تجسد الفنانة التشكيلية رشا القصير في معرضها الفردي الذي يحمل عنوان "Spasmodic B" موجة مفاجئة من الطاقة والنشاط، والعاطفة لبيروت، اضافة إلى المنظور الرؤيوي الخفي عن عين العامة، لما تحمله المدينة في كيانها الحسي ان صح التعبير وفي كينونتها الإنعكاسية العميقة، بعيدا عن تقليدية النمط التصويري، وعن سطحية التعبير.

افتتح المعرض في 3 من تشرين الثاني في "غاليريExode" الأشرفية، ويستمر لغاية 8 من الشهر نفسه.

وتغدو لوحات رشا في هذا المعرض، أمثولة تشكيلية تجريدية مشغولة بتقنيات الميكس ميديا، ومهجوسة بأبجديات الثقافة البصرية، والفلسفة الفنية.

فبيروت في ريشتها هي مدينة مكتنزة بالسمات الأخرى التي لا تراها العين المجردة. سمات استطاعت رشا أن تلتقطها من خلال المزج بين الرؤية التأملية الذكية، وبين الفلسفة الفنية. من هنا حضرت العاصمة في معرض رشا حضورا يحمل تصورا متطورا بعيدا عن تقليدية الوصف، وعن شكلية التقليد. لقد حملت لوحاتها الرمز الصوتي للمكان/ المدينة، كما حملت البعد الجمالي والفكري للفضاء والشارع والزاروب والبحر، وذلك ضمن خطوط وألوان وإيحاءات ذات توليفة خاصة، تأخذ المتلقي إلى معادلة بصرية بين النظام والفوضى وبين المساحة والمضمون، وبين الدور الإجتماعي للمدينة، والدور الإنعاكسي الرمزي.

نحن أمام "مدينة تستكشفها الفنانة برؤية جديدة. حيث السماء والأرض تصبح واحدة من دون حدود، والمباني الظلية تبدو مختلطة مع بعض الأشكال الطبوغرافية". لذلك يرى المتلقي نفسه واقفا أمام لوحات تجمع بين "الثقافة البصرية وتجربة الجسد الحي". فلوحات رشا القصير وفق تعبيرها تمثل ثورة البلد المغامر، وهروبه قبل التدمير وإعادة تأسيس بناء مناطق جديدة، وآفاق جديدة لإحتضان الحرية.