بداية العام 2015 أعلن موعد إنطلاق الموسم الرابع من برنامج The Voice بنسخته الفرنسية، وإحتَضَنَت ستوديوهات قناة TF1 مؤتمراً صحافياً ضخماً في 17 الجاري ضم حوالى 200 صحافي من أهم وسائل الاعلام الفرنسية، وقد إختارت المحطة خلاله الترويج للموسم الجديد على وقع صوت الفنانة اللبنانية هبة طوجي من بين 100 مشترك خاضوا تجربة مرحلة "الصوت وبس" للموسم المقبل فظهرت الفنانة ابنة الـ27 ربيعاً من خلف عازل أظهر منها خيالها فقط خلال تأديتها مقطعاً من أغنية "Moulins in my heart" بالنسخة العربية، وكتبت تحت الفيديو :فتاة من لبنان تبلغ 27 عاماً"، ليكتشف أن المشتركة هي هبة طوجي التي أسرَت بصوتها لجنة الحكام والصحافيين وتتأهل الى مرحلة الاختبار المباشر لمعرفة ما إذا كانت ستتأهل الى مرحلة المواجهة.

لكن ما الذي يحمل فنانة شهيرة في بلدها لخوض هذه التجربة والمغامرة والعودة الى نقطة الصفر والانطلاقة بعد مسيرة فنية ناجحة جداً في بلدها؟ خصوصاً ان زميلتها ألين لحود كانت خاضت العام الماضي التجربة عينها بعد أن أبهرت المدربين الأربعة جنيفر وغارو وميكا وفلوران بانيي Florent Pagny وإستداروا لها إعجاباً بأدائها لأغنية والدتها "خدني معك"، بيد أن تَجربة ألين لم تستمر طويلاً حيث شكل خروجها صدمة للجمهور اللبناني والفرنسي حيث فضل المدربون منافستها "ستايسي" عليها.

لا شك بأنه منذ إنطلاق برنامج The Voice بنسخته الفرنسية كان للمشتركين اللبنانين حصتهم أيضاً في خوض هذه التجربة الفريدة، حيث أن مشتركين لبنانيين كان سبق لهما أن شاركا في البرنامج في موسميه الأول والثاني، وهما جوني معلوف الذي خرج منه في التصفيات الأولية، وأنطوني توما الذي استطاع الوصول إلى التصفيات النصف نهائية، ثم أطلت ألين لحود في الموسم الثالث، وما يمكن قوله بأن تجربة ألين لا تشبه تلك التي خاضها توما لأنه دخلها على أساس أنه ليس لديه ما يخسره، أما وضعها فمختلف، إذ تخلت عن مشاريع عديدة وعن مسيرة فنية عمرها ثماني سنوات لتلعب جميع أوراقها في هذه المغامرة وتعود للانطلاق من نقطة الصفر، خصوصاً أنها إمتلَكت شهرة كافية في لبنان، وهي تتحدر من عائلة فنية عريقة أكان لجهة والدتها الفنانة الراحلة سلوى القطريب. أو لجهة عمها روميو لحود الذي يعتبر من أعمدة الفن اللبناني الاصيل، لكن ألين أرادت الوصول إلى العالمية على طريقتها، فاختارت هذا البرنامج العالمي بنسخته الفرنسية لتحقق هدفها، ليس لأنها لم تكن راضية عن مسيرتها الفنية، بل لأنها أرادت المزيد من النجاح.

أما جوني معلوف الذي أطل في الموسم الاول من "أحلى صوت"، فهو باحث في الجينات والسرطان وإختصاصه هو البيوكيمياء، ويعمل في مركز أبحاث مدينة ليون، وعضو في فرقة روك تقدم موسيقى تجريبية و Fusion، وحظي بعد خروجه من البرنامج بفرصة الوقوف على خشبة مسرح الأولمبياد الباريسي الشهير، ليغني أمام معجبيه إلى جانب الفنانة تانيا قسيس، فيما أنطوني توما فهو متخصص في إدراة الاعمال، لكن إمتلاكه لموهبة الغناء والتأليف جعلته يدخل عالم الموسيقى منذ طفولته ليعرف الشهرة الواسعة إثر مشاركته في الموسم الثاني من The Voice ووصوله الى النهائيات، وبعد خروجه من البرنامج لمعت اغنياته في فرنسا وإستطاع أن يرسم لنفسه نجاحاً مبهراً ويحصد ألبومه الجديد الذي حمل عنوان Let Me Be Your Love النجاح، وقد يضم أغنية دويتو باللغتين الانكليزية والفرنسية مع الفنان الإسباني انريكي ايغليسياس.

