فنانة متألقة، تنتمي إلى عائلة فنية مرموقة تعتبر أسماؤها من أبرز نجوم الوسط الفني السوري، حققت عبر مسيرتها التي تزيد على أربعين عاما الكثير من النجاحات التي بقيت محفورة في أذهان المتابعين، أطلت في الموسم الماضي من خلال ثلاثة أعمال، أبرزها تم تأجيل عرضه إلى وقت لاحق.


عن مشاركاتها، وعن آرائها حول بعض جوانب الدراما السورية نحاور النجمة القديرة سلمى المصري في الآتي..

ما مشاركاتك التي ظهرت من خلالها في الموسم الماضي؟

شاركت في أعمال عديدة كان أبرزها مسلسل "ما وراء الوجوه" وخماسية "النداء الأخير للحب" إحدى خماسيات العمل الاجتماعي "الحب كله"، إضافة إلى مشاركتي في مسلسل "سوبر فاميلي" في جزئه الثاني.


ما تفاصيل أدوارك في الأعمال، ولو بإيجاز؟

الجميع شاهدوا العملين الأخيرين، لكنني أحب الحديث عن مشاركتي في بطولة مسلسل "ما وراء الوجوه" مع المخرج مروان بركات، وهو من إنتاج شركة غولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفني، نظرا لكونه لم يعرض خلال شهر رمضان الكريم، أو ضمن الموسم الرمضاني بمعنى أدقّ، وجسدت فيه دور زوجة وزير، تعيش في حارة مقسومة إلى قسمين أو عائلتين، وتبادل كل عائلة منها الأخرى مشاعر المودة والمحبة الظاهرة التي تخفي خلفها الكثير من مشاعر الحقد والكره، وتدور في العمل الكثير من الأحداث والوقائع التي تعكس مجريات اجتماعية واقعية، وهو عمل رائع للغاية وكنت أتمنى أن أراه ضمن منظومة أعمال الموسم الرمضاني المنصرم، لكن للأسف الشديد، تم تأجيل عرضه إلى وقت لاحق .

ما السبب في تأجيل عرض مسلسل "ما وراء الوجوه" وهو الذي يتمتع بأهمية كبيرة وفق تعبيرك؟

لا أدري ما السبب الرئيسي الذي دفع القائمين عليه إلى تأجيله، لكنني علمت أن هناك أسباب عديدة دفعت إلى ذلك. كنت أتمنى أن يتم عرضه خلال الموسم الماضي في شهر رمضان، كي يراه المتابعون، نظرا لأهميته الكبيرة، لكن، شاءت الظروف وتم تأجيل العرض، ولا أعلم متى سيعرض، وأعتقد أنه سينال العمل نسبة كبيرة من المتابعة، و سيحقق نجاحا قل نظيره.


ما رأيك بمستوى الدراما السورية في هذا العام؟

قدمت الدراما السورية عددا كبيرا من الأعمال الهامة، وحاولت أن تتطرق إلى أفكار مميزة في الكثير من الأعمال، حيث شاهدنا كما في كل عام عددا من الأعمال الاجتماعية الجريئة والممتازة من الناحية الفكرية، وعددا من الأعمال الكوميدية والبيئية، وكانت كلها جيدة باستثناء بعض الأعمال القليلة، ونحن نقول دائما، إن الدراما السورية كما يقول الكثير من الزملاء، استطاعت أن تتحدى الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وأن تستمر بالعمل وبتقديم الأعمال الدرامية الجيدة، وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازا تستحق الدراما السورية ألف شكر على تحقيقه، فالجميع بات يدرك جيدا مدى صعوبة العمل في ظل الأزمة السورية التي سببت انعكاساتها الكثير من المتاعب في جميع مجالات الحياة.

لكنك وعلى الرغم من صعوبة الظروف، لم تغادري سوريا كما فعل عدد كبير من زملائك الفنانين؟

صحيح، أي فنان حر في اتخاذ قراراته المتعلقة بحياته الشخصية، ونحن لا نستطيع أن نجبر أحداً أو أن نحد من حرية أحد أيا كان، وبالنسبة الي، فأنا لم أغادر سوريا على الإطلاق، كما أنني لا أستطيع مفارقة سوريا الغالية والعزيزة، ولا أستطيع أن أتخيل نفسي أعيش خارجها في زمن السلم والهدوء حتى أغادرها في زمن صعب كالوقت الحالي، سوريا التي أعطتنا الكثير، تبقى جميع التضحيات قليلة أمام غلاوتها على قلبي، وبقائي ضمنها هو أقل ما يمكن أن أقدمه لها.


