تستمر كاميرا المخرج ناجي طعمي بالدوران في دمشق لتصوير مشاهد مسلسل حارة المشرقة الذي وضع نصه أيمن الدقر وتنتجه مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي بدمشق ليعرض العام المقبل خلال شهر رمضان.

ويشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية تتصدرهم النجمة سلاف فواخرجي وأسعد فضة، ومعهما ميلاد يوسف ولينا حوارنة وعلي كريم وعبد المنعم عمايري وأيمن رضا ومحمد خير الجراح ومحمد حداقي ومعتصم النهار وآخرون.

وتدور أحداث العمل حول حارة في دمشق تجري فيها كل الأحداث لكن ينطلق منها كل فرد إلى المجتمع فتقع فصوله الخاصة وتعود ارتداداتها إلى الحارة من جديد، فمن الرجل الذي يصبح وزيرا إلى المتقاعد الإصلاحي، إلى الفنان ذي المشاكل الخاصة، إلى تاجر الأزمة إلى الضابط الفاسد، إلى سارق المال العام.. تجري الفصول كلها بأسلوب خفيف الظل وشيق، وبطرائق تساعد في إيصال المعلومة إلى المتلقي.

العمل بشكل أو بآخر يشير إلى واقع السوريين في الفترة الحالية، ومن هنا تأتي أهميته لكونه دمج بين البيئة والمعاصرة، ليخرج بشكل يشي بالكثير من المتعة وقت العرض.

الفن ألقى نظرة على العمل وقابل نجومه ومخرجه وخرج بالتحقيق الآتي..

المخرج ناجي طعمي:

العمل يساعد على الاقتراب من فهم ما يجري في البلاد، ونركز فيه على شخصيات لها وجود في المجتمع، والفساد وأشكاله أكثر من يرد فيه، فلا مهادنة ولا شيء من هذا القبيل، بل مصارحة ومكاشفة لا تزعج أحدا لأنها لا تسيء لأحد.

وعندما نطرح السلبي نطرح نقيضه معه، فالمجتمع كما يعرف الجميع فيه الجيد والرديء معا، ومن هنا نسعى إلى العدالة في الطرح.

النجوم متوافرون بكثرة، ولا ينقص شيء للنجاح، والتصوير يجري بشكل طبيعي، ولا عوائق.

سلاف فواخرجي:

أشارك في حارة المشرقة بشخصية امرأة جشعة ولعوب ولديها مشاكل من أيام الطفولة، ولدي الكثير من الطمع في أشياء كثيرة في الحياة لا تكون من حقي، وتبرز رغبة عندي للانتقام من المجتمع وما فيه لإشكاليات تعود إلى عقد موجودة بي منذ الطفولة.

ولكي أقوم بما أريد ألجأ إلى طرائق وأساليب طريفة وظريفة وخفيفة ومحببة للآخر كي أنجح في مساعيّ للإيقاع بمن يجب الإيقاع به.

المسلسل قوي ونصه جيد ويحاصر بالأفكار كل ما يدور في عقولنا ورؤوسنا اليوم، ففيه كشف لمعظم ما نراه أو نسأل عنه في يومياتنا.

العمل مع المخرج ناجي طعمي مبشر، والإنتاج العام للمسلسل أمر مشجع.

أسعد فضة:

أؤدي شخصية أبو محمود وهو رجل متقاعد يسعى في آخر حياته للعيش بكرامة وسكينة، وفي سبيل ذلك يأتي أولاده إليه ليقدموا له الدعم وبخاصة المادي.

أبو محمود رجل ناقد للمجتمع ولكل ما حوله وفي محيطه، ولا يحب الخطأ، بل يطيل لسانه كثيرا في أي موضع يكون الخطأ فيه عائما.

المسلسل يفسر الكثير من الظواهر في المجتمع ويتحرك نحو الفساد وأشكاله، ونحو العمالة والترخيص بالوطن لدى صغار النفوس، وفي الوقت نفسه يطرح الوجه الآخر الناصع في المجتمع من خلال شخوص محترمة لا يمكن أن نفتقدها في أي مجتمع كان.

أرحب بالعمل مع المخرج ناجي طعمي وهذه ليست تجربتي الأولى معه، ودائما يكون على دراية بما يتطلبه النجاح، وأتوقع النجاح 100 بالمئة في هذا المشروع.

