ستفتتح صالات العرض في الجامعة الأميركية في بيروت معرضها الفني الرئيسي لهذا العام، وعنوانه "جون كارسويل في أعمال مشرقية بالأسود والأبيض"، عند السادسة من مساء يوم الأربعاء 19 تشرين الثاني الجاري، في قاعة بنك بيبلوس للفنون في مبنى أدا دودج هول، في الحرم الجامعي.


ومع أن حفل الافتتاح سيُقام في قاعة بنك بيبلوس للفنون، فإن المعرض سيتتابع في القاعة ذاتها وأيضاً في متحف روز وشاهين الصليبي، في شارع الصيداني، في منطقة الحمرا قرب الجامعة.

وستُفتح أبواب القاعة والمتحف أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت بين الثانية عشرة ظهراً والسادسة مساءً.

وسيستمر المعرض حتى 25 شباط من العام المقبل، ويقدم هذا المعرض سلسلة من الأعمال الأحادية اللون "مونوكروم"، التي أنتجها جون كارسويل، مؤرخ الفنون، والفنان، والمعلم، والمستكشف، والقيم، والباحث في فنون وثقافة الشرق الأوسط والأدنى والأقصى.


وهذا المعرض يبرز في المقام الأول فن جون كارسويل ، ويعرض بشكل ثانوي فقط كتاباته ومشاريعه العلمية أو تنظيمه للمعارض، والأعمال الفنية المعروضة لكارسويل هي سلسلة من الأعمال الأحادية اللون التي رسمها في ستينيات القرن الماضي، ومعظم هذه الأعمال اعتمدت ألواناً صافية بيضاء فقط، أو سوداء وبيضاء، وأنتجها كارسويل مدفوعاً بشغفه الخلاق خلال فصل الصيف حار، في استوديوهات الطابق الأعلى من مبنى نايسلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت.

وقد تخرج جون كارسويل في العام 1951 من المعهد الملكي للفنون في لندن، وعوض أن ينغمس في عالم الفن البريطاني الذي ساده الواقعيون الاجتماعيون آنذاك، أبحر على قارب بخاري ودخل إلى منطقة الشرق الأوسط عبر ميناء بيروت، وخلال ما يقارب ستة عقود وحتى الآن، قام جون كارسويل بدراسة هذه المنطقة مستلهماً، طيلة حياته، المستكشف الإسلامي ابن بطوطة، وعوض أن يتتبع كارسويل طرق الحج المقدس، راقب عن كثب تنقل الأفكار الفنية، وانتشار التيارات الثقافية داخل وخارج المنطقة التي أعطت العالم أقدم حضاراته العظيمة.

لقد اهتم كارسويل بفن وثقافة وتاريخ الهلال الخصيب، وقاده هذا الاهتمام إلى أماكن ومراكز مختلفة، من الحفريات الأثرية في تركيا، والأردن، وسوريا، وفلسطين، إلى تدريس الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم إلى اقتفاء خُطى المستكشفين الغربيين الأوائل في آسيا الوسطى، ثم إلى منصب قيم المعهد الشرقي، ثم مدير متحف سمارت في جامعة شيكاغو، وبعد ذلك انتقل إلى لندن حيث أصبح مدير الدائرة الاسلامية والجنوب آسيوية في دار سوثبي للمزادات في لندن.