على الرغم من ان نادية لطفي اعتزلت التمثيل منذ فترة طويلة، الا انها لم تختف عن الساحة كما فعل البعض، بل ظلت متواجدة ومشاركة في الاحداث الهامة وداعمة لقضايا وطنها، فهي ليست ممثلة من الطراز الرفيع فقط بل انها مثقفة كبيرة شاركت في النضال الوطني منذ بداياتها ولم تتوقف عن ذلك حتى الان.

نادية لطفي تم تكريمها مؤخراً من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة الناقد سمير فريد تقديرا لعطائها وتاريخها الفني الطويل، حيث قدمت للسينما المصرية والعربية عشرات الافلام التي تمثل جزءاً مهماً من تاريخ السينما مثل "السمان والخريف" و"النضارة السوداء" و"ابي فوق الشجرة" و"للرجال فقط" وغيرها من الاعمال، كما حصلت خلال مسيرتها علي جوائز مهمة من مهرجانات محلية ودولية مختلفة.

عن تكريمها في المهرجان ورؤيتها لحال السينما في مصر الآن كان هذا اللقاء.

بداية نوجه لك التعازي في وفاة الفنانة صباح، ونرجو ان تحدثينا عن علاقتك بها؟

لقد حزنت اشد الحزن لوفاة الفنانة الرائعة صباح، وكانت علاقتي بها متميزة، فهي انسانة جميلة ومحبوبة ومحبة للحياة، لم يحدث يوما ان تحدثت عن اي شخص بسوء او وجهت اساءة لأحد، كما انها قدمت اعمالاً عظيمة للسينما المصرية، وكنت احزن بسبب السخرية منها لبقائها على قيد الحياة، وكنت ارى انها قسوة لا تستحقها صباح التي ما زلنا نستمتع باعمالها السينمائية والغنائية حتى الان.

طلب الناقد سمير فريد عدم التجديد له في الدورة المقبلة، فما رأيك بهذا القرار؟

اسفت بشدة لهذا القرار، فسمير فريد ناقد وسينمائي كبير قدم مهرجاناً متميزاً في ظروف صعبة بعد الغائه العام الماضي، وقد بذل سمير فريد وكل القائمين على المهرجان مجهودات كبيرة من اجل عودة المهرجان ليكون رسالة الى العالم كله بان مصر بلد الامن والامان والفن، ولم تتاثر بكل دعوات التشدد والارهاب، خصوصاً ان هذه الدورة لو لم تقم كانت ستسحب من مصر الصفة الدولية، و"اسرائيل" كانت ستحصل عليه، ونجاح هذا المهرجان يعد بداية جيدة لانه هو واجهة مصر المضيئة وقد تجاوزنا عقبات صعبة جدا، والسينما هي خط الدفاع الاول عن مصر.

لكن المهرجان وجهت اليه العديد من الانتقادات؟

ارى انها انتقادات مجحفة فعلى الرغم من أن حفل الافتتاح كان سيئاً جداً وبه العديد من العيوب، الا ان المهرجان ليس حفل افتتاح فقط، وانما هو فعاليات وافلام مشاركة، وكانت افلام هذا العام بشهادة الجميع جيدة المستوى، كما كان الاقبال الجماهيري على المهرجان كبيراً وهو امر مهم جداً بالنسبة لاي مهرجان.

هذه هي المرة الثالثة التي يتم تكريمك فيها من مهرجان القاهرة السينمائي فما هو الفارق برايك؟

الأمر هذا العام يختلف بشدة بعد كل ما مرت به مصر، وسعيدة لتكريمي في اول دورة تقام بعد الانتصار على فكر الجماعات المتشددة كما ان هذا التكريم اعادني الي ذكريات جميلة حيث شاركت في الدورة اﻻولى لهذا المهرجان منذ حوالى 36 سنة، خصوصاً مع وضع صورة عيني على البوستر الذي يرمز الي أن السينما هي عين المجتمع وعين الحقيقة وعين الحياة، كما سعدت باهداء الدورة السابقة من مهرجان الاسكندرية الى الفنان نور الشريف واتمنى ان يتكرر ذلك في كل المهرجانات المصرية.

وماذا عن اهداء الدورة لمريم فخر الدين؟

لفتة راقية من رئيس المهرجان سمير فريد لأنها نجمة كبيرة لها تاريخ طويل فى السينما وقدمت اعمالا متميزة ومحفورة في تاريخ السينما.

تتردد كل فترة اخبار عن عودتك للسينما ، فما حقيقة هذه الاخبار؟

كلها شائعات لا أساس لها من الصحة، "انا مش هاخد زمني وزمن غيري" فقد قدمت كل الالوان فى أفلامي وحقق نجاحات كبيرة، وارى انني اعتزلت في الوقت المناسب.

ما رأيك في تقديم فيلم أو مسلسل يتناول السيرة الذاتية الخاصة بك مثلما حدث مع صباح في حياتها؟

انا ارفض ذلك تماما، فاعتقد ان ما يشغل الناس هو سيرتي الفنية وما قدمته من أعمال وليس حياتي الخاصة، التي ارى انها تخصني انا وملكي انا فقط وليس من حق احد الاطلاع عليها.

كيف ترين حال السينما في مصر؟

السينما جزء من المجتمع، وقد مر المجتمع المصري في السنوات الأخيرة بظروف صعبة جداً اثرت بالتأكيد على السينما، التي ضعف مستواها كثيراً في الفترة الاخيرة الا انني متفائلة بعودتها مرة اخرى بعد أن يتعافى المجتمع.

هل يجب ان تتدخل الدولة للنهوض بالسينما؟

بالتأكيد فالدولة لا بد ان ترعى الثقافة والفنون لانها هي القوى الداعمة للمجتمع، وقد لمست في الفترة الأخيرة اهتماماً كبيراً بالثقافة والفنون من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك من الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، الذي يؤكد دائماً على اهمية الفنون في محاربة الجهل والتطرف ونشر الوعي للانتصار على القوى الظلامية.

هل تشاهدين افلاما سينمائية؟

منذ فترة طويلة لا اشاهد افلاماً حديثة واشاهد افلاماً قديمة لعدد من الفنانين مثل أحمد زكي، ولكني اشاهد بعض الاعمال التلفزيونية مثل اعمال محمود عبد العزيز ويحيي الفخراني ونور الشريف وخالد الصاوي واتمنى ان يعودوا الى السينما ويقدموا اعمالاً جديدة ومختلفة.

ما رأيك فيما يقال حول ان السينما هي التي تسببت في انتشار العنف في المجتمع؟

هذا ليس حقيقياً، فالسينما هي مرآة المجتمع، وهي ترصد الظواهر التي تتواجد فيه، وقد انتشر العنف والبلطجة في السنوات الأخيرة بشدة نتيجة الظروف التي مرت بها مصر، لذلك فقد تواجدت هذه الظواهر في الافلام، وليس العكس، وبمجرد ان تستقر الأحوال تماماً ستختلف المواضيع التي تناقشها السينما.

يرى البعض ان مصر ما زالت في خطر، هل توافقين هذا الرأي؟

اختلف مع هذا الرأي فنحن نشعر حاليا بالاستقرار والامن بفضل السياسات الحكيمة للرئيس عبد القتاح السيسي، الذي أرى أنه مناسب تماماً لهذه المرحلة بعد فترة حكم الاخوان الذين حاولوا العودة بمصر الى عصور الظلام، واتمنى من الجميع ان يدعموا الرئيس السيسي في حربه ضد الارهاب وضد القوى الظلامية.