أصدر الكاتب ألبر مسعد كتاب "بين قلاع عشقوت وتلال أندريمون" ، وهو عبارة عن سيرة ذاتية يتوقف فيها الكاتب عند محطاتٍ مختلفة ومميزة من حياته ومن تاريخ بلدته عشقوت.

ويتألف الكتاب من ستة فصول تختصر مراحل حياته، موزّعة على 280 صفحة. الرسوم والصور في الكتاب هي بريشة المؤلف ومن محفوظاته، وقد صمّم الغلاف ريمون الزند، أما التنضيد والإخراج فقام به عبده بو نافع، وأشرفت على طبعه "ميديافورم ش. م. ل.".

موقع "الفن" حضر حفل التوقيع الذي أقيم برعاية وحضور سيادة المطران بولس روحانا في صالون كنيسة القديس يوحنا المعمدان في عشقوت .

الكاتب ألبر مسعد

مبروك الكتاب، هل يمكننا القول إننا أرشفنا عشقوت في هذا الكتاب؟
ما كان ينقص عشقوت هو بعض المعلومات التي لاحظتها أنا من خلال علاقاتي عندما كنت أجتمع مع أهل الضيعة في الصالون ومكان آخر أيضاً ، لاحظت أن هناك إفتقاراً للماضي القريب كي يفهموه ، لقد دوّنت ملاحظات منذ أن بدأت أكتب في سن العاشرة أو إثنتي عشرة، وأحببت أن أذكرهم كي يعرفوا ماذا حصل .


نتمنى أن يُدرّس هذا الكتاب في المدارس والجامعات
"هو الواحد بيكتب للناس والناس يا بتحفظ يا ما بتحفظ".

في زمن التكنولوجيا والإنترنت، هل ما زلت تجد أن الكتاب له موقعه؟
الكتاب له وقعه ولا تستطيع إيجاد كل شيء على الإنترنت .


هل ستؤلف كتاباً عن كل لبنان؟
"انشاء الله يضل مخّي يشتغل".


ذُكر في سيرتك الشخصية أنك تسلمت مجلة الشبيبة لمدة عشر سنوات ، ما مدى أهمية الرسالة التي تريد إيصالها إلى شباب لبنان ، وكم كنت داعماً للدم الشبابي في لبنان؟
عندما كتبت في "الشبيبة" كتبت لفئة معينة من الشبيبة، لأنه كانت هناك فوضى في تلك الأيام ولم يكن هناك إهتمام بالفرد بعمر 10 أو 12 سنة أو 16 سنة لأنه كان مُهمَلاً، لم يكن له مدراس مهنية وحتى المدارس الصغيرة في القرى كانوا يقولون له "خلص صفّك" ولم يكن يملك المال الكافي ليدخل المدارس ويدفع ، ولم تكن المدارس أيضاً متوفرة في القرى، إذ كانوا يذهبون لتعلّم "صنعة" ولا يتعلمون ، وكانوا يذهبون إلى بيروت من دون هدف وهذا كان سبب تأسيس جمعية "الشبيبة العاملة المسيحية"، المسيحية لماذا؟ لأن راهباً مسيحياً أسسها.

ما الهدف من الجمعية ؟
الهدف منها تربية الناشئ الذي يترك المدرسة بين عمر 12 و16 سنة ليدخل في هذه المؤسسة وهي تتولى أمره وتدرّبه حتى يصبح رجل المجتمع المثالي.


إذا أردنا أن نتحدث تاريخياً، هل كتاب "بين قلاع عشقوت وتلال أندريمون" الذي أطلق اليوم هو كتاب موثّق، أي أنه يحوي وثائق وتواريخ حقيقية؟ أم نستطيع تصنيفه ككتاب روائي أو فيه خواطر وذاكرة ألبر مسعد؟
لم أؤلف هذا الكتاب في البداية كي أنشره، وقررت أن أوزعه لأنني أحب أن يقرأه كل شاب وأن يدخل كل بيت ويأخذوا عبراً منه، ولم أؤلفه كي أجني المال.

قلتَ إن ريعه سيذهب لبناء نُصُبين تذكاريين
نُصب لتخليد ذكرى ضحايا الحرب ونُصب للذين ماتوا من الجوع ، بالنسبة للفكرة الأولى فالذين كتبوا التاريخ ذكروها، إن كان في عشقوت أو غيرها، أما الفكرة الثانية فهناك سجل في الكنيسة هنا يذكر سبب وفاة 150 شخصاً من الجوع، منهم ماتوا بأطراف عشقوت، كانوا متوجهين إلى جونية ليشتروا شيئاً ليأكلوه ، هذا حصل في الحرب العالمية الأولى ، وعندما أتى الجراد وأكل المحصول والأشجار وكل شيء، فقام أحدهم بغسل نعاله وسلقها وأكلها كي لا يموت جوعاً.

