برعاية وحضور وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي، وبتنظيم من نادي ليونز طرابلس فيكتور، احيت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق- عربية حفلاً موسيقياً في المسرح العائم في معرض رشيد كرامي الدولي وذلك بحضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الأستاذ مقبل ملك، الوزير محمد الصفدي ممثلاً بالأستاذ أحمد الصفدي، حاكم المنطقة الليونزية 351 الليون لويس بوفرح ،محافظ الشمال رمزي نهرا ممثلاً بقائمقام زغرتا السيدة إيمان الرافعي، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال،مدير عام الثقافة الأستاذ فيصل طالب ، الأمين العام للأونيسكو د.

زهيدة درويش، رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتور وليد مسلم، وشخصيات ليونزية واجتماعية ودينية وثقافية.

بداية عزفت الأوركسترا النشيد الوطني،وكلمة ترحيب بإسم النادي الليون رندة جرّوس،جاء فيها: "إن مدينتنا طرابلس، لا تزال تصر على الرغم من كل أجواء القلق، إنها مدينة الأمن والأمان والعيش الوطني الواحد،

مدينة الحياة والمحبة بكل مكونات نسيجها الإجتماعي، وإن تاريخ طرابلس المضيء يضفي عليها هويتها فهي مدينة السلام والنور والعلم والعلماء، مدينة التسامح التي ترفع فيها آذان مساجدها وتقرع فيها أجراس كنائسها عناوين الإيمان بالله تعالى وبوحدة أبنائها التي لا تنفصم عراها أبد الدهر، وإن الغيوم مهما إشتدت ألوانها وتكثفت سواداً فهي تبشر دائماً بالغيث والمطر الوفير".

ومن ثم تعاقبت كلمات لكل من :

رئيسة نادي ليونز طرابلس فيكتور الليون نيللي الحسيني، جاء فيها:" اليوم ، من معرض رشيد طرابلس في مدينة طرابلس رمز الأصالة والصمود والتعايش، يلتقي الماضي بالحاضر لتمهيد الطريق أمام المستقبل، في جو نتناغم فيه مع أنفسنا، و نعبر فيه عن سرورنا مرةً أخرى من خلال هذا المناخ الفني الرائع، بحيث ان طرابلس بإمكانها القول :" أنا هنا، أضج بالحياة و باقية، أعاند الظروف القاسية وأنا جديرة بأن أتحكم بقدري".

وألقىحاكم المنطقة 351 الليون لويس بو فرح كلمة إعتبر فيها أن :"الموسيقى لغة التواصل التي تساعد على ترسيخ دعائم المحبة والسلام"

أما راعي الحفل الوزير عريجي فقد تحدث قائلاً:

"أهلي وأحبائي في طرابلس،

أقف في طرابلس في هذه الأمسية، في المدينة التي ولدت وترعرعت فيها ودرست في مدارسها ولي من بين أهلها أحباء وأصدقاء كثر.

أقف في عاصمة شمالنا الواحد، عاصمة اتسمت عبر التاريخ بثقافة أهلها وانفتاحهم وتعلقهم بالعيش الواحد، ولن أقول المشترك لأن المشترك يكون بين أناس متباعدين قرروا ان يتعايشوا سوية، في حين أننا كنا وما نزال نعتبر أن طرابلس هي مدينتنا وأهلها أهلنا بالتالي عيشنا واحد، وإنني ارفض كما نحن جميعاً ان يكون الأمر غير ذلك.

ان محاولات البعض لتغيير وجه هذه المدينة الطيبة وجعلها على صورة لا تمت لا لتاريخها ولا لحاضرها بصلة، لن تجد الصدى لدى الشريحة الكبرى من الطرابلسيين لانهم أهل خير ومحبة وعلم متنور ودين سموح، ولأن مدينتهم متمسكة بعروبتها ولبنانيتها وهي تتسع للجميع بغض النظر عن طائفتهم ومذهبهم، ولأنها تضم من الوطنيين والسياسيين المعتدلين والمثقفين والفنانين والمبدعين واهل العلم ما يشكل متراساً منيعاً أمام كل أشكال التقوقع والتطرف ورفض الآخر.

إن حرصكم على إحياء هذه المناسبة الثقافية الموسيقية وتمسكنا بذلك، على الرغم من كل الظروف السياسية والأمنية، هو فعل إيمان بهوية وطبيعة لبنان الحقيقية، لبنان الثقافة والفن والإبداع، لبنان السلام والانفتاح، ولكن أيضا لبنان إرادة المقاومة والكرامة والعنفوان والتمسك بالأرض، بمواجهة التطرف والتعمية، والعنف المجنون واقتلاع الناس من أراضيهم وبيوتهم وهتك أعراضهم، ومنطق الغاء وسحق كل من لا يشاركنا معتقدنا وجنوحنا.

إننا مدعوون اليوم وأمام هذه المخاطر الجدية التي تتهددنا جميعاً إلى أي طائفة أو مذهب أو حزب أو تيار فكري انتمينا، أن نرفُضَ معاً وبشكل صريح وواضح كلّ تطرُّف وانحراف فكري، ونعتنقُ معاً كل اعتدال، وننبذ العنف بكل أشكاله، ونتمسك بالديمقراطية وحرية الفكر والمعتقد، حتى يكونَ لنا وطنٌ نموذجٌ في هذا الشرق، رسالةٌ إلى كل العالم.

وبالعودة إلى الفن والثقافة، فإن المعهد الوطني العالي للموسيقى على الرغم من الإمكانيات المحدودة والمعوقات الإدارية المزمنة استطاع أن يصبح مؤسسة رائدة تتيح لكل فئات المجتمع اكتساب حب الموسيقى وتعلم وإتقان العزف على كافة الآلات الشرقية والغربية.

كما ان الأوركسترا الوطنية بقسميها الشرقي والغربي استطاعت ان تطور اداءها لتصبح من المعالم الفنية الأساسية في لبنان وهي مدعوة اليوم إلى العزف في العديد من بلدان العالم ما يشكل تكريساً لجهود القيمين عليها والعازفين فيها واعترافاً بالمستوى الرفيع الذي بلغته. وإنني اثمن قرار أدارتها التنقل وإقامة الحفلات في كافة الأراضي اللبنانية وعدم حصرها في العاصمة بيروت مما يتيح لجميع المواطنين الاستمتاع بما تؤديه من فن راق ومميز.

وأخيراً أتقدم بالشكر والتقدير بشكل خاص لنادي "الليونز" طرابلس النادي العريق والنشيط لتنظيمه هذا الحفل الموسيقي الراقي، وبشكل عام لكل من ساهم في إقامة وإنجاح هذه الأمسية.

عاشت الثقافة والفن عاش لبنان".

ثم عزفت الأوركسترا ألحاناً جميلة وعدداً من الأغنيات التراثية، أعادت مسامع الحضور الى الزمن الفني الجميل، من دون أن يفوتها عزف مقطوعة موسيقية تقدمة لأمهات لبنان وطرابلس والشهداء".

وفي الختام،تم تقديم درع تقديرية لقائد الأوركسترا الأستاذ أندريه الحاج.