صاحبة صوت وإحساس جميلين، عرفناها في برنامج "سوبر ستار" حين قدمت أجمل الأغنيات بأداء متمكن، وتعاملت بعدها مع الفنان مروان خوري الذي غنت من أعماله "مستحيل" الأغنية الجميلة التي رددناها وما زلنا نذكرها جيداً ، كما قدمت أيضاً العديد من الأغنيات .

إنها الفنانة السورية نانسي زعبلاوي التي إلتقاها موقع "الفن" في هذا الحوار الصريح .

نانسي انطلقت في مشوارك الفني منذ بضعة سنين، واسمك برز بصورة كبيرة، ما هي الخطة التي اتبعتها في عملك؟
إذا أخبرتك عن عمري الفني، ستقول لي لماذا ما زلت هنا في حين سبقك الكثيرون، من الممكن أن يكون فنانون آخرون دخلوا مجال الفن من بعدي وسبقوني بأشواط، لكن هذا باعتقادي يمكن أن يعود للظروف التي لاءمتهم والحظ أيضاً، أنت تعرف أن الفن فيه قليل من الحظ وقليل من العمل واجتهاد، فعندما يلتقي الإثنان تصبح الطريق أسهل.


ونضيف إليهم التبريرات والتنازلات التي نتحدث عنها
بالتأكيد، وهذه هي الطريقة الأسهل للوصول إلى الشهرة، ولكن "انا مش مضطرة فوت هالفوتات"، لا أعلم ما إذا كان الناس يعرفون بأنني متعلمة ، والفن أحبه كهواية قبل أن أفكر في امتهانه، وأكثر ما أحبه في الحياة هو أن أغني، أغني في سكينة وحدي حين أكون فرحة أو حزينة، فالغناء هو الوسيلة الوحيدة بالنسبة لي للتعبير عن كل حالاتي النفسية، فلست مضطرة أبداً من أجل المال أو الشهرة أن أقدم التنازلات.


لا يهمك أن تتأخري في الوسط الفني بقدر اهتمامك بأن يبقى اسمك نظيفاً؟
وعلى هذا الأساس أعمل، وهذا ما أتبعه في الفن، ويكفيني وبالنسبة لي أهم عندي من المال حين أسمعهم يقولون "نانسي مرباية".


هذا بدل المال الذي يمكن أن تجنيه؟
"لما يقولوا نانسي بنت بيت بصير انا اغنى فتاة في العالم".


نانسي هناك فنانون كثيرون يثنون على صوتك، كم يحملك هذا الإطراء من مسؤولية؟
هذا يحملني مسؤولية وفي الوقت نفسه أكون سعيدة جداً من الداخل ويعزز لي ثقتي بنفسي ويدفعني إلى أن أطور في نفسي أكثر، بالطبع حالياً الظروف لم تكن في صالحي لكنني أحاول قدر المستطاع أن أجعلها تلائمني أي حين يثني فنان كبير على صوتي، فهذا يعد شرفاً كبيراً بالنسبة إلي.


تحدثنا عن الظروف لكننا لم نتحدث عن الانتاج، لماذا لم يعرض عليك إنتاج كبير حتى الآن؟
الإنتاج مشكلة مستعصية يعاني منها فنانون كثيرون خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الخطيرة، فعندما تقدم للفنان إنتاجاً جيداً يقدم هو بالتالي أعمالاً ضخمة كبيرة، كشراء الأغنيات وتسجيلها وتوزيعها.

إذا كانوا يبحثون عن المظهر الجميل، فأنت جميلة المظهر، وإذا أرادوا صوتاً جميلاً فلديك الصوت الجميل.
إنهم يبحثون عن أشياء لا أملكها، لنكون صريحين، حالياً هم يفتشون عن أمور أخرى عدا عن الصوت والعمل خصوصاً في أيامنا هذه، هناك ما هو مطلوب أكثر، قد يكون في طريقة الظهور واللباس مثلاً، أو في طريقة الحركات والإيحاءات على المسرح وفي الفيديو كليب.


