الاذن تعشق قبل العين احياناً ، شعار تحوّل من مجرد كلام معسول الى حقيقة واقعية، فبمجرد ان تستمع الى صوتها تأسرك بدفئه، وبطريقة القائها ايضاً .

تعرفنا عليها يوم تعرفنا على صوت لبنان، وفيها بقيت، انها محاورة ذكية لبقة وصريحة، تنقلت من برنامج الى برنامج وبقيت مخلصة لصوت لبنان الاشرفية 100.5 ، "لكلّ شارع حكاية"، "السابق"، "صبحية ملونة"،"محطات"، "السياسة تغني"،" حلوة ومرة"، وقبلها الكثير وبعدها واحدٌ "نقطة عالسطر".

ومع نوال ليشع عبود فتحنا الملفات ووضعنا نقطة جديدة في مشوارها الناجح، ونقاط عديدة تُرجمت اسئلة طرحناها عليها بكل شفافية فكان هذا الحوار مع صاحبة الصوت الاجمل.

مبروك جائزة الموريكس دور، كم عنت لك هذه الجائزة وهل اعتبرت أنك حصلت عليها في الوقت المناسب ام جاءت متأخرة؟

طبعا جاءت متأخرة، وهذه الجائزة عنت لي كثيراً، لأنك عندما تعطي من قلبك طيلة هذه السنوات ويأتي أحدهم ويقول لك إن عطاءك كان شيئاً جميلاً، سيزيد هذا من شغفك للعطاء، علماً بأن الشغف كان موجوداً عندي، مثلاً عندما تسمع بأن هذا الشخص مُقَدر أو عندما تسمع كلمة إطراء، أو عندما تقدم لك جائزة تقديراً لعطاءاتك طيلة هذه السنوات، كم سيزيد هذا من الشغف لديك؟ عندما تجد أن هناك من يقدرك أو عندما يلتف إليك أحدهم لأنك موجود في الإذاعة، وفي المقابل، فإنك مهما قدمت لا تضيف بريقاً على من يقدم في التلفزيون، لأن البريق يكون أكبر وأوسع ومقدرا أكثر وهذا يدعوك لطرح علامات استفهام، فهناك كثيرون يسمعون الإذاعة ويقدرون ما تقدمه، لكن من ينبغي لهم أن يقدروك هم من يوزعون الجوائز أو الذين يتصلون بك وحتى بمجالات أكثرى كثيرة، ما أود قوله باختصار إنك تعطي كثيراً فتسمع إطراء من داخل الإذاعة، لكنك لا تسمعه من المؤسسات التي تقيّم هذه الأعمال، إذ يقدرون مذيعات الإعلام المرئي أكثر من تقديرهم لمذيعات الإذاعة، فلماذا يقدرون الإعلام المرئي أكثر؟

لأنه متابع أكثر.

ولكن ليس بالضرورة إذا كان متابعاً بشكل أكبر أن يقدم مضموناً أهم، فالتقصير جاء ممن يقدمون الجوائز، إذ يجب أن يتم تكريم كل من يبذل جهداً ويعطي، إن كان في الإذاعة أو في التلفزيون أو الجريدة، إذ يجب أن يكرم الإعلام كله بشكل عام.

هل هناك محسوبيات في توزيع الجوائز، اليوم نقدم جائزة لهذه الشخصية مثلاً لأنها ستفيدنا بمكان ما؟

في لبنان ولا مرة الا و كانت المحسوبيات حاضرة، لكني لا أحب الدخول في هذا الموضوع لأن المعلومات او الاثباتات ليست بحوزتي ،لكن ما أعرفه أننا نسمع انتقادات من الذين لا يحصلون على جوائز، "بس انا ولا مرة انتقدت لما ما كنت آخذ بالعكس كنت قول برافو للي بيتكرموا".

عندما حصلت على جائزة الموريكس دور هل قدروك في الإذاعة أم عاملوك بطريقة مختلفة؟

"عكل حال انا مقدرة بالاذاعة ان كنت اخذت الموريكس او ما اخذت"، عندي برنامج يومي عبر صوت لبنان، ومن الممكن أن تكون مقدراً لأنك ناجح وإعلامي لك شأنك، فلكي تقدم هكذا برنامج يحوي ملفات مختلفة ومتنوعة كل يوم يجب عليك ان تكون حاضراً بالملف بكل أجوائه، "يعني لو منن مقدرينك ما بيعطوك هيك برنامج".

