نجوم سوريون ونظراء لهم خليجيون، منهم النساء ومنهم الرجال، وعلى صفحات موقع "الفن" يلتقون بمناسبة عيد الأم، ليتحدث كل واحد منهم عن أمه بشكل خاص أو عن الأمومة بشكل عام.

النساء يتحدثن عن وضعهن بعد أن أصبحن أمهات، وفاتورة الأمومة التي لا بد من دفعها.. والرجال يتناولون مواقف مؤثرة من حياة أمهاتهم وتجاربهم معهن.

الفن يفرد مساحة خاصة في عيد الأم لحديث هؤلاء في الآتي..

أمارات رزق:

أمي أكاديمية تعلمت منها الكثير بشكل لا شعوري، وأرى نفسي على الدوام أطبق أشياء كانت تقوم بها أمي وكنت في الماضي أعترض عليها وأتساءل لماذا يقومون بكذا وكذا.

وعلى سبيل المثال، أتذكر كيف كنت أتساءل في صغري وحتى في صباي الأول عن كيفية غسل الطفل لدى الولادة ولماذا يميلونه بهذه الطريقة أو تلك، وكيف يتلاعبون به باليد وهو في الحوض يستحم بين أيديهم.. ولكن عندما كبرت وتزوجت أصبحت ومن دون شعور أغسل طفلي بنفس الطريقة ومن دون مراعاة لأشياء كنت اعترض عليها في الماضي.

أتذكر " قتلات" عديدة تعرضت لها من أمي، لكني أتذكر آخر واحدة وكنت في الصف السادس وبسببها كانت آخر ركبة موتوسكل، حيث كنت أقود الموتوسكل في الحارة وأخيف أولاد الجيران، وجاءت الشكوى لأمي، فانهالت علي بالضرب، فكانت آخر قتلة وآخر ركبة موتوسكل.

أمي كل شيء في الحياة وتعملت منها أن أكون كل شيء لأولادي، وكل عام وهي بألف خير... وكل أمهات السوريين والعالم أيضا.

عبير شمس الدين:

تربيت على يدي أمي في عائلة محافظة معروفة بدمشق وتعلمت من أمي أن يكون الابن أهم من أي شيء في الحياة وتكون تربيته هي التحدي الأكبر ولو بذلت الأم أغلى ما لديها في سبيل ذلك.

وعندما تزوجت ورزقت بالتوأم عمر وميرا، كان صدى صوت أمي يتردد في ذهني وذاكرتي، فقررت وفي لحظة مفصلية الابتعاد ولمدة طويلة عن العمل في الدراما.

وفضلت البقاء مع عمر وميرا لتربيتهما على يدي كما تربيت على يدي أمي.

تلك هي المدرسة التي لا تعلوها مدرسة أخرى في الحياة، الأم التي لا يمكن أن تعطي دروسا إلا وتكون ذات فائدة في المجتمع والحياة.

في هذا اليوم أتوجه إلى أمي بالمباركة في عيدها، ولأولادي أيضا وأعدهم بأن أكون أماً حنوناً لهم كما كانت أمي بالنسبة لي.



ديمة الجندي:

أنا أم، وتعلمت من أمي كيفية أن تكون المرأة أماً، وأتعامل مع ابنتي كما كانت أمي تتعامل معي. في الحقيقة كان للأمومة تأثير سلبي على وجودي كممثلة وكثيرا ما اضطررت للتغيب والاعتذار عن أعمال وأدوار قوية عندما كانت ابنتي في مرحلة مبكرة من حياتها، واليوم أصبحت في العاشرة من العمر وباتت أكثر قدرة على الاعتماد على نفسها.

أشعر بلهفة وشوق لها، فبينما أكون بدمشق أو بيروت، تكون هي في دبي، لكن وجود أبيها معها يجعلني أطمئن لها.

وتبقى الطامة الكبرى في البرنامج الذي تكون هي قد حضرته للحظة مجيئي حيث يتوجب علي القيام بنشاطات إضافية لترفيهها وأخذها في مشاوير كثيرة تكون موعودة فيها، ولكنها تستحق بالتأكيد.

في عيد الأم.. تحية لأمي التي ابتعدت عنها مراحل كثيرة في الحياة، وتحية لأمهات العالم، وأرجو الله أن يوفقني في أمومتي لابنتي.