هؤلاء يجب أن يُذكَروا ويجب أن يَطّلع الناس عليهم، ولكن من يقرأ عنوان الكتاب "بين قلاع عشقوت.." يعني ألبير مسعد
"يعني مطرح ما خلق ألبير مسعد".


"وتلال أندريمون" مسقط رأس جاكلين مسعد ،هل كتبت عن أندريمون أو عن جاكلين ؟
كتبت في أول الكتاب وفي آخره، ، فحين تقرئينه ستفهمين الموضوع.


إذاً من خلال العنوان نستطيع أن نعرف أنه ليس كتاباً تاريخياً، هو كتاب فيه قصة حب تجمع شخصين عاشوا طوال هذه السنوات.
صحيح .

ماذا تقول عن الحب ؟
هناك نوعان، هناك حب غير ناضج ويتغيّر لاحقاً، وهناك حب يكون قد نضج ويختار شخصاً ويُعجب به، "وبيدخل راسو وبيقول هيدا بدي حِبّو وبيحبو".



المحامي كميل فنيانوس

أنت أديب ورئيس رابطة "بني مشروقي" ما هي هذه الرابطة وأي عائلات تضم؟
هذه الرابطة قديمة جداً، تأسست الهيئة الإدارية فيها منذ 65 عاماً تقريباً وتضم عائلات تأسيسية عددها 32 عائلة، ويعود أصلها تاريخياً للأمير يوحنا ، وأجريت دراسات كثيرة عنها
هناك كتب تاريخ كتب عنها البطريرك مسعد والبطريرك الدبس، مسعد بولس مسعد، وآخر كتاب ألّفه أنطوان شعبان ، هناك دراسات كثيرة وكتب.

هل ما زالت الرابطة مهمة في أيامنا هذه في العام 2014؟
أهميتها تكمن حين يحتاج أحد إلى مساعدة أو عمل من العائلات يأتي ويراجعنا ونساعده، نحن لا نعمل في السياسة.

أليس فيها مواقف سياسية بمعنى أن الرابطة مثلاً تقرر أن تنتخب شخصاً فيجتمع الكل لإنتخاب هذا الشخص ؟
إذا أردنا نستطيع أن نؤثر سياسياً ولكننا لا نعمل في السياسة، ولدينا وجود تقريباً في جبل لبنان بكثرة لأن العائلات الأساسية هي: مسعد، شدياق، عيد، فهد، فنيانوس، هي رابطة من أشهر العائلات اللبنانية، وقُدمت 4 أطروحات دكتوراة عن رابطة "بني مشروقي".


وما زلتم مستمرين من جيل إلى جيل؟
نحن مستمرون لنوع من التلاقي "مش إنو عاملينها شغلتنا" ، لانني أعتبر أن العائلة ما زالت تجمع لبنان.


أين مكانتها في كتاب ألبر مسعد؟
ألبر مسعد ألّف كتاباً أعتبره فريداً من نوعه لأنه أورد كل ما له علاقة بهذه المنطقة عشقوت ولبنان وجبل لبنان منذ حرب الـ14 وحتى اليوم ، "وهو رجل منها شغلتو هالشغلة" لأنه مثقف وصناعي يعني تفاجئين بأنه صناعي يؤلف كتاباً.

كم كتاباً أصبح في رصيدك؟
عندي أربعة كتب، كتاب عن قوانين البيئة في لبنان ، وأنا محام ، وعندي كتاب "أحلى الشعر"، وكتاب آخر عن أدباء ورجال فكر من كسروان.

ماذا تحب أن تقول لأهل الرابطة؟
أولاً أريد أن أهنئك على موقع "الفن" وهو اليوم أفضل وسيلة للإتصال، نحن ليس لدينا موقع ولكن يجب ان ننشئ واحداً وسوف نفعل ذلك.


إلى أي مدى ما زال الكتاب مفيداً ومستعملاً في زمن الإنترنت ؟
اليوم تقرئين الكتب كلها على "اللابتوب" و"الأيباد" ولكن الناس ما زالوا يجدون أن الكتاب أكثر راحة لهم، ليس كما في السابق ولكن الكتاب يظل أساسياً.


هل نستطيع القول إن كتاب ألبير مسعد أرشَفَ عشقوت؟
بجزء كبير من مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم، فيه معلومات نادرة وجميلة.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً اضغطهنا.