استطاع الفنان الفلسطيني محمد حماد أن يرسم طريقاً له في عالم التصوير الفوتوغرافي بإمكانيات متواضعة وإبداعات مميزة أبهرت المشاهدين، مستعملاً آلة تصوير قديمة، ملتقطاً بها صوراً حديثة، تخلط بين الحداثة والأصالة، محققة له النجاح والتقدم وإقامة معرض لرواد الفن في اوروبا.

ويقول محمد حماد " 33 عاماً"، والذي يقيم في بلجيكا حالياً :" قد تولدت موهبة التصوير الفوتوغرافي لدي بعد سنوات الدراسة الطويلة التي عشتها في إيطاليا، حيث نمت في داخلي العديد من المواهب وازداد إحساسي بجماليات ما حولي من أشياء، أماكن، أشخاص ولحظات".

وأضاف حماد "أنه ومع مرور الوقت استمرت فكرة التصوير لديي كهواية جانبية بالتزامن مع الفترة التي كنت أتنقل بها ما بين فلسطين وبلجيكا حيث انتقلت من مرحلة الدراسة للعمل في مؤسسات الإتحاد الأوروبي. بدأت التصوير بهذه الكاميرا ولكن بحذر شديد... تجرأت مرة بعد مرة وقررت وضع أحد الأفلام (أبيض و أسود) طراز 35 مم. وبدأت التصوير ومن تلك اللحظة إنطلق في داخلي و نما إحساس جميل كل مرة إستعملت فيها الكاميرا. و كأنها قد أخذتني معها الى عالم آخر، أبعاده ووقته مختلفان، زمن قد نسيناه بسبب كل ما هو متسارع بشكل مجنون حولنا من منتجات التكنولوجيا و عصر السرعة ".

ويقول :"تعلمت مع هذه الكاميرا أن هناك وقت لأخذ اللقطة، و هناك على مسافة أخرى وقت لرؤية النتيجة بعد معالجة الفيلم و تحميضه. وكم هو جميل عدم القدرة على مشاهدة تلك الصورة الملتقطة في نفس اللحظة... هناك متعة وقت الإنتظار و الفضول المتواصل لمعرفة كيف كانت اللقطة وكيف ستكون الصورة. يوجد الكثير من الخيال والأحاسيس الإنسانية الجميلة وراء كل لقطة و صورة على شريط النيغاتيف".

ويشرح حماد علاقته الروحية بالصورة بالقول :" كنت واحداً من إثنين الذي يعرف، على الأقل، كيف قد تكون الصورة بعد إلتقاطها لإنها طبعت في عمق ذهني، و الآخر هو شريط الفيلم (النيغاتيف). كان جميل رؤية الفضول والشوق في عيون من أصورهم أو من حولي ممن يرغبون بمعرفة كيف ستكون الصورة وكم هو جميل أيضاً رؤية النظرة الفرحة و الإبتسامة تملأ الوجوه، عند مشاهدتهم للصور المأخوذة جيداً".

ويضيف :" استمريت بالتقاط الصور حتى أن قررت أن أجمع بعضها في موضوع لبداية عرضها بشكل محترف على الآخرين و من قد يهتمون من صالات العرض والفنانين ".

وعن بداية النجاح يقول حماد :" هنا اكتشفت متعتي وقدرتي على تصوير الإنعكاسات التي نعيشها ونراها في حياتنا من خلال زجاج النوافذ، المرايا، مسطحات الماء...الخ ما يوجد خلفها، ما يوجد أمامها و ما يقع بينهما، فهو بحد ذاته بعد آخر و زمن آخر. انعكاسات لأشياء و أشخاص نراها ولكنها موجودة في مكان و زمان مختلفين، من خلال ذلك المسطح الزجاجي... في آخر المطاف هي أيضاً انعكاسات لأحاسيس ومشاعر سواء أعيشها أنا نفسي أو من أصورهم. من هنا جاء اسم الموضوع (Mind Reflections). تأملات وإنعكاسات، وبالتالي هذا أدى الى رغبة أحدى صالات العرض في مدينة بروكسيل، بعد أن عرضت عليهم بعض الصور، الى الرغبة في استعمال صوري و عرضها لديهم".