شاعر الكلمة الحرة ، يكتب بنبض قلبه كلمات وكلمات يحاكي من خلالها الإنسان والوطن .

إنه الشاعر غسان مطر الذي يحل ضيفاً على صفحات موقع "الفن" في هذا الحوار .

أخبرنا عن الشعر الذي تنتهجه والابواب الشعرية التي تدخل وتخرج منها ؟

للحقيقة لدي موضوع رئيسي يلح علي باستمرار ويطرق ابواب قلبي دائما وهو موضوع الارض المغتصبة والانسان المذبوح، وانا اعتبر نفسي شاعر قضية، والشعر بالنسبة لي ليس ترفا بل هو نضال وموقف لتحرير الارض والانسان، الى جانب هذا الشعر هنالك اسئلة كثيرة يمكن ان تخطر وتلح على البال حول الوجود والحياة والموت وهذه كلها اسئلة يمكن ان تشكل مادة لشعري.

هل تعالج المواضيع الغزلية؟

الكثيرون يسألون هذا السؤال ولكن في بداياتي كتبت الكثير من قصائد الحب والغزل، ولكن بعد حرب 1967 والهزيمة التي المت بنا وبعد ان اصبحت فلسطين هي الجرح النازف لدي باستمرار نتيجة التزامي السياسي، وانصرفت الى الكتابة الانسانية بالمعنى الواسع، اسئلة الوجود ثم الواقع، الارض بما فيها من جراح ونزف وموت وقتل وتدمير وانحلال، هذه كلها المواضيع التي اهتم بها اكثر من سواها.

اليوم وفي عصر التطور حيث هجر جيلنا الكتاب والقراءة والشعر واللغة، لاي درجة من الممكن ان يؤثر الشعر في جيلنا حيث يسيطر الانترنت وغيره علينا؟

لا شك باننا في ازمة والشعر في ازمة نتيجة هذه الهوة القائمة بين المتلقي والشاعر، خصوصا الجيل الشاب الذي يهتم بالاكتشافات الحديثة ووسائل التواصل اكثر من ان يأخذ كتاباً ويقرأه، بكبسة الزر اسهل من فتح الكتاب، ولكن بتصوري انه اذا استطاع الكاتب ان يستخدم لغة تصل الى الناس سيبقى له حضور في اذهان الناس، ونحن العرب شعب شاعري ونحب الشعر، عشنا 2000 سنة على الشعر ومحافل الشعر كانت مدوية وموجودة ومتوهجة، هناك ازمة بلا شك ومن ينكرها فهو غائب عن الوعي.

هل لديك خوف على الشعر واللغة؟

بالتأكيد، لاننا اليوم نرى ان 90 بالمئة من الشباب لا يتكلمون العربية، ليس فقط في لبنان بل في الخليج ايضا في المطاعم والاوتيلات، لدي خوف على اللغة العربية وخوف ان يصبح هناك قطيعة نهائية بين الشعر والناس.

برأيك ما هو الحل للمحافظة على هذه اللغة؟

هذا قرار انظمة وليس افراداً، الحكومات في العالم العربي من المفروض ان تهتم ببرامجها التربوية والثقافية وتستحضر مشاريع لاحياء واستنهاض اللغة العربية، عندما حاولت تركيا ان تترك هذه المنطقة كانت اللغة العربية هي السلاح لمواجهة التتريك، وعندما اخذنا استقلالاتنا "من غير شر" لم نعد نهتم بلغتنا، في مناهجنا اصبح الاهتمام باللغة ثانوياً والميزانيات التي توضع لوزارة الثقافة والتربية شحيحة جدا لا تسمح حتى لاقامة مؤتمرات كبيرة لقراءة اسباب تدني حضور اللغة العربية في الجيل الشاب وحتى في المدارس يشتكي التلاميذ من صعوبة اللغة، وفي جامعاتنا هناك اساتذة لا يعرفون اللغة.

من المسؤول المباشر اذا؟

الحكومات مسؤولة بشكل مباشر ومسؤولة عن ايجاد لجان ومؤتمرات وتوصيات تهتم باستحضار اللغة العربية في كل حياتنا اليومية وانا لست ضد تعلم اللغة الاجنبية ولكن تعلم لغتي هي الاساس، وليس صحيحا ان اللغة العربية صعبة بل طريقة تدريسها هو الصعب في المناهج واذا بسطت المناهج يستطيع التلميذ ان يستوعبها ويشربها وينطق بها بكل سهولة، فهذه اللغة من اجمل لغات العالم، بالحرف الواحد تستطيع ان ترسم به لوحة فنية وهذا ليس موجودا في اي لغة اخرى، الحكومات غافلة عن هذا الموت للغة والبعد عنها من قبل الناشئة والتلاميذ ويجب ان يكون هناك اهتمام اضافي لان وسائل التواصل تأكل كل وقت الطلاب والتلاميذ والشباب وتجعل اهتمامهم باللغة ثانوياً وهامشياً جدا.

الشاعر غسان مطر اشكرك على هذا اللقاء الغني، كلمة اخيرة؟

اشكرك ايضا، اتمنى لكم التوفيق واتمنى من الناس ان تهتم اكثر باللغة وتعي اننا نضيع هويتنا فكيف انا عربي ولا اعرف لغتي؟ اتمنى ان يكون هناك يقظة حول هذه المأساة التي يجب ان نخرج منها.