بلغ العالمية منذ تسع سنوات، لكن عروبته ولبنانيته بقيتا تسريان في عروقه، فيرفض التعريف عن نفسه إلا بالـ"النجم العالمي من أصل لبناني".

انطلق عام 2005 إلى العالمية وانتظر تسع سنوات حتى يتوج بجائزة الموريكس دور، فيرى أنها جاءت في وقتها ولم تتأخر.
يحترم اللغة العربية ويزوّجها من الإنكليزية بطريقة خاصة به سيكشف عنها في هذا الحوار الشيق.
إنه مساري الشاب العربي اللبناني الذي شق مساره من لبنان إلى بلده الآخر، كندا، ليطوف باسمهما العالم أجمع.



لو تقدم للجمهور فكرة عن انطلاقتك نحو العالمية؟

كان ذلك قبل تسع سنوات تماما وتحديدا في العام 2005 عندما أصدرت ألبوما بعنوان "مساري" وكان له كل دور في انطلاقتي في الشرق الأوسط بعد بلدي لبنان، وحصل الألبوم على جماهيرية واسعة أدت إلى انتشاره في بلدان أوروبية ما أدى إلى اعتباري مطرباً عالميا منذ ذلك التاريخ.

في لحظتها كنت لبنانيا أم كنديا؟

كنت أحمل الجنسيتين، اللبنانية والكندية معا، وأنا منذ ذلك الحين وحتى الآن مطرب كندي لبناني.

وما الهوية التي تتمنى أن تنادى بها أو تقال عنك في الإعلام؟

أنا موصوف والحمد لله بأني مطرب عالمي، لكنني أتمنى أن يقال عني: المطرب العالمي من أصل لبناني.

بعد تسع سنوات من الانطلاقة نحو العالمية عدت إلى بلدك لبنان لتحصد جائزة عربية قيّمة في الموريكس دور ما تعليقك على ذلك؟

كانت جائزة الموريكس دور بمثابة اعتراف بي من قبل الشرق الأوسط الذي أنا منه، وفي قلب بلدي لبنان الذي لأتنفسه أينما كنت في العالم، وعلى ذلك لا يسعني إلا أن أعتبر ذلك فخرا لي واعتزازا وشرفا أحدّث به أينما حللت في الدنيا.

قيل إن التتويج بالموريكس دور تأخر كثيرا ماذا لو كان ذلك في العام 2005 عندما انطلقت نحو العالمية؟

لا. أرى أن كل شيء جاء في وقته، ولو كانت الجائزة في العام 2005 لما كانت بهذه البهجة وهذه القيمة، في حين أنها أتت في هذا الوقت، يعني أنها جاءت تتويجا لرحلة طويلة من العناء والتعب والجهد والعطاء، وبعد سنوات من عملية الحصول على الجمهور.

ما تأثير الجمهور في مسيرتك؟

الجمهور هو كل شيء وهو صانع الفنان وصانع النجم، ولولا الجمهور لما رأينا نجما. قد نرى فنانا لكن لا جمهور له على الرغم من أنه يكون ذا موهبة عالية، لكنه سيسأل في وقت من الأوقات: أين جمهورك؟ الجمهور هو الفصل وهو الحقيقة ومن دونه لا يوجد شيء اسمه نجم.

بمعنى أنك مصنوع من قبل الجمهور؟

هذا صحيح، فالجمهور هو من أتى بي إلى حيث أنا الآن، وحيث أكون يجب أن يكون هناك جمهور. مثلا، لا أخوض في أي حفل لا جمهور فيه وهذا دليل على أهمية الجمهور وقيمته.

وما قولك بمن يتنكر لجمهوره ويدعي بأنه نجم قبل أن يشتهر؟

هذا معيب ومسيء وقاهر ولا يجب أن نتعاطى معه إلا على أنه نشاز من قبل أي فنان أو نجم يقول ذلك. ليجرب أي فنان في العالم أن يتعامل مع فنه من دون جمهور، وليجب على السؤال وقتها.