لكن ماذا عن الفنانة هبة طوجي المغنية والممثلة والمخرجة اللبنانية الشابة التي إنطلقت الى عالم الشهرة عام 2007 مع أسامة الرحباني وكانت أولى أغانيها "متل الريح "من مسرحية "عودة الفينيق" ثم في تمّوز 2011 لعبت دور البطولة في مسرحية "دون كيشوت"، لتصدر عام 2011 ألبوم "لا بداية و لا نهاية" ثم "دون كيشوت" وعام 2014 البوم "يا حبيبي"".

لا شك بأن هبة طوجي يمكنها أن تغني بالعربية وبالفرنسية والانكليزية وغيرها من اللغات، وهي قادرة على الغناء بموسيقى شرقية او غربية، كما انها قادرة على تفسير مختلف أنماط الموسيقى مثل البوب، والشرقية، وموسيقى الجاز، آر & بي ، وأوبرا، ويؤكد أسامة الرحباني لموقع "الفن" أن إطلالة هبة جاءت بموافقة الطرفين، أي هو وهي، خصوصاً أنه يمسك بأعمالها، وتَكَلَم عن الثناء على صوتها بشكل ملفت أكان خلال المؤتمر حيث إختيرَت وحدها من بين 100 مشترك لأداء الاغنية على الـTF1 في المؤتمر.

وتحدّث الرحباني عن الصحافة الفرنسية خصوصاً الـ Figaro وغيرها التي خَصّت هبة طوجي بمقالات أشادت فيها بصوتها الذي وصِفَ بـ"الذهبي"، وعندما تسأل أسامة هل يراهن على وصولها الى النهائيات؟ تأتي إجابته: لا أراهن على شيء، فالحياة مغامرة وجميلة وهذه لغة جديدة وفرصة جديدة، فما نعيشه في هذه التجربة فريد لا يمكن مقارنته بأي تجربة أخرى، وأتمنى من الصحافة اللبنانية ومن اللبنانين دعم هبة .

موقع "الفن" حاول الاتصال بهبة لكن خطها كان مغلقاً وكذلك كان خط الناطق باسم البرنامج في فرنسا للحصول على رأيه وسبب إختيار الفنانة اللبنانية الشابة التي ذاع صيتها وشهرتها في وطنها الام وعربياً.

لا شك بأن برنامج The Voice بنسخته الفرنسية بات يبحث ويراهن كل عام عن فنان لبناني يشكل صدمة وعامل جَذب لجمهوره. وكانت الصحافة الفرنسية أشارت الى ان مشاركة هبة في فيلم The Francis للمنتج Fabrice Bergotti حيث لعبت دور Jennifer كانت من الاسباب التي جاءت وراء إختيارها لخوض تجربة الـvoice.

الآراء في لبنان وعبر مواقع التواصل الاجتماعي إنقَسَمَت بين مؤيد ورافض لمشاركتها. لكن الاكيد ان الفنانة اللبنانية سترسم لنفسها خطاً جديداً وأفقاً فنية أوسع وستخوض تجربة فريدة ستفتح لها طريق الشهرة العالمية وحيث يمسك بيدها أسامة الرحباني. ويتوقع أن تكون إطلالة هبة طوجي الاولى على الشاشة الفرنسية مع إنطلاق الموسم الجديد الرابع أي بتاريخ 10 كانون الثاني 2015.

يذكر ان الموسم الحالي من The Voice فرنسا سيحمل معه تغييرات عديدة أكان على صعيد لجنة التحكيم التي حافظت على كل من البريطاني اللبناني Mika وJennifer وFlorent Pagny لتحلّ المغنية الفرنسية Zazie مكان Guarou أو المستوى الفني للمشاركين في الموسم الحالي الذي يعتبر أهم من المواسم السابقة كما تم التأكيد في المؤتمر التمهيدي، إضافة الى إمكانية "خطف" الحكام لمشتركين من الفريق المنافس، كما ستلعب الشبكات الرقمية والاجتماعية الإلكترونية دوراً أكبر في البرنامج وذلك مع وصول صوت الجهاز Multicam، أضف الى ذلك "البرايم اللايف" حيث للجمهور دوره في اختيار البرمجة الموسيقية، ولعل من أهم التغييرات التي سيعرفها الموسم الحالي تَكمن في نَقل البرايمات اللايف ليس من الاستديو لكن من الملاعب وقاعات الحفلات الموسيقية من أكبر المدن في فرنسا!.

وفي الختام يبقى السؤال الاهم هل تصل هبة طوجي الى النهائيات في The Voice فرنسا وتحصد اللقب لتكون أول لبنانية تتوج في البرنامج الاضخم عالمياً؟