هل هناك كلمات معينة ترفضين غناءها، وأي نوعية من الأغنيات لا تقبلينها؟
الأغاني التي تتضمن كلمات مخلة بالآداب والتي بتنا نسمع الكثير منها للأسف، ولا أحب القصص التي تكون فيها الفتاة خاضعة، مثل "ما تتتركني ـ وما فيني عيش من دونك" الى آخر المعزوفة.


لا تحبين أن تظهري بمظهر الفتاة المذلولة حتى في الحب؟
تماماً، وهناك الكثيرون من النجوم المهمين يغنون هذه النوعية من الأغاني، قد تكون رسالة يحبون أن يوصلوها للناس من خلال الأغنية، وهناك بعض الأغنيات تغني فيها الفنانات كلاماً يقولون فيه "بعملك يللي بدك اياه بس ما تتركني"، هذا ليس جيداً أن تظهر الفتاة بمظهر الضعيفة، وأنا لا أحب أن أغني أغنيات تبدو فيها الفتاة كأنها ستموت لو تركها حبيبها على الرغم من أنها تتعذب معه، "انا ما بحب هيك".

انت من المدافعين عن حقوق المرأة حتى بالاغنية؟
طبعاً، أنا كنت دائماً في صف شيرين عبد الوهاب، "ما بدي اياك وانا يللي بدي اترك وهيك شي"، إضافة طبعاً إلى الأغنيات الهادفة، "حلو اني كون بحبك ومتعلقة فيك لاخر درجة".


ولكن شيء جميل أن تظهر الفتاة حبها للرجل أيضاً؟
شيء جميل أن أحب حبيبي وأخبره بهذا الأمر وهو متعلق بي لأقصى درجة لكن "مش انه تكون ممسح فيي الاراضي".


ألهذه الأسباب ما زلت غير مرتبطة؟ هل شروطك هي نفسها في الحياة والفن؟
كلا، إذ لا علاقة للمواضيع التي نطرحها في الأغاني بأسلوب حياتنا في أغلب الأحيان.

حالياً هل هناك حبيب أم لا بكلمة نعم أو لا؟
أنا لا أحب أن أناقش أموري الشخصية في الإعلام لأنني أعتبرها أموراً خاصة وليست عامة، والناس يجب أن يهتموا بفني وليس بعلاقاتي الشخصية في حياتي العادية.


ولكن الحب ليس خطأً أو عيباً
طبعاً ليس خطأً أو عيباً، لكن لكل امرئ شخصيته في الحياة، فغيري من الفنانين قد يتحدثون عن حياتهم الخاصة، أما أنا فلا أحب هذا الأمر، ولكن حين يكون هناك أمر جدي وصريح، فبالتأكيد لن أخفيه، لأنني لن أكون حينها أرتكب خطأ.


ما هو جديدك؟
سؤال مزعج ومحزن، إذ لدي مشكلة مع شركة إنتاج منذ العام 2006، وسينتهي العقد قريباً في العام 2016، ومع أحمد العريان "ميوزيك بوس" هناك مشكلة معينة، إذ لدي ألبوم معهم ولم ينزلوه بعد بل وضعوه في الجوارير، ولم يؤمنوا حفلات لي، ليس لدي مشكلة شخصية معهم، ولكن على صعيد العمل لم يقدموا لي شيئاً، فاضطررت آسفة أن أتركهم لأنهم لم يتصرفوا بطريقة صحيحة.


ألا يوجد بند جزائي؟
طبعا ، ولكن لا يترتب علي شيء لأنني لم أخل بأي من الشروط الموضوعة في العقد، أنا كنت جاهزة في أي وقت كانوا يطلبوني فيه، والمشكلة أنهم لم يؤمنوا لي أي حفلات أو مقابلات كبيرة، وكنت أطل في البرامج بمجهودي الشخصي كما حصل في برنامج "بعدنا مع رابعة"، هم الذين أخلوا بالعقد ولست أنا.


في ظل الأوضاع التي تعيشها سوريا، هل تركت البلد؟
بالتأكيد لم أترك سوريا، ولا يمكنني أن أتركها، وسأبقى في وطني الحبيب سوريا وأقول للشعب السوري "الله يبعد عنكن هالكاس المر".