يستمر في الجامعة الأميركية في بيروت مهرجان برنامج زكي ناصيف للموسيقى، "نحو موسيقى أرقى"، فكنا ليلة أمس الأول الأربعاء، على موعد مع أمسية موسيقية بعنوان "عبور"، قدّمها الفنان شربل روحانا وفرقة "كوستنتينوبل"، المؤلفة منكيا طاباسيان (سيتار)، نيفا أوزغان (كمنشة)، ديديم بشار (قانون)، بيار إيف مارتيل (فيولا دا جانبا)، زيا طاباسيان (إيقاعات)، وذلك في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة.

الأمسية التي بدأت عند الساعة الثامنة مساءً، قدّم فيها روحانا والفرقة وسائط قديمة تشابكت مع الموسيقى المتطوّرة والجديدة.

أخذنا روحانا في رحلة بقلب التقاليد الموسيقية المتوسطية والشرق أوسطية، جمعت بين أعمال الموسيقيين القدامى البارزين من مختلف الثقاقات، والموسيقيين الموهوبين الجدد.

روحانا جمع معه في هذه الأمسية 5 موسيقيين من إيران، تركيا، وكندا، بين الأوتار والغناء، فوضعنا خلال ساعة ونصف بين جمال الموسيقى والخيال.

ودون شك نقلنا روحانا الى عالم آخر يتجسد فيه حوار الموسيقى، بعيداً عن مشاهد القتل والذبح المنتشرة في كل زاوية من العالم.

موقع "الفن" حضر هذه الأمسية، وكان لنا هذا الحوار مع الفنانشربل روحانافي الكواليس قبل صعوده المسرح:

لماذا يشارك شربل روحانا في هذه الأمسية؟
إلتقيت عن طريق الصدفة بعدد من الموسيقيين من لبنان، إيران، تركيا، هولندا، وكندا في هولندا خلال 15 يوماً، وقد بحثنا في فكرة ومشروع فني يجمعنا سوياً وبدأنا بعمل حفلات موسيقية كانت إنطلاقتها من إيران وثم تركيا، إيطاليا، واليوم لبنان، وقريباً كندا، وسجّلنا العمل وهو مجرد فكرة وحلم نعمل على تنفيذه.

هل عنوان الأمسية "عبور" له دلالات معينة؟
عنوان الأمسية له دلالة في أن نعبر من الموسيقى الماضية الى الموسيقى المتجددة، وهذا أيضاً مرتبط بعبور الإنسان من خلال الموسيقى الى الفرح، الذي أصبح مفقوداً وعملة نادرة، ونسعى دائماً من خلال هذه الحفلات للتذكير بأننا سنبقى نفرح ونغني على الرغم من القتل والمجازر التي تحيطنا، فكل إنسان له وظيفة في الحياة وأنا كموسيقي أقدّم ما عندي وأتحمل مسؤوليتي، وما أفعله يتلاقى مع كثيرين يحبون ويحبذون هذا النوع من الموسيقى التي أقدّمها، ومن هنا أهمية الفنون والسهرات والحفلات لنستمر في الحياة.. "شي غريب عجيب لعم نشوفوا".

ماذا يعني لك الراحل زكي ناصيف على الصعيد الفني والشخصي؟
أعتبر نفسي من المحظوظين لأنني إلتقيت شخصياً وفنياً بالراحل زكي ناصيف، وأفتخر أنني لحّنت قصيدة له وهي من ضمن ألبومي الأخير "تشويش"، ويبقى أن التاريخ سيذكر ناصيف دائماً.

هل تفكر بمشاريع فنية لإعادة إحياء أعمال زكي ناصيف؟
بالطبع المشروع يبقى في بالي وأسعى اليه، لكن تطبيقه يحتاج الى جهد ووقت طويل وإمكانيات وإنتاج.


ماذا عن عملك الجديد "تشويش"؟
الألبوم طرح قبل 3 أشهر.. "وماشي حاله"، لكن الهدف منه لم يكن التغيير أو المنافسة، بل فقط قدّمت فيه ما لدي من مخزون فني وسياسي وإجتماعي، وترجمته بجملة موسيقية.

كلمة أخيرة لموقع "الفن"..
كل حفلة أقدّمها في لبنان اتأمل خيراً، وشكراً لكم.