رواد عليو:

ثلاث سنوات أو أقل بقليل دفعتها من مسيرتي في الدراما مقابل أن أكون أماً، فغبت غيابا تاما عن الدراما وعن الشاشة وعن الجمهور، في وقت كنت فيه وصلت إلى مرحلة متقدمة في الحصول على الأدوار الرئيسية وحتى أدوار البطولة.

لور، ابنتي الصغيرة التي كانت باكورة إنجابي بعد زواجي تجعلني أنظر لنفسي مثلما كنت أنظر لأمي قبل زواجي، بل وحددت هذه الطفلة مسيرتي ومستقبلي في محطات مهمة من الحياة.

كل وقتي للور، وكل اهتمامي بها، وفوق كل هذا، وعندما بدأت اشعر بأن لور تجاوزت مرحلة الطفولة الأولى وبات بالإمكان أن تبقى عند جدتها لأعود أنا للعمل، فوجئت بحمل ثان بطفل سيرى النور خلال أشهر، ما أعادني إلى نقطة الصفر في التفكير بالموازنة بين العمل والأمومة.

أتذكر أهم ما تعلمته من أمي أن اشعر بشعور الأم بالابن، وأتذكر كيف كانت أمي تبكي وانا صغيرة لأني اشرب البيبسي وأرفض العصير ولم أكن أعرف السبب للبكاء، حتى كبرت وتزوجت وأصبحت الآن أتوجع على ابنتي لور كلما رأيتها تأكل شيبسات أو أشياء غير صحية، فتعود بي الذاكرة إلى دموع أمي.

أنا في غاية السعادة لكوني أماً، وبهذه المناسبة أتوجه بالامتنان والعرفان لأمي التي كانت النقطة البيضاء في حياتي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، ولست أذكر من أمي إلا ما هو جميل وحسن، فكل شيء منها كان أبيض في حياتي البيضاء.

سوسن ميخائيل:

أمي شيء عظيم لكنها كنت صعبة كثيرا خصوصاً في ظروف ترى أننا نكون مخطئين فيها.

وأتذكر في هذه المناسبة آخر " قتلة" تلقيتها منها وكانت يوم سجّلت في المعهد العالي للفنون المسرحية فكانت مستاءة جدا من ذلك وأبرحتني ضربا.

ولم تسمح لي بذلك بل أجبرتني على التحول إلى الجامعة فدرست في قسم المكتبات وتخرجت.

لكن والدتي كانت تستمع لكلام الكبار بدليل انه عندما طلب منها الأستاذ دريد لحام ان أعمل معه في مسلسل "عودة غوار" قبل عشرين عاما، وافقت على ذلك، لأنه دريد لحام على وجه التحديد.

أمي إنسانة كبيرة وتعرف مصلحتنا ولا تصادر إلا ما تراه غير نافع لنا.

بالنسبة لي لم أجرب الأمومة ولن أجربها، لأن الظروف الحالية في سورية لا تسمح لنا بالتفكير بالإنجاب وحرام جدا أن نصبح أمهات مؤقتات، لأن الأمور غير مأمونة إطلاقا.

لينا حوارنة:

الأمومة عندي حاضرة لكوني أماً، أما بكوني ابنة لأم فهذا الأمر مات للأسف ومنذ زمن، فوفاة والدتي جعلت عيد الأم بالنسبة لي شيئا وكأنه غير موجود، إذ لا يمكنني أن أحيي هذا اليوم وهذه المناسبة وأمي في القبر.

كثيرا حاولت الخروج من هذا الجو، لكنني كنت أصطدم بالحاجة لأمي، وبغير ذلك لا يمكنني التحدث بهذه المناسبة، وتاريخ 21 آذار مارس هو تاريخ بكاء وتنهّد بالنسبة لي.

أما كوني أماً، فابنتي تحظى عندي بكل دعم ورعاية، ولها مطلق الحرية في كل شيء، وأحميها برموش عيني، وأفضلها على نفسي في أي شأن في الحياة، وأترك لها مساحة واسعة بل كلية للاختيار في كل ما يتعلق بحياتها، فإن شاءت متابعة دراستها الجامعية دعمتها، وإن شاءت أن تعمل في التمثيل فسأكون معها. سأكون مع ابنتي كما كانت جرحي الكبير " أمي" تعاملني.

