تنطلق في اليوم السادس من الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، غداً الإثنين 6 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، عروض الأفلام المدرجة ضمن المسابقات الرسمية الثلاث للمهرجان، وبينها أفلام لبنانية ومصرية وأردنية وفلسطينية وبحرينية وتركية وتونسية وكردية، بحضور مخرجي معظمها، إضافة إلى عروض من "البانوراما الدولية" وفئات أخرى، بحضور مخرجي بعضها.

ففي الخامسة عصراً، يعرض "الأولاد الحمر" LES ENFANTS ROUGES للمخرج سانتياغو أميغورينا، وبحضوره، عن الحب والصداقة والسياسة كما هي ممكنة وغير ممكنة اليوم، من خلال التربية العاطفية لثلاثة شبان في العشرين في أحد شوارع باريس.

ومن العروض أيضاً فيلم "ألمانيا السنة صفر" Germania anno Zero (1947)، أحد الأفلام الستة المدرجة ضم القسم الإستعادي لأفلام المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني (1906-1977).

أما ضمن فئة "الغذاء والبيئة"، فيعرض"مقاومة طبيعية" Résistance Naturelle، وهو وثائقي فرنسي-إيطالي للمخرج الأميركي جوناثان نوسيتر، الذي سيكون حاضراً خلال العرض. ويتناول الفيلم صناعة ما يسمى "النبيذ الطبيعي" ومساهمته في الحفاظ على البيئة. وسيكون المخرج نوسيتر حاضراً خلال العرض.

ومن مسابقة الأفلام القصيرة تعرض في الخامسة مجموعة أفلام هي الآتية:

"أفق" للمخرجة الأردنية الشابة زين دريعي، عن أم تحاول إنقاذ أولادها من مستقبل شبيه بذلك الذي عاشته هي وزوجها، من خلال إصرارها على أن يكملوا دراستهم على الرغم من قرار زوجها بجعلهم يتركون المدرسة ليساعدوه في كسب القوت. ويعكس الفيلم وضع المرأة الأمية القابعة في بيتها، ويقدم نموذجاً عن قدرتها على تغيير حياتها نحو الأفضل، ويسلط الضوء على عمالة الأطفال. و"أفق" هو أول تجربة إخراجية لزين دريعي، الحاصلة على دبلوم الإخراج السينمائي من كلية تورنتو الكندية في العام 2009. وقد شارك الفيلم في مهرجانات سينمائية بينها مهرجان مونتريال في كندا، ومهرجان وهران السابع للفيلم العربي. وحصل على جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي أردني قصير ضمن الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الفيلم العربي الفرنسي في عمّان.

"إزرقاق"، وهو التجربة الإخراجية الأولى للفلسطينية مارا مرعي التي درست السينما في "أكاديمية الفنون" في سان فرانسيسكو، وعملت سنوات عديدة مصورة ومصورة مساعدة في لوس أنجلوس. ويغوص الفيلم في أعماق ياسين الذي يسهل عليه إخفاء جريمته وتغطيتها في بلد يكثر فيه الموت وأدوات القتل.

"فراشات" الناطق باللغة الكردية، للمخرج الإيراني عدنان زندي، ومدته ثلاث دقائق، وفيه والدة تُرضع طفلها في الشارع.

Le Miroir (المرآة) الناطق بالفرنسية، للمخرجة الفرنسية-اللبنانية سيلين قطيش، التي تجسد في فيلمها دورة حياة المرأة وتطورها في فصول اربعة، منذ ولادتها وحتى يوم وفاتها، ولكن من وجهة نظر... مرآتها.

"يلدا" Yalda لرشا فرج، وتدور احداثه حول فتاة تدعى "يلدا"، تنجو وحدها من حادث سير فيما يلقى اصدقاؤها الاربعة (ثلاثة شبّان وفتاة) حتفهم، عندما كانوا جميعاً يوصلون صديقهم النازح السوري الذي قرر العودة الى بلده. وتعكس رشا فرج في فيلمها علاقات الحب والصداقة، والعلاقة بالوطن، والمشاعر الناجمة عن الموت وخسارة الأحبة.

ومن فئة "الساحة العامة"، تعرض أربعة أفلام:

"بهية"، وهو فيلم روائي قصير من نحو 11 دقيقة، للمخرجة المصرية مافي ماهر. تموت بهية التي يبلغ عمرها 8 سنوات خلال تفجير إرهابي أمام مسجد محمد علي الأثري خلال رحلة مدرسية، ما يغير حياة مدرّستها المسيحية مريم ويدخلها في صراعات نفسية وفكرية، فتعتزل التعليم لتعيد تقييم مسيرة حياتها. والفيلم من بطولة يسرا الهواري ورمزي لينر وملك يوسف والمخرج الكبير محمد خان الذي يؤدي في الفيلم دور قسيس. وهو من إنتاج شركة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين.