"نقطة عالسطر" اصبح مساحة صباحية يومية "لفشة خلق للناس" إلى أين أخذك هذا البرنامج؟

اخذني اكثر عند الناس "صرت اقدر فشلن خلقن"، انا منذ زمن أحاول أن أكون صوت الناس في كل المطارح ، وأتى هذا البرنامج حتى أطبق ما كنت أحلم به وهو أن أكون صوت الناس.

كم من صوت صار للناس في لبنان، يعني كل واحد يعتبر أن برنامجه هو من يقدم صوت الناس؟

الناس هم من يقيمون وهم من يحكمون ، الناس يعرفون أي إعلامي يوصل صوتهم فعلاً. لا يستطيع ان يدعي أي واحد بأنه صوت الناس الوحيد، انا مثلا أحاول ان أكون صوت الناس.

كم يتطلب برنامجك "نقطة عالسطر" منك مجهوداً وتعباً، وكم يتطلب منك وقتا؟ لأنه جهد يومي وهناك أكثر من ملف كل يوم؟

نعم، يتطلب جهداً لأن كل ملف يلزمه تحضير، خصوصاً أن هناك معلومات تنقصك، نعم أشعر بأنني مقصرة في بعض الأحيان، لأنني لم أذكر معلومة ما، ولكن برنامجي نمطه سريع، فليس باستطاعتي الغوص كثيراً في التفاصيل، "انو لهلأ ماشي الحال".

وهل أنت مستمرة فيه ،فاسمك مؤخراً التصق باسم هذا البرنامج؟

مستمرة فيه و لا أعرف إلى متى، الأمور جيدة حتى الآن.

هل تعتقدين أن باستطاعتك أن تنتقلي لاحقاً من هذا البرنامج إلى برامج المنوعات أو الترفيه العادية؟

انا منذ البداية عملت في تقديم البرامج الاجتماعية وما زلت وهذا يعني أنني قادرة أن أنتقل منه إلى البرامج الاجتماعية ولكن هذا البرنامج هو من نوع "سوسيو بوليتيك" أي سياسي اقتصادي.

اي ملف تطلب منك جهداً أكثر عندما كنت تضعين له النقاط على الحروف؟ أو نقطة على السطر؟ وهل وصلت بأي ملف إلى نتيجة؟

نعم، هناك ملفات وصلت فيها إلى نتيجة مثل ملف الفنانين، فلقد اخذت وعداً من وزير الثقافة على الهواء بأنه سيبحث فعلياً بملفهم، خصوصاً أنه سيُفَعِّل صندوق التعاضد ومن يُلزم نفسه أمام المستمعين بموقف معين المفروض ان يصل به للنهاية.

في الحقيقة أود أن أخبرك شيئاً ، بالتأكيد هناك ملفات كتيرة لم توضع فيها نقطة على السطر، لكنني حاولت وما زلت، وهناك ملفات أعطيت فيها وعداً وما زلت أتابع الوعد، وحتى لو لم نضع نقطة على السطر، فنحن أقله أوصلنا الموضوع للمسؤول، لأن هناك أشخاصاً لا يعرفون حقوقهم، فنقوم نحن بتوعية الناس "وعكل الاحوال مش دق المي مي لا بد ما تدق على راس اي مسؤول حتى فعلا يلتفت".

لكن المسؤولين عادة لا يولون أهمية لمشاكل الناس، مثال على ذلك بالنسبة للتمديد الثاني لمجلس النواب، حيث لم يرد النواب على الأصوات المعترضة.

هل تعتقد أن الأصوات المعترضة كانت كافية؟

هم مواطنون، لكنهم كانوا قلائل كما قلت، لو كان عددهم أكبر، ولو نزل كل الشعب اللبناني الى الطريق ، هذا كان المطلوب. أين سيهربون، إذا لم يُحاسبوا فهناك رأي عام، ودول تقوم بالمحاسبة لما يحدث على الأرض، القصة اكبر منّا بكثير.

هل تعتقدين أن الشعب اللبناني مقصر؟

بالطبع مقصر، "ومتل كأنو حايدي عن ضهري بسيطة بس هوي ع ضهرو".

في النتيجة الشعب هو من أتى بهؤلاء النواب إلى المجلس.

هو من انتخبهم نعم، ونعم المحاسبة كانت خجولة .

بالعودة لصوت لبنان تتولين أكثر من منصب، لديك برنامجك الخاص ومسؤوليتك في قسم المذيعين، وأنت نائبة مدير البرامج، كيف تستطيعين التوفيق بين كل هذه المهام في الإذاعة؟

"انا ام عجقة" لكني أحاول قدر المستطاع، بعض الأحيان أكون مقصرة، لكن على صعيد الإذاعة فأنا أعطيها كل وقتي ، ولا أذهب إلى المنزل قبل الساعة السادسة مساء.