عبد المنعم عمايري:

أؤدي دور بطولة وأكون من أكثر الشخصيات رداءة وسلبية للمجتمع وعلى المجتمع، وألعب على الأزمة وأستغل كل ما فيها لأتحول إلى صاحب مال. في المبدأ أنا أعمل في العقارات، لكن في التفاصيل وبخاصة في الأزمة أتحول إلى بائع للضمير، فأبيع وطني لصالح دولة أجنبية أتعامل معها، وأبيع حبوب الهلوسة للشبان في الحارة، وكذلك أستغل النازحين وحاجتهم للإيواء فأتقاضى منهم مبالغ أكبر من المطلوب لقاء شقق عادية.

المسلسل قوي جدا وأفكاره جريئة والمخرج ناجي طعمي يدرك المطلوب منه للإخراج بصورة لامعة على الشاشة.

أيمن رضا:

ألعب دورا سلبيا جدا وأكون من كبار الفاسدين في المجتمع، فأبدأ من وظيفتي حيث أكون على تنسيق مع مكتب تقدير أضرار حوادث السيارات. فأعمل على تضخيم الضرر لأتقاضى أموالا من الصفقات المشبوهة في هذا الجانب. وأعمل في دائرتي على سرقة المال العام، وأكون جريئا وقويا في كل شيء إلا أمام النساء حيث أضعف باستمرار. نهايتي طبيعية حيث تكون السجن، ولا أعتقد أن النهاية غير طبيعية، بل يجب أن تكون كذلك من باب أن المسيء يجب أن يعاقب.

محمد خير الجراح:

أكون واحدا من ضمن فريق الشر والسلبيات في العمل، وأشغل وظيفة ضابط أمني، لكن ضابط سلبي بكل معنى الكلمة حيث أسعى إلى استغلال زملائي في العمل وأصدقائي في الحياة، وإلى التدخل في شؤونهم الحياتية وحتى العاطفية، فتكون النهاية غير سعيدة، وهذا ما نتمناه لكل مسيء في الحياة.

العمل يطرح كل شيء عن مجتمعنا اليوم، ويحاصر العملاء وتجار الأزمة ويصور حالة المواطن الرازح تحت نير فساد من قبل الطامعين، وكذلك يشير إلى كيفية استغلال النازحين وحاجتهم الماسة للعيش بكرامة، أو بالحد الأدنى من الكرامة.

علي كريم:

أمثل في العمل الوجه المشرق للمسؤول، وأكون أبو شاهر الرجل الذي غادر الحارة للعمل، وفيما بعد يصبح وزيرا، لكن هذا الوزير لا ينسى أصدقاءه وأبناء حارته ورفاق دربه في الشباب الأول، فيزور الحارة ويلتقي بالجميع وعلى الدوام، وفي المقاهي نفسها التي كان يلتقي فيها معهم من قبل.

الفساد موجود، لكن النزاهة موجودة أيضا، وهنا يبرز دور الوزير أبو شاهر في تأكيد أن الحياة لم تخلُ من الشرفاء في هذا البلد.

العمل متكامل وقصته محبوكة بتفاصيل فيها تناقضات الحياة، وثوابت الإنسان، والمخرج ناجي طعمي جدير بأعمال كهذه من خلال تجارب سابقة لي معه.

لينا حوارنة:

أؤدي شخصية امرأة في المجتمع متزوجة من فنان لديه من مشاكل الحياة ما يكفي ليجعلها تعيش الهم معه وعليه، وخوفا على المستقبل، فتتصدى معه لمطبات الحياة لكن في الوقت نفسه تنوبها الكثير من النائبات بسبب ذلك، وتستمر في الصبر.

المسلسل ليس عن حارة بقدر ما هو عن مجتمع يختصر في حارة، ولا بد من الإشارة إلى الأمور التي يشير إليها مسلسل حارة المشرقة لتكون لبنة يبنى عليها لأعمال أخرى تكون أكثر جرأة من ذي قبل في عملية مواجهة الفساد.

ميلاد يوسف:

دوري في العمل مهم لكنه قصير، وأنا سعيد به وأكون فيه قريبا من كل تشابكات القصة، وبخاصة الجوانب التي تعمل على الفساد، فأساعد في الغلط بدون قصد، وفي نفس الوقت أتصدى وعن قصد لكل مكامن الفساد.

لا يمكن لي الحديث كثيرا عن دوري في المسلسل، فمن جهة هو قصير ومن جهة أخرى لا يجوز الكشف عن خبايا يفضل تركها لوقت العرض بالنظر لحساسيتها.

الأهم هنا أن المسلسل يروي حالة مجتمع سوري معاصر من خلال حارة فيها السلبي والإيجابي، وهذا ما يشبه حال المجتمع ككل.