"مصريّة" لشادي الحكيم، الذي نال إحدى جوائز مسابقة افلام المرأة فى مصر الجديدة التي نظمتها شركة أفلام مصر العالمية بالتعاون مع السفارة البريطانية ، يتناول قضايا المرأة من مختلف الطبقات، وخصوصاً ظاهرة التحرش، من خلال نظرة باحثة اجتماعية ، تضع النساء العصريّات في مواقف اختباريّة في مواقع مختلفة، وتجمع هذه المواقف في وثائقيّ يشكل جزءاً من حبكة الفيلم. والفيلم من بطولة الممثلة وفاء الحكيم، والدة المخرج، إضافة إلى الممثلة الشابة مي مصيلحي.

"بيروت حنان بيروت" الوثائقي لباتريك عيسى الذي يبرز تبادلاً ثقافياً يحصل بين فتاتين : الاولى تعيش في بيروت وسط مجتمع استهلاكي تتوافر فيه كل وسائل التكنولوجيا، وهي فتاة متمردة ومتمدنة وطموحة وعلى الرغم من ذلك لم تجد بعد ما تبحث عنه، والثانية فتاة بدوية متمردة ايضاً وذكية تعيش مع اهلها في جرود عيون السيمان لرعاية الماشية وهي محرومة ابسط حقوقها لدرجة نسيت حتى انها انثى، وحلمها ان تصبح مضيفة طيران. ويشدد الفيلم على التناقض الموجود بين بيئتين في البلد نفسه، فالمسافة الجغرافية بين البيئتين لا تتعدى الـ 50 كيلومتراً لكن الفارق الزمني يصل الى 100 عام.

"Will you marry me?"، وهو وثائقي يتمحور على حياة مخرجه الشاب زهير كريدية المصاب بفيروس نقص المناعة (HIV) والذي يعيش مع صديقه رامي. ويركّز الفيلم على رد فعل اهل المخرج، واصدقائه، وغيرهم من أفراد المجتمع، لدى معرفتهم بمرضه. وكريدية الذي يحاول من خلال فيلمه ان يقلل من أهمية مرض نقص المناعة المعروف بالـ"ايدز"، منتقداً استمرار البعض في إخفاء مرضهم عن شركائهم، يروي بالتفصيل المعاناة التي مرّ بها منذ اصابته بالمرض ولغاية اليوم.

وفي السابعة والنصف، يعرض فيلم "نجوم" Des étoiles للمخرجة السنغالية ديانا غاي وبحضورها، وهو يسلط الضوء على ظاهرة الهجرة التي تعيشها الدول الإفريقية، وما تسببه من تشتت للعائلات. وقد فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان أنجيه للأفلام في فرنسا، ورشح لجوائز في مهرجاني دبي وسانتا باربرا.

ومن مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، يعرض فيلم "الشتاء الاخير" (زمستان آخر) الناطق بالكردية للمخرج الإيراني سالم صلواتي وبحضوره، وسبق أن فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان بغداد السينمائي، وبجائزة أفضل فيلم في مهرجان "المشمش الذهبي" للسينما في يريفان (ارمينيا)، وبجائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان أربيل الدولي الأول للسينما، وبجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل في مهرجان دهوك السينمائي في العراق، وسواها. وتدور أحداث "الشتاء الاخير" في قرية نائية تركها اهلها نظراً إلى أنها تغرق تحت الماء تدريجياً، لكن المختار وزوجته باجي يبقيان وحدهما فيها، ليس لدى أحدهما إلّا الآخر، فهي صديقته وأمينة أسراره وهو كذلك بالنسبة إليها. ولكن ذات ليلة، تفرّقهما عوامل طبيعيّة صدفةً وتجد باجي نفسها وحيدة في المنزل. ويبذل المختار جهده لتخطّي عقبة الثلج والوصول إليها، في حين تحيك باجي، وحيدة في القرية، الجزء الأخير من قصّتهما على رقعة قماش.

