تتواصل في دمشق عمليات تصوير مسلسل " أبو دزينة" للمخرج فادي غازي الذي وضع السيناريو بنفسه مقتربا من إنجاز العمل الثاني له للموسم الحالي بعد "مقاسي ع قياسي"، وليعرض في شهر رمضان من العام الحالي.

الفن زار مواقع التصوير وحصل من كوادر العمل (مخرج وممثلين) على تصريحات خاصة وحصرية عن الشخصيات والأفكار العامة ونظرة كل منهم إلى العمل الكوميدي الذي يقع ترتيبه في الرقم 14 لدراما الموسم الحالي في سورية.

التفاصيل..

المخرج فادي غازي:

مخرج العمل فادي غازي وهو كاتب السيناريو كما ذكرنا، اعتبر مسلسله هذا كوميدياً يبحث في الموقف، ويتموج بين الجاد والهزلي، ليطرح أفكارا عامة تنتج عنها مقولتان في النهاية تكونان عنوانين لما سيراه الجمهور طيلة ثلاثين حلقة، وهما " كار مو كارك بيخرب ديارك" و " إن خلت خربت".

ويشرح غازي تفاصيل عن عمله وفكرته فيقول: "لدينا درويش وهو رجل في الخمسين من عمره، لديه عشر بنات ويعيش فقرا مدقعا معهن ومع زوجته وحماته، ويرسل بناته يوميا للتسول على إشارات المرور وفي المناطق الراقية، ويطرح هذا الدرويش شعارا يدافع فيه عن سلوكه هذا بأن التسول أفضل من عمل الفتاة عند رجل يبتزها بالمال ليحصل على أمور أخرى منها".

ويتابع غازي :" وفجأة ومن دون سابق إنذار تنقلب حياة درويش وعائلته إلى ثراء وغنى إثر حصوله على إرث من قريب له مقيم في البرازيل وتقدر بـ 150 مليون دولار، وينتقل بعائلته من الحي الفقير إلى العيش في فيلا، ويدخل في مشاريع كثيرة تفشل كلها، لان درويش في الأساس ليس ابن المشاريع، ولأن من يعملون معه يكونون على الدوام مستغلين له".

وختم غازي بأن المسلسل يتوفر على محاور وفصول أخرى منها العاطفي ومنها الاجتماعي وتصب كلها في خانة الضحك الهادف والمتأتي من موقف.

وأشار إلى أنه اختار نجوم العمل من ممثلين كبار وممثلين من الصف الثاني والثالث انتهاء بوجوه جديدة، كاشفا عن أنه لم يشارك كممثل هذه المرة ليتيح الفرصة للآخرين ليلعبوا دور البطولة في العمل.

نزار ابو حجر:

أؤدي دور درويش وأنتقل في وقت قياسي وفي ظروف غامضة إلى ملياردير فأتحول من تشغيل بناتي في التسول إلى رجل يسكن في فيلا محترمة وراقية.

تكون لدي عشر بنات وزوجتي وأمها، وبمجرد التحول إلى الغنى تنهال علينا عروض الزواج من عائلات محترمة، وأصل إلى نتيجة مفادها أن كل من يتقدمون لخطوبة بناتي يكونون ممن لديهم مطامع بالثروة وليس لمجرد الاقتران والارتباط.

وتكون في شخصيتي فسحة كوميدية واسعة إذ وفي كل حلقة هناك مشروع جديد يتم اقتراحه من قبل بنت من البنات يتم تعيينها عبر القرعة، فتقترح من يأتي اسمها بالقرعة مشروعا لأقوم به، وبالنتيجة أخسر في المشروع أو يفشل المشروع من أساسه.

العمل ناضج على مستوى الكوميديا وعلى المستوى الاجتماعي خصوصاً انه لا يأتي من فراغ إذ يحمل معه مقولات مأثورة تحاكي واقع الناس الذين يعملون اليوم في مهن ليست مهنهم، وفي الوقت نفسه يشير إلى استمرار وجود أولاد الحلال في المجتمع مهما بدا لنا أن النزاهة اختفت.

