إنه غسان صليبا، انه سيف البحر او البطل، انه صاحب الصوت القادر على اسرك من دون "مازة"، هو ناذفة الامل الوحيدة تقريباً المفتوحة على الفن الاصيل، هو صاحب صوت الثورة والحب والامل والعشق والغرام والتحدي.


وقف البطل سيف البحر على مسرح كازينو لبنان في ليلتين من ليالي العمر وذلك مساء الجمعة والسبت الماضيين 22-23 آب الحالي امام حشد غفير من جمهوره ،فانشد معهم ولهم وامامهم باقة من اجمل اغنياته الجديدة والقديمة مطعمة بباقة مختارة من اعمال العمالقة ولاسيما الرحابنة وفيروز ووديع الصافي.

في هاتين الليلتين نجح غسان بامتياز بجذب جمهور تواق للفن المحترم والراقي، ولم يكن بحاجة الى نفس اركيلة وكاس ومشاوي لجذب جمهوره، فقط اسمه الكبير واغنياته كانت كفيلة بانجاح هاتين الحفلتين.


بعد المعزوفة الموسيقية التي اعلنت من خلالها بداية الحفل اطل غسان صليبا باغنية "على قدر أهل العزم" من مسرحية "أبو الطيب المتنبي"، ومن ثم القى كلمة صغيرة اختصر فيها كل الكلام فقال:" يسعد مساكن، من كل قلبي وروحي بشكر حضوركن الليلة، وكلني امل اني رح قدملكن عمل على مستوى يليق فيكن، رح نحكي للوطن والحب والثورة ،والسياسة كمان بس كلن رح نقولن غناءً".

وتوالت الاغنيات وتفاعل معها الجمهور وصفق وغنى مع صليبا اجمل اغنياته بدءا من "كتبولي حبك"،"بعيد الشر"،"غربين وليل"،"بجنينتا في عصفور"،"بعدك بتقوليلي روق"،"وطني بيعرفني"،"لمعت ابواق الثورة"،"زينوا الساحة"،"يا حيّا الله".

واطل البطل الشيخ خليل وهبي باغنية مسلسله الشهير "واشرقت الشمس" فكسر من خلالها مع الحاضرين كل قيودهم وانتفضوا معه انتفاضة العنفوان والحب والايمان بالوطن.


وفي تحية منه الى عمالقة لبنان قدم غسان صليبا بصوته باقة منوعة من اغنيات الرحابنة والسيدة فيروز والراحل وديع الصافي نذكر منها "مرقو الحصادين"، "قصص ورق"،"شالك رفرف"،وصال وجال برقي كبير على التراث اللبناني بصوته الرنان وبحضوره الطاغي.

وفي الختام اختار غسان صليبا اغنية معبرة تحكي عن هموم المواطن الذي يبحث عن رئيس ولم يجده بعد فقدم اغنية "الى الحاكم يللي جايي"، وفي كوليس المسرح اخبرنا صليبا انه قدمها للرئيس وليس لاي رئيس محدد، "انا ما قدمتها لرئيس معين، انا قدمتها لكل رئيس ممكن يحكم شعبه، وفيها رسالة معبرة للانسان والانسانية، الانسان هو الاهم".


غسان صليبا لم يبخل على جمهور مسرح كازينو لبنان، فكان يعيد اداء الاغنيات التي تُطلب منه بابتسامة يعلوها خجل فنان اصيل تربى بين حنايا الغناء الجميل فقدمه لجمهور احبه وسهر معه ليلتين متتاليتين.


لوحظ وجود عائلة صليبا الصغيرة، وكان التفاعل واضحاً عليهم، كيف لا وهم فخورون بوالد واب وزوج وابن واخ وقريب.

حفل غسان صليبا في كازينو لبنان وعلى الرغم من بساطة ديكور المسرح، الخالي من اي شيء باستثناء الفرقة الموسيقية بقيادة جورج مرعب، ولوحة صور تتبدل مع تبدل الاغنيات ومواضيعها، كان حفل من العمر، اتى ليغير مقولة ان "الجمهور عايز كده"، فالجمهور سكر من آهات صليبا وصوته واغنياته من دون حاجته الى اي متبلات جانبية.

غسان صليبا بك وحدك يليق المسرح، فاين انت من مهرجانات لبنان الكبيرة، اين انت من بعلبك وبيت الدين وجبيل التي وقفت عليها بطلاً في مسرحية "النبي"، ربما وجب علينا توجيه السؤال الى جهات اخرى، جهات في يدها القرار ومعها الجواب.


لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.