هل ما زالت إذاعة صوت لبنان الإذاعة التي ينتظرها الناس، مع كثرة وسائل الاعلام كيف استطاعت صوت لبنان أن تحافظ على موقعها؟

استطاعت أن تحافظ على موقعها بمصداقيتها أولاً ، أي أن فريق العمل الذي يرافقني مهني صرف، ثم أنا أسمع وأنت تسمع والناس تسمع "انو عنجد عم نقلب ومنرجع عصوت لبنان" وحالياً هناك متابعة أكثر في صوت لبنان لأنها ترضي الأذواق كافة، من البرامج الصباحية إلى "عالموجة سوا"، وهناك الكثير من البرامج المنوعة مثلface to faceيوم الأحد، إلى البرامج الفنية، هناك مساحة كبيرة من البرامج التي ترضي جميع الاذواق، فيها تنويع وجدية وإضاءة على كل الملفات منها الرياضية والترفيهية والمختصة بالسينما وأخرى فنية، أي أن الإذاعة قادرة أن تجمع كل المواضيع وتستقطب المستمعين في كافة المجالات.

لكن يؤخذ عليكم أن الإذاعة فيها كلام كثير، بمعنى، أنه عندما ينتهي برنامج يبدأ آخر، فلا تعطي المستمع دقائق ليرتاح من الكلام.

في المقابل هناك إذاعات تقدم فقط الأغاني، نحن إذاعة نقدم الكلام، لكنه جيد (ضاحكة)، الكلام المفيد، المستمعون يريدون كلاماً هذه الأيام، فمن يود الاستماع إلى الموسيقى باستطاعته الذهاب إلى مقهى، أو أن يستمع إلى إذاعات تقدم الأغاني فقط، أما نحن فـ"شغلتنا الحكي".

ولكن في بعض الأحيان يجب أن تفصلي بين برنامج وآخر من خلال بث اغنية أليس كذلك؟

يجب أن تطلع على شبكة البرامج وتحكم إذا ما كان فيها الكثير من الكلام أو القليل منه، ولكن بالطبع الكلام أكثر.

اسمحي لي نوال بأن أذكر ما هو إيجابي وما هو سلبي فهناك مأخذ عليكم وهو قصة تكرار الاصوات التي نسمعها منذ الصباح حتى المساء حتى في نهاية الأسبوع أيضاًً وهذه نقطة ليست لصالحكم.

لا لدينا الكثير من التغيير فإذا أخذت الفترة الصباحية مثلاً أيام السبت والاحد هناك اصوات جديدة، البرنامج هو على مدار الاسبوع ولكن التغيير بالفقرات، ثم لماذا يؤخذ علينا هذا الأمر؟ فالمستمع يعتاد على صوت معين فيحب أن يسمعه ويرافقه ، الاذاعة مختلفة عن التلفزيون، الاذاعة هي صوت تحب أن ترافقه تعتاد عليه، المهم هو المادة التي يقدمها، صحيح أم لا؟ ثم إننا نتعاون مع اصوات من خارج الاذاعة لتقديم برامج متفرقة ومتنوعة، لدينا تنويع بالفقرات وتنويع بالبرامج ، ولدينا ثلاث مذيعات "ثلات ستات" اضافة الى من ذكرتهم سابقا فهم يتولون على الاقل تقديم برنامج مستقل مرة في الاسبوع.

(ممازحا) "الله ينجينا منن"

"ليه الله ينجينا"، لدينا مواضيع تهم ربة المنزل والرجل والطفل والشباب، فهناك تنويع وهذا هو الأساس والمطلوب، وهو ما تعتمده صوت لبنان.

تعودنا ان هناك صوتين للبنان وهذه المسألة لم تحل بعد لماذا؟

"ان شاء الله تنحل القصة قريبا".

اذا صَدَرَ القرار القضائي؟

عادة كل شيء يتطلب وقتاً بلبنان، فالمحاكم تأخذ وقتاً وتطويلاًً، ان شاء الله ينتهي هذا الملف قريبا.

نوال كم تعتزين بنفسك كونك تحولت من خلال الراديو إلى نجمة والناس حفظوا صوتك واسمك؟

أولاً، لانني انتقي المادة التي أقدمها للناس بعناية، وأهتم بنفسي واعتني بملفاتي وباختياري للكلمات وتقديمها بصوت مريح للناس ، "القصة وما فيا انو كان من زمان لازم نكون اكتر قراب للاعلام بس الفرص ما كانت سانحتلنا".