كذلك يعرض في السابعة والنصف اثنان من الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، أحدهما فيلم "شلاط تونس" لكوثر بن هنية، ويتناول بمزيج من الأسلوبين الوثائقي والروائي قصة حقيقية تعود إلى العام 2003 عن مجهول كان يجوب شوارع تونس على درّاجة ناريّة، ويشطب أرداف النساء بشفرة أو آلة حادة "عقابا" لهن على لباسهن "المغري". وبعد 11 عاماً من هذه الحوادث التي أثارت الرعب في تونس، تبدأ كوثر بن هنيّة رحلة البحث عن "الشلاّط" الحقيقي، وتعالج من خلالها موضوع نظرة الرجل إلى المرأة في المجتمع.

كذلك يعرض فيلم Hodgkin's للمخرج البحريني محمد جاسم. ويتناول جاسم في هذا الشريط تجربته مع مرض هودجكين السرطاني الذي يصيب خلايا الدم، وخصوصاً اللمفاوية منها. ويسلط جاسم الضوء على كيفية مواجهته هذا المرض بشجاعة وفترة علاجه منه في الأردن، إنطلاقاُ من شعار "كيف تجعل المرض صديقاً"، وهو العنوان الفرعي للفيلم. وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية وحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي وأفضل إخراج من مهرجان "أكوليد" في كاليفورنيا.

أما في حفلة العاشرة ليلاً، فيعرض من "البانوراما الدولية" فيلم التجسس والتشويق "ملكة وبلد" QUEEN & COUNTRY للبريطاني جون بورمان، والذي عرض في مهرجان كانّ، وهو مستوحى من سلسلة روايات مصوّرة وكتب. عميلة بريطانية نعمل عبر الدول والقارات لمواجهة المخططات الإرهابية وحماية بلدها وملكتها.

أما من افلام فقرة "ضوء على أعمال (المخرج الإيرلندي والناقد السينمائي) مارك كازنز"، فيعرض Here Be Dragons.

ومن مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، يعرض فيلم "باستاردو" Bastardo للمخرج التونسي نجيب بلقاضي، الذي فاز بجائزة الفيلم الروائي الطويل في الدورة العشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، وبجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان ميلانو للسينما الأفريقية والآسيوية والأميركية اللاتينية. ويتناول الفيلم معاناة شاب لقيط ومن دون أصول، يقطن حياً فقيراً في العاصمة التونسية، من خلال قصة صراع على النفوذ في الحي.

وفي برنامج العاشرة أيضاً، مجموعة من الأعمال المدرجة ضمن مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، بينها الفيلمان المصريان "اسكندرية .. كعب داير" للمخرجة فاتن البنداري، و"بورتريه...حسن الشرق" للمخرج محمد عصام، والذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان زاكورة الدولي للفيلم الوثائقي في المغرب.

ويتناول "اسكندرية .. كعب داير" قصة شاب مصري من الإسكندرية، يسافر للعمل في الخارج، وحين يعود يجد أن معالم مدينته تتغير، فالمباني القديمة المرتبطة بهوية المدينة تهدم لتقام مكانها مبان أخرى عالية تشوه المشهد، وفي الوقت نفسه يسقط الكثير من هذه المباني الجديدة ويتسبب بضحايا. ويتجول الشاب في المدينة ويحمل الكاميراً ملتقطاً الصور الفوتوغرافية ليحفظها ذكرى عما تبقى من ملامحها.

أما فيلم "بورتريه...حسن الشرق"، فهو عبارة عن "بروفايل" للفنان التشكيلي المصري حسن الشرق، الذي يتحول من فنان مغمور يملك موهبة فطرية إلى فنان ذي شهرة عالمية، تُعرض لوحاته في المعارض الدوليّة ويملك تحفاً وقطعاً تذكاريّة جمعها من متحف اللوفر ومن الفنّانين الدوليين.

كذلك يعرض فيلم "بابا فيلم داراد" (مدرسة أبي) للمخرج الإيراني حسن صلح جو، وهو وثائقي يتناول سيرة المخرج محسن مخملباف وعائلته، وخصوصاً ابنته سميرة التي تركت المدرسة الإسلاميّة لتلاحق أحلامها في عالم السينما، فبات منزله مدرسة مفتوحة للسينما.

ومن الفئة نفسها، يعرض "العيش مع الطاغوت" Living with Leviathan للمخرج التركي سيرين باهار ديميريل، والذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاص في مهرجان كونترافيزن السينمائي الدولي في برلين، وجائزة "فوندوكس" في مهرجان "زغرب دوكس" الدولي للأفلام الوثائقية في كرواتيا، وهواستعادة للتحرّك ضدّ تدمير حديقة جيزي في تركيا الذي بدأ في صيف 2013 .