أقامت مصممة الأزياء العالمية السورية منال عجاج، عرضها العالمي للأزياء والفريد من نوعه، في مدينة برلين، مساء أمس الاثنين، بحضور لافت ومؤثر لرجال أعمال عالميين ودبلوماسيين، ورؤساء بعثات وهيئات دبلوماسية وإنسانية من مختلف بلدان أوروبا والعالم، في حين منع مخرج الحفل الفنان عبد المنعم عمايري من دخول الأراضي الألمانية ليتعذر عليه التواجد في الحفل.

وبدأ الحفل بكلمة ألقتها منال عجاج رحبت فيها بالضيوف والحضور وأشارت إلى أنها تجسد من خلال هذا العرض 13 حقبة من تاريخ بلدها سورية، منذ المرحلة الأوغاريتية التي من خلالها عرف الإنسان الأبجدية، إلى مرحلة الانتداب الفرنسي وسورية الحديثة، من دون أن تغفل المرحلة الراهنة والمؤلمة التي تمر بها بلادها.

ولم يغب المشهد السوري الحالي عن العرض، وكان مؤثراً جداً مشهد شبه درامي لفتاة سورية ترتدي فستانا أبيض "كرمز للسلام"، فيعترضها أربعة رجال في غفلة من أمرها، لكن وعلى الفور يبرز أربعة أطفال، في تأكيد على أن الحياة مستمرة على الرغم من الألم.

وقالت منال عجاج إن هذا العرض يمثلها لأنه يمثل بلدها وكل المراحل التاريخية التي مرت وانقضت فيه، معتبرة الأمر تحدياً بينها وبين فنها، ومشيرة إلى وقت طويل استغرقته التصاميم، وتكاليف كبيرة تكبدتها، لكنها ترى كل هذا غير مهم أمام أن يكون هذا العمل هدية منها لبلدها بوصفها مغتربة عنه وتعيش خارجه منذ سنوات.

وأكدت أن الحضارة السورية ستبقى على الرغم من كل الحروب، واصفة الشعب السوري بالحي والأصيل، موجهة الشكر له على كل شيء، ومعبرة عن ثقتها بأن المرحلة الراهنة التي يمر بها السوريون ستشهد ولادة حضارة جديدة ولو من تحت الركام،
كما ووجهت الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة لاحتضانها لها ولفنها منذ سنوات طويلة، ولتوفير كل سبل النجاح لها.

وبالنسبة للحقب التي تناولها العرض العالمي والتي مرت بها سورية والسوريون عبر تاريخهم هي: الأوغاريتية "ذات الأبجدية للعالم"، البابلية، الفينيقية، الآشورية، الفارسية، الإغريقية، الرومانية، البيزنطية، العباسية، الفاطمية، المملوكية، العثمانية، الانتداب الفرنسي وما بعد الاستقلال.

وكان لافتاً في العرض أن مخرجه الفنان عبد المنعم عمايري منع من دخول الأراضي الألمانية الأمر الذي بدا محرجاً بعض الشيء وإن تم تداركه عن بعد.

عمايري أكد أنه تمنى التواجد في هذا العرض لكن شاءت الظروف أن يمنع من دخول ألمانيا والأسباب معروفة، لكن عمايري أكد أنه بقي مخرجاً للعمل وعن بعد من خلال شبكة الإنترنت وبرامج التواصل المرئي، فقدم كل المعلومات المساعدة على إيجاد عرض قوي في بلد أوروبي.

وأكد أن منعه من دخول بلد لا يمنعه من أن يكون مخرجاً لعمل عالمي وغير مسبوق لبلده وعروبته في ذلك البلد، مشيراً إلى أنه وافق على الإخراج لسببين هما كون العرض سوري في بلد أوروبي من جهة، ولكون منال عجاج اختارته ليكون مخرجاً للحفل، وقال عمايري "سأكون مخرج العمل ولو كنت بعيداً عن مسرح العرض".

بالنسبة لمنال عجاج فقد تفهمت الظروف التي منعت عمايري من دخول ألمانيا، وأكدت بأنها وثقت ببقائه مخرجاً للعرض، ووجهت الشكر له معتبرة إياه شريكا في النجاح.

كذلك وجهت في هذا الصدد شكراً للموسيقار طاهر مامللي الشريك الآخر في الإنجاز، مشيرة إلى أن الموسيقى التي قدمها طاهر في الحفل أذهلت الحضور.

وشكرت في النهاية جمعية الصداقة العربية الألمانية، وكل من أسهم معها ودعمها لنجاح مشروعها في كل من سورية والإمارات وأوروبا.