إنتهى المخرج زهير قنوع من تصوير كل مشاهد مسلسله الجديد "شهر زمان" الذي وضع السيناريو له بنفسه لتنتجه مؤسسة الإنتاج بدمشق بالشراكة مع شركة الأيهم "قبنض" للإنتاج الفني للعرض في شهر رمضان من العام المقبل.


ويتناول شهر زمان يوميات من الأزمة السورية عن أربع سنوات مرت، ويعري فيه كاتبه ومخرجه "قنوع" ما يعرفون اليوم بضعاف النفوس في المجتمع السوري، المتاجرين بدماء الناس وأرواحهم.

ويؤدي أدوار البطولة في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية في مقدمتهم: عباس النوري وأندريه اسكاف وديمة قندلفت وخالد القيش وسوسن ميخائيل ومديحة كنيفاتي وميسون أبو أسعد، إضافة إلى آخرين تتراوح أدوارهم ما بين دور بطولة ثان ودور ثان إلى ثالث.

"الفن" يستعرض في التحقيق الآتي تصريحات أهم نجوم العمل بشكل حصري.

المخرج زهير قنوع:

وضعت النص بنفسي وأقوم بإخراجه بنفسي، لأنني أعرف ما الذي أريده وما الذي أود تقديمه للجمهور. شهر زمان لا يكفي لقول كل شيء فالمساحة ضيقة وهي ثلاثون حلقة، لكن ما يطرح فيه يكفي للإشارة إلى ما مررنا به طيلة الأزمة السورية.
المسلسل فيه صورة حقيقية للمشهد السوري، فيه وصف لضعاف النفوس، للمتاجرين بالوطن وبأرواح الناس وحياة الأطفال، وللذين يجنون المال من دموع الأمهات وآهات الأرامل. وفيه تركيز أيضا على علاقات اجتماعية لم تعد كما كانت، فالنفوس تغيرت أكثر من ذي قبل، وبتنا نبحث في هذا الزمن عمن يعطينا صورة واحدة غير مشوبة بشائبة.
نجوم العمل كلهم كبار، وكلهم خاضوا في أعمال تناولت الأحداث، وكلهم يعيشون في المجتمع وعلى ذلك كانت الخيارات والاختيارات دقيقة، والجميع شريك بالنجاح المنتظر والمأمول.

عباس النوري:

أؤدي شخصية الشقيق الأكبر لأخوين آخرين نعيش معاً في دمشق، ويكون الأب قد ترك لنا منزلا عربيا في دمشق، فأفضّل أنا والأخ الأوسط تحويله إلى مكان لتخزين السلاح لبيعه في الأحداث الحالية في سورية، بينما يكون رأي الشقيق الأصغر أن نحول البيت إلى مستشفى خاص، وندخل في خلاف على ذلك، لينتهي الأمر بتقاسم الإرث عن طريق عملية حصر إرث ويأخذ كل واحد منا حصته ويعمل بها وفق ما كان يفكر به، فتصل الأمور بي وبشقيقي الآخر المشترك معي في بيع السلاح، إلى خسارتنا لكل مالنا.

وفي الشخصية هناك جوانب عاطفية وعلاقات مع نساء تنتهي جميعها إلى عدم النجاح في الوصول إلى الزواج، لأن النوايا لا تكون مبنية على الوصول إلى ذلك.

شهر زمان واقعي ويطرح أشياء كثيرة مما يمكن للمواطن أن يطرحه في الأزمة الحالية وخصوصاً قيام المسلسل بتعرية ضعاف النفوس في الأحداث الحالية التي كشفت معدن كل إنسان ووطنيته.

ديمة قندلفت:

أؤدي شخصية جودي وأكون فتاة جميلة تتزوج وتتعرض في يوم زفافها للضرب والاعتداء من قبل زوجها فتغادر حياته بحثا عن الأمان خصوصاً عندما تكتشف أنه من تجار الأزمة التي يعاني منها الوطن، فتبحث عن حضن آمن ويكون ذلك من خلال رجل هو طبيب أطفال وتقيم معه علاقة حب نقية وصافية هادفة إلى الزواج منه، لكن شيئا من هذا لا يحصل والسبب أنه كان أكثر واقعية مني حيث فكر كثيرا بالمستقبل المجهول، ففضل عدم الزواج بي لأنه لا يعرف في ظروف كهذه ما إذا كان أحدنا سيبقى على قيد الحياة أم لا.

المسلسل غاية في الروعة والمخرج زهير قنوع يقدم قناعته وتصوره عن الأزمة في البلاد بسيناريو من تأليفه وبإخراج شخصي منه، ما يجعل التلاحم بين الفكرة على الورق وحركة الكاميرا أكثر بروزا.