رحمة الله عليك يا أمي، والسلامة لكل أمهات العالم في هذا اليوم الخاص والحساس.

خالد القيش:

عيد الأم مناسبة خاصة جدا بالنسبة لي، فأنا أختلف عن كل الآخرين لكون أمي موجودة في الحياة وغائبة عني على الدوام.. فبيني وبين من ماتت أمه فرق أن أمي على قيد الحياة، وبيني وبين من أمه موجودة أنه يرى أمه وأنا لا أرى أمي.

فارقت أمي منذ 18 عاما وبقيت هي هناك في الجولان السوري المحتل، واصبحت أنا في دمشق، واحتجت لأكثر من 12 سنة حتى تمكنت من رؤيتها لأول مرة، ومن ثم تم ترتيب زيارة لها إلى سورية لمدة 4 أيام، وحتى زفافي أجريته في الأردن كي تتمكن من حضوره.

أفتقد أمي كثيرا خصوصاً أنها في مكان محتل، وتعرف أن ولدها مطلوب للأمن الإسرائيلي بسبب عمله في بلده سورية بمسلسلات مناهضة للصهيونية، وعلى ذلك أبقى على الدوام أفكر بها، خصوصاً يوم عيد الأم حيث لا يمكن لي تقبيل يدها أو ضمها كما يفعل الآخرون.

أدعو الله أن يفرج عنا وعن كل المبعدين عن أهلهم في هذا اليوم العاطفي الهام.

أحمد رافع:

قصتي مع أمي مؤلمة كقصتي مع ولدي الشهيد الفنان محمد الذي اغتالته يد الغدر قبل سنتين ونصف. فأمي وفي العام 1948 نزحت عن أرض فلسطين يوم النكبة وكانت تحملني بيدها وأتت بي إلى دمشق وعشنا هنا حتى اليوم. لكن أمي ماتت منذ سنوات طويلة في دمشق.

وجاءت الفرصة لي لأزور أرض فلسطين في العام 2010، وتحديدا غزة الأبية، فدخلت إليها مع ولدي محمد ومجموعة من الفنانين السوريين.. وهناك بكيت حرقة على أميّن وليس أما واحدة، أمي التي غادرت هذه الأرض على أمل العودة فماتت ولم تعد، وأمي الأخرى فلسطين التي لا أعرف ما إذا كنت سأزورها مرة أخرى في المستقبل.

أمي كانت مدرسة تعلمت منها كل شيء.. تعلمت أن أحب بلدي ووطني وشعبي وناسي وقيادتي، وأن أضحي بأغلى ما عندي في سبيل القضايا الإنسانية والحضارية.. وعلمتني أن أتعلم من الكبار لا أن أحسدهم، وهذا هو برنامجي في الحياة.

الرحمة لروح أمي وروح ولدي الشهيد محمد رافع، وكل عام وأمهات العالم كلهن بألف ألف خير.

مروة محمد:

الأمومة شيء غير طبيعي يجعل حياتك غير طبيعية، وبالنسبة لي قد يكون للأمومة مفعول غير عادي وتتغير حياتي كلها في ظرف عام واحد من الآن. وأكشف الآن للجمهور بأنني وفي فترة قصيرة سأحدد ما إذا كنت سأبقى في التمثيل أم لا.. وكل ذلك مستند إلى موضوع الإنجاب، فإذا اتفقنا انا وزوجي على ضرورة الإنجاب، فسيكون وجودي في الدراما قصيرا جدا، وقد يأتي العام المقبل فلا يراني الجمهور في أي مسلسل، أو قد يرونني في مسلسلات عادية وادوار قصيرة وخفيفة جدا.

إنها الامومة التي تستوجب توفير كل الوقت والجهد والطاقة لخدمة الولد، وهذا ما تعلمته من أمي التي كانت معنا على مدار اليوم ترعى شؤوننا بلا حسابات تعب أو جهد.

أبارك لأمي في يوم الأم، وأبارك لكل أمهات الناس في هذه المناسبة الكبيرة.