جرجس جبارة:

أؤدي دور مسؤول يدعى أبو يزن وأكون الشخص الذي أخبر أبو دزينة بأنه تحصّل على إرث كبير من قريب له في البرازيل، بل وأسلمه الشيك بنفسي، ومن هنا تبدأ علاقة صداقة قوية بيني وبينه.

أتابع أبو دزينة أولاً بأول، وأكون حاضرا في كل مشاريعه التي يقدم على تنفيذها بشكل يومي، وتفشل كل تلك المشاريع، لكن أبو دزينة يصر على بقائي مقربا منه حتى لحظة معينة أرى فيها تهافت الرجال على الزواج من بناته فاسأل نفسي " ليش ما بكون أنا كمان صهر لأبو دزينة؟"... ويكتشف أبو دزينة وقتها أنني طامع بأملاكه وأريد الزواج من إحدى بناته لغرض مادي، وتنتهي العلاقة.

الشخصية جادة وفيها كوميديا موقف، وتأتي ضمن تفاصيل مثيرة محبوكة بإحكام من قبل كاتب العمل ومخرجه الأستاذ فادي غازي، وأتوقع النجاح للعمل وتحقيق الجماهيرية.

اندريه اسكاف:

أؤدي دور ناطور الفيلا التي يشتريها أبو دزينة ويقطن فيها مع عائلته بعد الغنى والثروة، وأكون "حربوقا" لا يمكن لأبو دزينة أن يضبطني، وأعمل في الكثير من الفصول التي يكون أبو دزينة مستهدفا فيها خصوصاً مسألة تقدم الشبان لخطوبة بناته، فضلا عن قيام الكثير من فصول الإثارة بيني وبين البنات وأمّهن وكذلك والدة أم دزينة.

الشخصية تروق لي وهي خفيفة وظريفة وتبعث على الضحك المطلوب للمشاهد، والمسلسل ككل تحفة كوميدية ستنجح في تحقيق الأهداف التي وضع النص وتم إخراجه من أجلها.

جمال العلي:

أكون محاميا في دمشق وبعد حصول أبو دزينة على الثروة يعينني وكيلا لأعماله ومسؤولا عن حقوق الفيلا وسكانها ( بناته) وأصبح بالتالي قريبا من كل الفصول خصوصاً مع إكثار أبو دزينة من المشاريع التي تخرج بشكل يومي، ويكون علي كل يوم الحضور لتنفيذ عقود لمشروع جديد ويبوء كل شيء بالفشل، فضلا عن اتصالي اجتماعيا مع هموم ومشاكل أكثر من بنت، وكذلك مع مقربين من الفيلا مثل الناطور والمسؤول أبو يزن، اجتماعيا تارة، وقانونيا تارة أخرى.

المسلسل يطرح فكرة التحول من الفقر إلى الثراء لدى من لا يفهم بالمشاريع، فتراه صدّق نفسه وأراد أن يعيش كرجال الأعمال فتكون نتيجته الخسارة بسبب الجهل.

أما المخرج فادي غازي فيثبت يوما بعد آخر انه أهل للكوميديا بل من أبرز صناع الكوميديا في الآونة الأخيرة خصوصاً تعدد مسلسلاته في الموسم الواحد، الأمر الذي لم نره من مخرج يكتب السيناريو في موسم واحد.

عبير شمس الدين:

اتفقت مع المخرج على ألا أصرح عن شخصيتي في المسلسل لتركها للجمهور كمفاجأة، ولم أعط كلمة واحدة في مختلف لقاءاتي التلفزيونية والإذاعية وذلك بهدف الحفاظ على السر الكامن فيها، لكن ما يمكنني قوله في إطار الشخصية هو أنها تأتي كاركتيراً مميزا سيصنع المفاجأة السارة للمشاهدين.

أما المسلسل عامة فهو انتصار للكوميديا الجميلة التي بات الجمهور يسأل عنها، وتأتي كل فصوله وحواره، مع فكرته العامة، لتصب في خانة كوميديا الموقف، حين يكون الهدف إضحاك الجمهور على شيء مقنع وليس لمجرد إحداث الضحك.

أنا ممتنة للمخرج فادي غازي لاهتمامه بالكوميديا وإسراعه بإنتاج أكثر من عمل في وقت واحد ومنها أبو دزينة، فبأمثال فادي تنتصر الكوميديا، وبالتالي تنتصر الدراما.