سوسن ميخائيل:

أؤدي شخصية ليلى وهي امرأة أرملة فقدت زوجها وتملك الكثير من المال الذي تركه الراحل، فتبحث عن عريس في كل وقت وفي كل يوم، وتقع في حب رجل تظن من خلاله أنها حصلت على ضالتها، لكنها تجد نفسها وقد وقعت بيد رجل كاذب إذ يهرب منها في لحظات تكون في أمس الحاجة له. وهنا تفكر بالانتقام منه فما يكون منها سوى قيامها بالتقرب من شقيقه، حتى توقعه في شركها بل وتصل به إلى حد الخطوبة منه.

شهر زمان يطرح الوجه الحقيقي لمجتمعنا اليوم بما فيه من غيوم وهموم وشجون وتشابك في العلاقات وتنوع في نشاط كل إنسان، وعندما نطرح الواقع سيكون المشاهد على موعد مع مصداقية عالية لم تغب يوما عن مسلسلات الأستاذ زهير قنوع.


خالد القيش:

أكون الأخ الأصغر في الأشقاء الثلاثة الذين يتنازعون منزلا تركه أبوهم قبل وفاته وتكون عيني على تحويله إلى مستشفى خاص لمعالجة حالات كثيرة في المجتمع في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، بينما يكون أخواي الاثنان على اتفاق بأن يتم تشغيل المنزل في بيع السلاح ولكافة الأطراف في النزاع، وننتهي إلى حصر إرث، وهذا الحصر إرث يعطي لكل منا حقه من ثمن المنزل فأتابع عملي في الطب ويتابعان عملهما في بيع السلاح حتى ينتهيان إلى نهاية وخيمة يخسران فيها كل مالهما.
وفي ملف آخر يهرب أخي من حبيبة له موعودة منه بالزواج، فتأتي المرأة لي للزواج مني وأخطبها من دون أن أكون بداية على علم بأنها كانت حبيبة لأخي.

هناك فواصل وفصول مثيرة في العمل ككل وفي المحورين الذين تدور شخصيتي فيهما، والمهم في شهر زمان أن النهايات ليست ترطيبية أو استسهالية بل هي منطقية وفيها دعوة إلى الاتعاظ لكل ضعاف النفوس في مجتمعنا اليوم.

ميسون أبو أسعد:

أؤدي شخصية الصحافية تولين وأكون مقربة من جودي "ديمة قندلفت" وأنشط في الأزمة بمقالات وتحقيقات تسبب لي الكثير من المتاعب حتى ينتهي الأمر إلى تعرضي لعملية خطف، قبل أن يتم تحريري في وقت لاحق.

شخصيتي مرتبطة بأكثر من محور والسبب طبيعتها لكون الشخصية هي لصحافية والصحافي يكون على تواصل مع أكثر من جانب في المجتمع.

في الشخصية جوانب عاطفية وجوانب ملتصقة بالحدث السوري اليومي، والأهم أن العمل ككل يتناول الهموم والأوجاع بطريقة لا محاباة فيها لأحد، لكن في الوقت نفسه لا تجريح لأحد، وهذا كله يعود إلى ثقة المخرج زهير قنوع بنفسه وهو الذي صاغ السيناريو على ورق ليتناسب تفكيره في الكتابة مع رؤيته الفنية بالكاميرا.

مديحة كنيفاتي:

أؤدي شخصية فتاة حلبية تهرب من حلب هي وشقيقتها وتأتيان إلى دمشق للإقامة فيها ويكون السعي لتأمين عمل وننجح في العمل فترة وننقطع عن العمل فترة أخرى، ويكون هناك محطات استغلال لجمالي وجمال أختي، لكننا نصمد ونفضل الجلوس في المنزل عن العمل تحت ضغوط الإغراء إلى أن تكون النهاية المؤسفة حيث تسقط قذيفة أمام المنزل الذي نسكنه فأموت أنا وتبقى أختي على قيد الحياة تعاني.

المسلسل رائع، لكن ما لفتني هذه المرة أنني وعلى الرغم من كوني حلبية الأصل إلا أن اللهجة الحلبية التي أتحدث بها عذبتني كثيرا خصوصاً في الأيام الأولى للتصوير، قبل أن أعود للاندماج معها من جديد.

أندريه اسكاف:

أنا الشقيق الأوسط ليوسف ومصطفى، وأكون موافقا للأكبر "عباس النوري" على تشغيل المنزل في بيع السلاح لكسب المال من الأزمة الحالية، بينما يقف أخونا الأصغر حجر عثرة في طريقنا ويكون رأيه تحويل المنزل إلى مستشفى، وتنتهي الأمور إلى حصول كل منا على حصته، فنعمل في الإتجار بالسلاح وبأرواح الناس ونخسر كل مالنا.

المسلسل يصف كل شيء في دمشق اليوم وفي سورية عموما، وليس فيه أي مشهد أو صورة يمكن أن نصفها بالمغالاة أو المبالغة، وهو يستحق أن يكون كشف حساب خلال شهر زمان عن أربعة أعوام مررنا بها وكانت دموية.