية، "كالجزيرة" والقنوات اللبنانية والمصرية التي أعادت بلورة الدور الذي يلعبه الإعلام في الشرق الأوسط، كما أنّه أصبح اليوم بإمكان الأفراد والمنظّمات نشر رسائلهم وآرائهم من خلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".

ولأن هدف هذا المؤتمر، الذي سينعقد في 6-8 أيّار 2015، هو دراسة مدى تأثير تطوّر وسائل الإعلام وتقدّمها في تصوير "الإسلام والديانات الأخرى في الشرق الأوسط"، يعتقد معلوف أن هذا الموضوع محوري في هذه المرحلة، نظرًا للأحداث الحاصلة في المنطقة وفي أوروبا تحديدًا، وهي أحداث تعكس صورة سلبية عن الإسلام.

تطرق معلوف إلى دراسة جديدة نُشرت للأستاذ مايكل والتزر من معهد الدراسات المتقدّمة في جامعة برنستون، ينتقد فيها اليسار الأميركي لعدم تطرّقه إلى بعض القضايا الأساسية المذكورة في الإسلام والتي تدعو إلى الجهاد، كي لا يتهموا بالإسلاموفوبيا أو بالتعصّب ضد الدين الإسلامي.

بالنسبة إلى الدكتور رامز معلوف، أصبحت قضية الإسلام حسب الصورة التي أظهرها الإعلام في السنوات الأخيرة أكثر إلحاحًا مع تزايد الصورة السلبية عنه، ودعا إلى قراءة مقالة لسيلا بن حبيب، أستاذة في العلوم السياسية والفلسفة في جامعة يال، تعرض فيها الأسباب الكامنة وراء سلوك المتطرفين في أوروبا والعالم العربي، بعيدًا عن تبرير الفظائع التي ارتكبها الأصوليون. وتشير بن حبيب في مقالتها إلى الحاجة لفهم ما وصفته بـ "اليأس الحضاري" الذي يعيشه العرب والمسلمون، سواء في بلدهم الأم أو في الشتات. كما تلوم بن حبيب وسائل الإعلام لعدم معالجتها لهذه المواضيع خوفًا منها بأن تُتهم بأنها تدافع عن الإرهاب والأعمال الإرهابية.

وختم معلوف قائلاً بأن التحدّي الكبير الذي تواجهه وسائل الإعلام يكمن في الفصل بين نقل فظائع الإرهاب وبين تحليل أسبابها، من دون ان يتهموا بتبرير الأعمال الإرهابية. وهذا، يقول معلوف، ليس بمهمة سهلة، بانتظار التطرّق إلى كل هذه القضايا في المؤتمر القادم في 6-8 أيار 2015.