شيماء سبت:

علاقتي بأمي مختلفة عن علاقة أي إنسان آخر بأمه، فكرمى لأمي وبسبب مرض ابي ابتعدت عن فكرة الزواج في مراحل صباي الأول، وفضلت أن اقف معها في رعاية ابي وفي تربية اخواتي البنات اللواتي كبرن اليوم وأصبحن في سن الشباب.

وفي الوقت نفسه، وبعكس الدارج فإنني أنا من سعى وساعد امي في الوصول إلى العمل في الدراما بخلاف القاعدة التي تقول بأن الأم الفنانة تأتي بابنتها إلى التمثيل.

ومن هنا فالعلاقة بيني وبين أمي كبيرة وعالية المستوى، فهي أم مثالية من جهة، وهي زميلة في العمل من جهة أخرى، على الرغم من انها خفضت نسبة تواجدها في الدراما بسبب حالة ابي الصحية.

كل عام وأمي وامهات العالم أينما كنّ بألف خير، والجنة تحت اقدام الأمهات.

بثينة الرئيسي:

أمي كانت مدرسة وتجيد التعامل معنا بأسلوب اكثر من حضاري.. كل مشاكلنا كانت أمي تتعامل معها برقي وبرودة أعصاب، ولم تكن تعاقبنا بشيء، ولا أذكر أن أمي فرضت عقوبة علي يوما ما، بل وكانت في الغالب تتدخل عند أبي كي يمتنع عن معاقبتنا، خصوصاً انا في فترة المراهقة حيث كان لدى أبي عقوبات خاصة مؤلمة أجهضت أمي الكثير من تلك العقوبات.

أعشق أمي وكل ما في امي ولدى أمي، وأحب كل طبخات أمي ومهما كانت الأكلة بعيدة عن تقبّلي كنت وما زلت مستعدة لتناولها كرمى لأمي ولأن أمي هي من صنع هذه الطبخة.

موقف لا أنساه لأمي في حياتي، وهو قديم، يوم لهفتها وبكائها على أخي الصغير عندما تعطل مصعد في هولندا وهو في داخله، وكيف بكت أمي وخافت ان يحصل له مكروه، وعندها شعرت ما نعنيه نحن لأمهاتنا.

كل عام وأمي ست الحبايب، وكل أمهات العالم بألف ألف خير في هذا اليوم الخاص بالأمهات.

هيفاء حسين:

أمي لم تكتف بأنها ولدتني وربتني ورعتني حتى كبرت، بل تتابع اليوم طريق أمومتها الطويل وتحمل عني عبئا كبيرا كان سيمنعني من السفر والتصوير في مسلسلات كثيرة وربما كان سينهي مسيرتي أو يحدّ منها لولا وجود والدتي رعاها الله وحفظها.

فأمي اليوم هي من يرعى ولدي سعد من زوجي الأول، وتحتضنه عندها في البحرين وتربيه، وتتركني لحياتي مع الفن والدراما والسفر، وإلا لولا لما كنت قادرة بالمطلق على السفر إلى الإمارات للتصوير حين يكون ولدي سعد وعلى الدوام في البحرين.

كل الشكر لأمي عن كل شيء في الحياة، عن وجودها أولا، وعن تربيتها لنا ثانيا، وعن دعمها لي الآن في مرحلة مهمة من حياتي المهنية ثالثا، وكل عام وهي بصحة جيدة وسلامة وعافية مميزة، ولكل أمهات الناس في يومهن الكريم.

عبد المحسن النمر:

وفاة والدتي عطّل الكثير في حياتي، ويوم رحيلها هو لحظة مغيبة من عمري.

وأتذكر يوم فقدتها وكنت أصور في مسلسل وكانت هي في العناية المشددة فاتصلوا بي يقولون بأن أمي فارقت الحياة.

لا أعرف شيئا عما حصل في تلك اللحظات سوى أنني لا شعوريا أصبحت في البيت وغبت عن الوعي تماما.

كانت راعيتي بكل مفاصل حياتي ومحطاتها، وكانت تحمل كل أوزاري وتواجه أخي الأكبر حين يريد معاقبتي لأن أبي مات مبكرا.

واليوم أتذكر كل شيء فيها ومنها، وأدعو بالرحمة لها وعليها.. رحمة الله عليك وأدعو الله أن يرعاك في جنانه.