ليس لديكم مكتب إعلامي يكون صلة وصل بينكم وبين الإعلام المكتوب؟

ليس لدينا مكتب إعلامي، نحن نعمل من خلال البرامج، ونضع ثقلنا فيها ونامل اننا من خلال هذا الثقل نصل للمستمع وللصحافة .

نحن في عصر التسويق، فلم لم تسوقوا لأنفسكم وبرامجكم بصورة مباشرة عبر ارسال بيانات صحافية لوسائل الاعلام المكتوبة كما يحصل؟

نحن في صوت لبنان نسوق البرامج ولا نسوق أنفسنا، وهذا ما نعتمد عليه، وما يهمنا أن يصل البرنامج وليس نحن، وهذا هو الأساس أليس كذلك أندريه ؟

هل تشعرين بالحزن عندما تعرفين بأن هناك مذيعات دخلن على المهنة بعدك بكثير، وأخذن جوائز أكثر منك بكثير واصبحن اشهر منك، مع أن مضمونهن يجوز ان يكون أقل منك بكثير وربما ثقافتهن ايضاً؟

بالطبع احزن، واحزن كثيراً ، للاسف الايام التي نعيشها مجحفة بحق الجيدين ،انما لكل مجتهد نصيب، الشهرة ليست مهمة بقدر اهمية المادة التي تصل عبرك للمستمع، احزن ولا احزن ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح.

ولكن في بعض الأحيان الكمية تغلب النوعية.

نحن في لبنان من يسوق من، من إلى جانب من، انت تعمل وحيداً، وعليك أن تعد برنامجك وأن تسوق نفسك ، يعني ليس لدينا دعم، لا يوجد أحد يقف إلى جانبك ليعرف كيف يسوّق، ولكن عن المذيعات الاشهر فبماذا اشهر وما هو ارشيفهن الاذاعي ؟ هنا يكمن السؤال.

مَن مِن المذيعات في إذاعات أخرى تنجذبين إلى الاستماع اليها؟

"كلن فيهن خير وبركة ، كلن مناح".

من تعتبرينها الاولى كبرامج صباحية؟

لا تستطيع أن توصّف الأمر هكذا، ولا أستطيع أن أقولها، أنا لست مستمعة.

ألا تستطيعين القول نوال ليشع عبود هي الاولى؟

لا، لن أقولها ولا اقولها، المستمع هو من يقولها، "هوي الرايتنغ اللي بيقول ومش انا".

نوال هل لديك في برنامجك المتعب فريق عمل يتابع معك؟

أجل، لدي طوني هيكل، وحالياً انضمت إلى الفريق ناتالي المر.

ما الجديد لديكم في صوت لبنان وبماذا تعدين المستمعين؟

لدينا إطلالة جميلة جداً في زمن الأعياد، هناك دائماً تغيير في البرامج ، ولدينا برنامج اسمه السجل الذهبي، هذا البرنامج يأخذ حقه كثيراً فكل يوم سبت يُكرم المبدعين والكبار ويهديهم اجمل الكلام و"تروفيه" من الاذاعة، نحن تعودنا في لبنان أن نكرم الادباء والشعراء وكل المميزين بعد مماتهم،وفي صوت لبنان نكرمهم وهم على قيد الحياة.

ما هو باعتقادك البرنامج الأكثر استماعاً في صوت لبنان؟

لا أستطيع القول.

وما هو البرنامج الاقل استماعاً؟

ايضا لا استطيع القول .

لماذا؟ فأنت مسؤولة عن البرامج في صوت لبنان ومن حقك تقييم البرامج ومقدميها؟

نقولها في اجتماعاتنا الداخلية وليس في العلن .

ماذا تقولين مثلاً لسميرة قصابلي منير؟

"بتجنن"، مثقفة ومذيعة ناجحة.

سلام اللحام؟

سلام قريبة جداً من الناس.

سيدة عرب؟

صوتها رائع وجذاب.

نسرين ظواهرة؟

لديها اطلالات مميزة جداً وتستطيع محاورة الناس بطريقة مميزة.

طوني هيكل؟

ناجح جداً، خصوصا في موضوع الكواليس، "بيقدر يعطيك سكوبات ما حدا بيقدر يعطيك ياها".

انضمت إليكم مؤخرا مذيعة الـlbciنيكول الحجل ، ما رأيك بها كمذيعة؟

صوتها جميل على الاذاعة، وأيضاً محاورة جيدة.

شكراً نوال ليشع عبود، ومجدداً مبروك عليك الجائزة التي استحقيتها عن جدارة.

شكراً لك اندريه فانت صديق عزيز وكانت لك عبر اذاعتنا اطلالة جميلة جداً، وبلّغ سلامي للاعلامية الصديقة هلا المر.