بتنظيم من شركة سوليدير وغاليري أيام، افتتح امس الاثنين 2 شباط 2015 في مركز بيروت للمعارض معرضا استعاديا للفنانة المرموقة سامية الحلبي بعنوان "خمسة عقود من الرسم والابتكار" تخلله اطلاق وتوقيع كتاب عن اعمالها ومسيرتها الفنية.

ويشرف على المعرض القيَمة المحترفة ميمنة فرحات، ويضم اكثر من سبعين عملاً فنياً، تجسد مراحل من أعمال سامية حلبي الكاملة والتجارب والاكتشافات الإبداعية التي نشأت عنها. ويستمر المعرض لغاية 26 شباط 2015.

يستوحى معرض "خمسة عقود من الرسم والابتكار" من إطلاق الفنانة لدراسة حول مسمى أعمالها، ويسلط الضوء على سعيها نحو تعزيز التجريد وتجذره في الفلسفة المادية، والذي يتضمن كل أعمالها الفنية من لوحات ورسومات ومطبوعات وأعمال حركية مبتكرة من خلال الكومبيوتر ومنحوتات. وتتوضح تلك الدراسة في العديد من أعمالها، مثل: الحلزون الثالث 1970، والفخ الأزرق في محطة السكك الحديدية 1977، وانتفاضة في جميع أنحاء العالم 1989، والهرم 2011 وتشير هذه الأعمال إلى نهج الفنانة الفكري في التطور التاريخي للشكلية في الفن العالمي، إذ من هنا جادلت وبحثت لإثبات إمكان موازاة التقدم التكنولوجي للبشرية بما في ذلك التطور الطارئ على المجتمعات الذي يعكس تأثير المبادئ الموجودة في الطبيعة. وانطلاقاً من هذه المعالجة التاريخية فإن الاستراتجيات التجريدية تتفاهم وتتواصل مع الخصائص الفلسفية المجربة على أرض الواقع، من خلال العلاقات بين الضوء واللون والعمق والقيمة والحركة والأرقام والإيقاعات المؤلفة من بناء الأشكال، واستمرارية الحالة الحركية، أو المكان والزمان، وتحديد البعد الرابع. ويعنى من هذا المنطلق بأن كل سلسلة متتابعة من رسوماتها على مدى خمسين عاماً كانت بمثابة موقع الرصد، والتحليل العلمي، والانخراط مع أشكال التجريد ما قبل الحداثة، خصوصاً الفن الإسلامي، إلى جانب إعادة النظر في الدروس المتلقاة من الحركات الفنية الحديثة ابتداءً من الانطباعية وصولاً نحو التعبيرية التجريدية.

عملت سامية الحلبي منذ عام 1960 وعرضت عبر الولايات المتحدة، واستقرت في نيويورك عام 1972، وهي تدّرس في مدرسة يال للفنون. هذا المعرض الاستعادي للفنانة سيكشف وقائع المرحلة الأولى في مهنتها، التي قضت معظمها في الغرب الأوسط الأميركي وتلقت التعليم على يد العديد من المدرسين الرائدين، وشقت طريقها مع المجريات السياسية والفنية المشكلة في نيويورك ومارستها حتى الوقت الراهن. وتعتبر الحلبي من أهم الفنانين المعاصرين التجريديين الرائدين في العالم العربي، كما حافظت على صورة شخصيتها البارزة في المشهد الفني في المنطقة من خلال مشاركتها في العديد من المعارض الضخمة والمقتنيات المؤسسية والتدريس في الإقامات الفنية والبحث العلمي المستقل.

شاركت الفنانة بشكل منتظم في المشهد الفني المحلي من دمشق إلى دبي وذلك منذ بداية حياتها المهنية مما أدى إلى نشوء العديد من العلاقات الفكرية العميقة والصداقات مع مجموعة واسعة من الفنانين العرب والكتاب والنشطاء وذلك على مدى التغييرات المتنوعة التي طرأت على الثقافات المحلية مما أغنى تجاربها ووسع نفوذها.