وصلت إلى العالمية ، ما الذي يفعله النجم بعد هذه المرحلة؟

الفنان يطمح في البداية إلى العالمية، وعندما يصل إليها يصبح عليه القيام بفعل مضاعف للعودة إلى نقطة الصفر وتقديم نفسه للجمهور مجددا حيث يكون جيل جديد قد صعد وعلى النجم أن يقدم له ما قدمه للجيل السابق من إبداع حتى اقتنع بنجوميته، مع الأخذ بعين الاعتبار مواكبة العصر الذي هو فيه والزمن الذي يصعد فيه جيل جديد إلى المسرح.

يسجل عليك أنك غنيت بالإنكليزية أكثر من العربية ما ردك على ذلك؟

على العكس منحت اللغة العربية حقها، لكن لصعوبتها ومتانتها توجهت إلى الإنكليزية أكثر لكونها لغة سهلة والموسيقى لها تكون سهلة أيضا بعكس اللغة العربية.

لكن كيف أعطيت اللغة العربية حقها إذاً؟

مثلا وضعت لحنا عربيا على كلمات إنكليزية، وفي أغنية أخرى واحتراما للغة العربية قمت بوضع لحن إنكليزي على كلمات عربية.

وما الأغنية العربية التي غنيتها في أوروبا وحصدت جماهيرية؟

كانت أغنية "أنت حياتي" التي غنيتها في ألمانيا وجعلت الجمهور الألماني الذي لا يتحدث إلا الألمانية يعجب بها ويغنيها بلفظها العربي والسبب أنه يجهل معانيها فظن أننا نغني لشيء تجاري أو سلعي مثلا.

ما الذي حققته لعروبتك في رحلتك العالمية؟

من خلال حصولي على جمهور عالمي في مختلف بلدان العالم بات لدى الجمهور الغربي والعالمي فكرة عن العرب أنهم ليسوا أهل حرب، وأن صفة الإرهاب ملازمة لهم زورا وبهتانا، لأنهم وجدوا مطربا عربيا يغني لهم الحب والسلام كما يشتهون.

أنت من لبنان بلد السياسة ، لو خيروك أن تكون سياسيا أو مغنيا في وقت مبكر من حياتك، فما الذي ستختاره؟

سأختار الغناء طبعا لأنني تربيت في عائلة جنبتنا الخوض في السياسة وفي كل ما يفرق، بل جعلتنا نتوجه نحو ما يوحد فقط.

ما يوحد؟ ما هو بالضبط قصدك؟

الغناء والموسيقى وحسب. الغناء والموسيقى لغة الحب والسلام، والبعد عن الحرب.

هل تعرف عن بلدك لبنان وما حل به في سنوات خلت؟

أعرف طبعا، وكنت في لبنان أيام الحرب الأهلية، وفي تلك المرحلة كان أبي وأمي يبعدوننا عن السياسة وعن الحرب ويدفعوننا للغناء والحب والسلام.. أي إلى الموسيقى.

ما المشاريع التي أنت في صدد طرحها حاليا؟

انتهيت قبل فترة من تسجيل أغنية "أريد أن أكون حرا" وهي هدية مني لكل مظلوم في بلاد العرب جمعاء. كما وانتهيت من تصوير أغنية في أميركا شاركني بها كاتب مغربي محترم، وأغنية ثالثة باللغة الإنكليزية لكن بلفظ عربي "شيشة" وهي الأركيلة وستغنى بكلمات انكليزية.

بعد كل تلك الشهرة والنجاح حول العالم يتساءل الجمهور.. لماذا يبقى مساري عازبا؟

أتعرض لهذا السؤال في كل مقابلاتي وجوابي واحد بأنني متزوج لكن من فني وعملي وجمهوري، أما زواجي بمعنى الارتباط بامرأة فسيجعلني أبتعد عن الغناء ولو نسبيا في وقت أرى أنه من واجبي الإغراق أكثر في تقديم الغناء والفن للناس.

لكن الجمهور ينتظر والطرب ينتظر، أما الحياة والعائلة والإنجاب فلا ينتظرون كثيرا؟

أنا أؤمن بأن كل شيء يأتي في وقته المناسب، وعندما يشاء الله سبحانه وتعالى سيكون الزواج من امرأة أمراً محتما وسأخضع لمشيئة الله وأتزوج في وقتها.