في إطار البرنامج الثقافي الذي تنتجه وتقدّمه شركة "كومنبرود انترناشونال" في العاصمة الفرنسية، ستقف الفنانة اللبنانية رنين الشعار ابنة الفنان عبد الكريم الشعار، بالاشتراك مع عازف القانون ايلي اشقر، على خشبة مسرح الكاباريه سوفاج العريق ليلة الجمعة 26 من ايلول/سبتمبر الجاري لتقدم سهرة "حنين" عابقة بسحر الشرق، ضمن برنامج راق يعيد التراث الموسيقي العربي الى القلب والذاكرة ويعرّف بالوجه الحقيقي لمخزوننا الثقافي.


موقع "الفن" التقى رنين في لقاء عبر الهاتف بين بيروت وباريس عشية الاحتفال المنتظر، وحاورناها وهي في طريقها للقيام بالبروفا الاخيرة قبل العرض المنتظر.

رنين الشعار اهلا بك في موقع الفن، انت في باريس لتشاركي في سهرة "حنين" على مسرح الكاباريه سوفاج العريق، اخبرينا عن هذه المشاركة وعن اختيارهم لك بالتحديد؟
هذه اول حفلة لي في باريس، سبق وشاركت في بلدان اوروبية اخرى مثل بلجيكا وهولندا، ولكن التجربة هنا مختلفة فالجالية اللبنانية والعربية اكبر، لن اخفي عليك خوفي وتوتري وانا بانتظار هذه الليلة الكبيرة، الاسئلة في راسي كثيرة، كيف سيكون الحفل ومن هم الحضور وكيف سيكون الاداء بشكل عام ؟، ولكني وكل المشاركين في هذا الحفل متحمسون لهذه الامسية التي ستكون نتائجها بالطبع ايجابية.

ما هو الربرتوار الذي ستقدمينه خلال هذه الامسية التي تحمل اسم"حنين"؟
استغرق التحضير لبرنامج الحفل اكثر من شهر ونصف الشهر، جلسنا انا وعازف القانون ايلي اشقر والسيدة نائلة عبد الخالق، حاولنا قدر الامكان توسيع بيكار الاختيار، هناك عمالقة كثر كالسيدة فيروز والعملاق وديع الصافي وام كلثوم ،وهذه الاسماء اساسية ولكن احببنا التوسع اكثر واختياراتنا شملت كل من كارم محمود وليلى مراد ووداد، اختيارنا وقع على كبار كانوا نجوم تلك الحقبة الذهبية من الفن ونقدم اغنيات من ارشيفهم في هذه الحفلة.

إذاً لن تقدموا اغنيات حديثة؟
لا لن نقدم الاغنيات الحديثة ،فالحفل مخصص لاغنيات التراث والحنين، اغنيات تعيدنا الى تلك اللحظات الجميلة، تعيد المغتربين في فرنسا الى ما قبل السفر والهجرة والاغتراب لكي يعودوا من خلالها الى تلك اللحظات الحميمة والتي تشعرهم بالحنين، تلك اللحظات التي سبقت الهجرة.


هل ستجددون في توزيع الاغنيات التي ستقدمونها؟
بالتأكيد سنقدم هذه الاغنيات بطريقة جميلة من دون تشويه، وسنلبسها ثوباً جديداً، وساقدمها بطريقتي ولكن باطارها الاساسي، سنحاول ان نقدم الاغنيات بطريقة جميلة من دون ان نخدش ذاكرة الناس التي عاصرت تلك الاغنيات، ولكن بالطبع بشخصيتي انا.

من خلال تقديمك لاغنيات العمالقة الا تخافين من المقارنة بهم؟
المقارنة لن تكون عادلة اذا ما حصلت، المقارنة هي اسوأ الاحكام التي من الممكن ان تصدر بحق اي فنان يعيد احياء اغاني الكبار، ام كلثوم اتت مرة واحدة، وفيروز هي فيروز التي لا ولن تتكرر، انا وعندما اقدم اغنيات العمالقة اقدمها كما اشعر بها فاترجمها باحساسي، تماما كما نغني اغنيات الجاز التي يتم تسجيل مئات النسخات منها ولكن كل نسخة تشبه صاحبها، وهذا لا يمنع ان تكون النسخة الاصلية لاي اغنية سنجددها هي المرجع الاول والاخير لنا كفنانين وكمستمعين.


هل تتوقعين نوعية الجمهور واعمارهم، من اي جيل سيحضرون؟
لا املك اي فكرة عن الموضوع ولكن بالطبع اللبنانيون سيكونون الاكثرية الحاضرة مع رغبتي القوية بتواجد الاجانب لكي يتعرفوا من خلال هذا الحفل على الوجه الحقيقي لنا، انا في فرنسا لاقول للاجانب اننا لسنا ارهابيين ولا قتلة ولا مجرمين، نحن هدفنا من خلال هذه الحفلة ان نبرز الوجه الجميل والحضاري والحقيقي للبنانيين وللعرب، نحن مهمون جداً من الناحية الموسيقية ومن خلال موسيقانا بامكاننا ايصال ثقافتنا للعالم وهذا ما يجب علينا ان نعمل عليه ،"بيهمني يكون في ناس من كل الاعمار وهيدا يللي بتمناه".


ما اكتشفته شخصياً أن الجيل الجديد يحب الاستماع لهذه النوعية من هذه الاغاني، والفنانون الجدد يحبون تقديم هذه الاغنيات ايضاً وهذا هو الخط الذي اعتمدته انت منذ بدايتك الفنية، لماذا قررت سلوك الطريق الاصعب؟
انا لا افكر بهذه الطريقة، اي طريق اصعب او اهين على الرغم من انني اختار اغنيات صعبة "وثقيلة ودسمة" ،يجوز ان الطريق الآخر هو الاصعب لانهم يبحثون عن الاختلاف في اغنيات اصبحت تشبه بعضها البعض، ما اقدمه انا هو امتحان كبير لي واتمنى النجاح فيه.

ماذا حمّلك الوالد عبد الكريم الشعار من نصائح قبل وقوفك على المسرح الفرنسي لمواجهة الجمهور واختيار الاغنيات؟
صدقا والدي لم يعطني ولا مرة هذه النوعية من النصائح، او لم يقل لي"عملي هيك وما تعملي هيك"، والدي اصبح يثق باختياراتي وبخطواتي وهو على دراية كبيرة بنوعية الاعمال التي اقدمها هو يعلم انني دخلت الى عالمي الموسيقى والفن ليس بهدف الشهرة او جمع الملايين،"واذا اجوا ما رح قول لأ"، انا مقتنعة بما اقدمه ومقتنعة انني عندما ارحل بالطبع ساترك صدى وأثراً كبيرين .

تتحدثين عن الرحيل وما تزالين في مقتبل العمر؟
لم اقصد الموت طبعاً، انا الان في فرنسا واحب عندما ينتهي ريسيتال "حنين" ان اكون قد تركت اثراً في الحضور وفي القلوب، بالنسبة لي الانسان بلا مشاعره وبلا عاطفته لا يكون انساناً، العواطف والمشاعر هي اهم شيء بالنسبة لي، ولا يسعنا اطلاق لقب انسان على من لا يملكون هذه المشاعر.


نحن متأكدون من انك ستكونين على قدر هذا الحمل وبانك ستنجحين والحفل سينجح ايضاً، نتمنى لك كل التوفيق
شكرا جزيلاً لك ولموقعكم الكريم على مواكبتي من لبنان الى فرنسا، اتمنى ان تنجح الحفلة واكون عند حسن ظن من اختارني للمشاركة فيها.