لا تنتهي قصص الحب دوماً بالزواج السعيد، فبعضها يحمل عذابات وآلاماً، ويتطلب صبراً علّ الغد يأتي بالرومانسية المبتغاة، ومن ينتظر أن تفتح أمامه أبواب السعادة، يصحو في لحظة على واقع مرير وكابوس غريب، فيكتشف أنه بنى قصورا من الرمال، وجدرانا من الوهم.

هذه هي أحوال شخوص الدراما الرومانسية العربية "عشق النساء" للكاتبة اللبنانية منى طايع والمخرج اللبناني فيليب أسمر، على MBC4. عمل مستوحى من قصة حقيقية دارت فصولها في أواخر تسعينيات القرن الماضي في لبنان، وتضيء على معضلات حقيقية في الحياة، تشغل مجتمعاتنا العربية كالعنف الأسري بحدّيه الجسدي والنفسي وتأثيراته على الأجيال الصاعدة، العنف ضد المرأة والإدمان على المخدرات في المدارس والجامعات. يجمع المسلسل نخبة من نجوم الشاشة اللبنانية والعربية منهم باسل خياط، ورد الخال، نادين نسيب نجيم، ميس حمدان، بيتر سمعان، جهاد الأندري، طوني عيسى، جوي خوري، رندا البحيري، ومحمد عامر، وهيثم سعيد، ووسام حنا، وندى ريمي وغيرهم.

يطرح "عشق النساء" حكاية مجموعة من النساء في مرحلتين زمنيتين متباعدتين. بطلات المرحلة الأولى هن "غادة" (ورد الخال)، "أمل" (نادين نسيب نجيم)، "جيهان" (ميس حمدان)، "ناي" (ندى ريمي)، ويضيء على دور الرجل في حياتهن، لاسيما في حياة "غادة" التي تزوجت من ابن العائلة الارستقراطية "فريد" (جهاد الأندري)، وأنجبت منه 4 أولاد، وتعمل كممرضة وقابلة قانونية لتعيل عائلتها. وهي تعاني الأمرّين مع زوجها الذي خسر ماله وثروته في لعب الميسر، وتحول إلى رجل عنيف، كادت زوجته تتركه مراراً، لولا تعلقها بأولادها وخوفها من خسارتهم، ولولا وجود صديق زوجها "عادل" (باسل خياط)، الذي يعطيها الأمل بغد أفضل. وتكشف الأحداث بأن بين "غادة" و"عادل" قصة حب دفناها في قلبهما، وهي من ستسعى لجمعه بـ "ناي"، ولها الدور الأهم في زواجهما.

أما "أمل" (نادين نسيب نجيم)، فهي الممرضة الصديقة المقربة من "غادة"، التي تتضامن معها في مشاكلها المهنية والعائلية. وفي الوقت نفسه، تتحمل "أمل" مصاريف زوجها "بوب" (وسام حنا)، الذي يكمل دراسته في الطب، ويشترط عليها عدم الإنجاب. أما "جيهان" (ميس حمدان) فهي شقيقة "فريد"، التي تنظر إلى "غادة" نظرة دونية، كونها تنتمي إلى طبقة اجتماعية أدنى من طبقتها، لكن الأحوال تتبدل عندما تكتشف حقيقة شقيقها. وتعيش "جيهان" قصة حب مع "سمير" (بيتر سمعان)، وتقرر التخلي عنه بحثاً عن الزوج الثري.

وتنطلق أحداث المرحلة الثانية بعد 15 عاماً، حين يكبر الأولاد ويتضح كيف انعكست حياتهم الماضية على حالتهم النفسية بعدما كبروا، وتبدأ مشاكلهم تشغل مجدداً حياة والدتهم "غادة". وتبرز الأحداث قصة كل من "نديم" الشاب المرتبط عاطفياً بفتاة، لكنه اضطر لمغادرة البلاد من أجل استكمال اختصاصه، و"نانا" التي تشعر بحب "الدكتور أحمد" (طوني عيسى) لها، لكنها تميل إلى "نبيل" (محمد عامر) فتتزوج منه، قبل أن تكتشف خيانته مع أقرب صديقاتها. إضافة إلى "سارة" (سارة أبي كنعان) التي تعمل في دول نائية، وتعود إلى أرض الوطن حينما تكتشف إصابتها بمرض عضال، ثم "جود" الفتاة الجامعية التي تعيش قصص حب مضطربة، قبل أن تقع في غرام "وسام"، الشاب المصري الطموح (هيثم سعيد).

يشهد العمل تطورات عديدة، ويطرح أسئلة كثيرة عن مصير الأبطال وأقدارهم، منها ما يتعلق بحياة بطلة القصة "غادة". فهل تعترف أخيراً بحبها لـ "عادل"؟ وهل تقتنع "جيهان" بأن الحب لا يعترف بالطبقية؟ وكيف ستجد "أمل" نتيجة تضيحتها لزوجها وحب حياتها؟ وكيف سيكون انعكاس ماضي الجيل الجديد على حاضره ومستقبله؟