الأمور الإنسانية والحياتية ليست بغريبة عنها، هي صاحبة أغنية "بصباح الألف التالت" للراحل منصور الرحباني الذي قدمتها مع بداية الالفية الثالثة وقالت يومها "بصباح الالف التالت بعد في جوع في اطفال مشردين وبكي ودموع خلينا ننهي الحروب يا دول القوية لا للفقر لا للقهر لا للعنصرية" و"انت خيي بالانسانية".



عادت سفيرة الشبكة الدولية للحقوق والتنميةGNRDالنجمة كارول سماحة لتطلق في البومها الاخير اغنية وكليب "وحشاني بلادي" حيث اكدت فيه ان اللمة القديمة والذكريات الجميلة وحشاها " مهما اعيش والله ماليش غيرها ودايما فاكراها بكرا هانرجع ويجمعنا تاني المكان .. والايام الحلوة هاترجع لينا كمان".

وهي لم تتوقف عند هذا الحد فاطلقت اغنية وكليب بعنوان "الشرق العظيم" تعاملت فيها مع مروان خوري لحنا وكلمات أم التوزيع فلميشال فاضل وعزف أوركستراKievالفيلارمونيكية بقيادة المايسترو فلاديمير سيرانكو، وكالمعتاد صورت الكليب مع صديقها المخرج الفرنسي تيري فيرن.

وكالعادة اتى هذا العمل متكاملاً من حيث الكلمة واللحن والصورة، وبدت كارول فيه بكامل لياقتها البدنية والتمثيلية فظهرت في صورة المرأة الجميلة القوية والمدافعة عن شرفها ووطنها وابنائها وعالمها المهدد بالذوبان من جراء العنف والخلافات والاختلافات الدموية.

في الكليب ربما اراد المخرج تنبيهنا الى اننا في هذا الشرق العظيم نعمل على زيادة عدد الاموات وليس الاحياء، ظهرت كارول في الكليب بالصورة التي يتمنى ان يراها كل من لا حول ولا قوة له .

اتت الاغنية والكليب كي لا ننسى الآلالف من الاطفال والنساء والرجال الذين وقعوا في السنوات الاخيرة ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها وتاكيدا على ان الشرق العربي مهد للحضارة ومنبع لا ينضب للانسانية وعلى الرغم من كل ما يحدث سيبقى الشرق قلبا للبشرية ورابطاً اساسيا يوحد ثقافات الانسانية ويحمي نسيجها من اي تمزق كان كما قيل بالحرف الواحد في مقدمة الكليب.

كارول في الكليب ترى الوجوه من الغيمة البيضاء ، كحمامة السلام المجروحة والموجوعة التي قتلتها الاصوات واليدين الممدودة للحرية ترفرف من فوق، قدمت الاغنية والكليب "لا يللي ما عندن حدا غير حكم القدر".

غنت للشرق الحزين وقدمت كليب من اروع الاعمال المصورة في الفترة الاخيرة ، تمثيل كارول نقل الصورة المطلوبة والاخراج كان متقناً كما أن الكليب مشغول بحرفية قل نظيرها في العالم العربي، فنشاهد كارول العروس النائمة بين الاموات "في الكليب طبعا" نقلت صوتنا وصورتنا الى السماء علها تسمع وتستجيب لدعاء هذا الشرق الحزين، دارت لعبة المخرج تيري فارن في رؤية سينمائية تميزت بضخامة الانتاج وباستخدام تقنيات عالية استخدمت فيها.

الكليب يحاكي دراما متقدمة تخلد ذكرى الضحايا ممن سقطوا في العالم العربي مؤخرا وتخلد مجد الشرق ووحدته الدينية والعرقية وتشدد على حضارة هذا الشرق .

الكليب الذي أخرجه المخرج الفرنسي تيري فيرن مختلف عن الأعمال السابقة من حيث الرؤية السينمائية التي تميز بها وتكلفة الإنتاج الضحمة، إضافة إلى التقنيات التي استُخدمت في تصويره إذ تم التصوير بثلاث كاميرات وهيPhantom،Arri AlexaوCanon 5D. كما تم استخدام مؤثرات بصرية خاصة وجديدة في العمل كما اعلن في البيان الصحافي المرسل من مكتب سماحة.

إستغرق تصوير كليب"الشرق العظيم" يومين في تونس وهو تصوير داخلي وليس خارجياً حيث تم بناء ديكورات خاصة للكليب، فريق العمل تالف من 60 تقنياً من باريس وتونس، كما شارك في العمل أكثر من 100 كومبارس. إستغرقت عملية الـPost Productionللكليب مدة شهرين بإشراف 10 عمال، كما اشرف على تدريب كارول سماحة والمحاربين مدربب محترف، الازياء من تصميم غابي شرباشي اتت مكملة للصورة كذلك الماكياج الذي نفذه حمادة باتقان والماكياج المناسب تنفيذ جو من صالون طوني ابراهيم.

كارول قدمت في الكليب دور الخير والشر فتنتصر في النهاية، ولعل صوت الطفلة الاتي في اخر الكليب والذي يردد كلام الاغنية كفيل بان يوعي فينا الضمائر النائمة، عل وعسى حكامنا العرب يستيقظون من سباتهم العميق.