انها فيروز ابنة آل حداد، ابنة العائلة الرحبانية، ابنة لبنان، كل لبنان، انها فيروز الاتية من فرح عبق الاوطان، وليست مصادفةً ان تغني من كلمات جبران خليل جبران "ولدتما معاً وستظلان معاً حتى في سكون تذكارات الله"، فهي ولدت يوم استقلال لبنان، فاصبحت هي ولبنان واحداً وجزءاً لا يتجزأ ،وليس بغريب ان تقدم صوتها قرباناً لهذا الوطن.

من بيت متواضع مؤلف من غرفة واحدة في زقاق البلاط، من الحي القديم ،من بيئة عادية اطلت هذه الصبية لتصبح بعد سنوات مالئة الدنيا وشاغلة الناس بصوتها الذي شبّهه الشاعر سعيد عقل بصوت الملائكة فلقبها بسفيرتنا الى النجوم، ووصفته الاعلامية هلا المر بـ"سكرة الله بمجد الملائكة".


انها لولو ، زاد الخير، بترا، وردة الوردات، انها نهاد التي اصبحت فيروز "هالقونة الشعبية بصدر البيوت والقلوب "هي اسطورة زمانها ومكانها، انها الفنانة الاشهر على مساحة الوطن العربي والعالم .


عندما تكون سعيداً تغني مع فيروز، وعندما تكون حزيناً تغني مع فيروز، في حالة العشق تترافق مع فيروز، وفي اوقات الصلاة ترنم مع فيروز لانها وباختصار حالة نادرة لا تتكرر.

فيروز او نهاد ابنة الحداد كانت معروفة بحبها للزهور فكانت تمضي وقتها في البساتين المجاورة لمنزلها تجمع منها باقات تضعها في بيتها المتواضع، فاضحت وردة جورية يفوح عطرها في ارجاء المعمورة.

امنيتها كانت ان تغني في الاذاعة فتحققت هذه الامنية واول اجر تقاضته 100 ليرة لبنانية في الشهر، فيروز ابنة العائلة البسيطة المؤلفة من ثلاث فتيات "هدى التي احترفت الفن، امال، ونهاد اي فيروز" وشقيق يدعى جوزيف، وام واب ارادا انشاء عائلة سعيدة متماسكة.

فيروز التي غنت الحب والوطن والامل والصباح والمساء، فيروز هذه الصغيرة وما بتعرف بلعب الكبار اصبحت هي الكبيرة، هي التي مشت على طريق النحل واضاعت شادي، وترافقت مع حنا السكران، هي عروستنا الحلوة ، هي جارة الوادي وعروس بعلبك، هي التي اخذها حبيبها على بيت مالو بواب، هي التي كانت ناطورة المفاتيح فامتلكت مفاتيح قلوبنا والى الابد.


اليوم في عيدها الـ79 نتمنى لها كل الخير والحب والصحة، لا نعرف كيف ستحتفل السيدة بعيد ميلادها ،ولكن ما نعرفه ان العالم كله سيحتفل وكل على طريقته.

من موقع "الفن" للكبيرة فيروز ادامك الله في صحة جيدة واعطاك المزيد من نعمه، وليس بغريب ان يصادف عيدك يوم عيد العلم اللبناني وقبل يوم واحد من عيد الاستقلال، وانت من انشدت "بيي راح مع العسكر، حمل سلاح راح وبكر، بيي علّا بيي عمّر حارب وانتصر بعنجر، خدتلك زوادي عالكرم البلوادي قلتلك خبرني حكاية حكيتلي ع بلادي، شفت جبال العم تتمخطر ومزارع تخضَر وتعمر".