ماذا تقولين لمن غادروا البلاد أثناء الأزمة؟

كما قلت لك، الأزمة سببت الكثير من الصعوبات في الكثير من مجالات الحياة، والعمل الفني والدرامي تأثر كثيرا، الأمر الذي دفع ببعض الزملاء الذين وجدوا فرصا في بلدان أخرى إلى السفر، وبعضهم فضل الخروج نظرا لغياب الأمان في الكثير من الجوانب، لكن برأيي، الخروج إلى الخارج ليس مقياسا للوطنية وحب الوطن، وأعتقد أن كثيرين منهم سيعودون فور تحسن الوضع.

من آثار الأزمة على الدراما كان ظهور الكثير من الأسماء الجديدة على الشاشة، كيف رأيت مستوى الأسماء الجديدة؟

في الحقيقة، تابعت أعمال عديدة فيها أسماء جديدة، ولفت نظري وجود بعض الممثلين من أصحاب الموهبة والمقدرة العالية، وفرحت كثيرا للمستوى الطيب الذي قدموه، وهذا يدعم المقولة الشهيرة التي تقول بأن الدراما السورية ولّادة النجوم، وليس هناك شك على الإطلاق في أن خروج الكثير من الممثلين إلى الخارج أتاح الفرصة لأسماء عديدة في الظهور، لكن، وفي الجهة المقابلة، ظهرت أسماء عديدة مخجلة للغاية، ومجرد وجودها في العمل أمر كفيل في جعله يفشل، وهذا جانب سلبي جدا يجب معالجته، لكنني أعتقد أن الدراما السورية بطبيعتها لا تقبل إلا القديرين، وجميع المتطفلين على الفن سيختفون تدريجيا.

أنت من عائلة فنية مشهورة، كيف تردين على من يصف الأمر بأنه نوع من أنواع الشللية واحتكار الفن ؟

هذا الكلام مبالغ فيه كثيرا، فالفن موهبة، وكما قلت لك منذ قليل الدراما السورية تخفي المتطفلين بسرعة، ولو كانت عائلتي لا تستحق التواجد لما كانت جميع أسماؤها استمرت منذ بداية مشاركاتها في العمل الدرامي. جميع أفراد عائلتي من الفنانين يمتلكون الموهبة والمقدرة والجماهيرية، وجميعهم نجوم برأي الكثير من الناس، والشللية تكون عندما تختار جهة ما المخرج نفسه ونفس الممثلين والكادر، وتنتج بهم عددا من الأعمال، هنا يمكن القول أن الأمر سلبي ويعتبر احتكارا للفن، لكن حول النقطة الأساسية في سؤالك، أنا أعترض على من يقول أن الأمر سلبي، ولا أرى في هذا الكلام أي شيء من الصحة.

أنت لم تغيبي طيلة أكثر من أربعين عاما عن التواجد في الدراما السورية، برأيك، ما أبرز ما يميز الدراما الحالية عن دراما الزمن الماضي؟

في الحقيقة، الدراما السورية عبر مسيرتها تألقت كثيرا وحققت نجاحات كثيرة، ودراما الزمن الماضي أي قبل أكثر من عشرين عاما كانت تتميز بالبساطة وبالقرب من قلوب الجمهور أكثر من الدراما الحالية، فكانت جميع أعمالها تنال إعجاب الناس وتحقق أهدافها بحيوية وسرعة، لكن ما يحسب لدراما الفترة الحالية هو جرأتها وقربها أكثر من الواقع، حيث نشاهد في أيامنا هذه الكثير من الأعمال التي تطرح قضايا هامة جدا ولم تطرق أبوابها في الماضي، وهو ما يحسب لأعمال الدراما الحديثة إن صح القول، فالغوص في الواقع ازداد في الفترة الحالية، وأصبحت الأعمال الاجتماعية تطرح المشكلات والأمراض المنتشرة في المجتمع، كما تقدم الحلول المناسبة لمعالجتها، لذلك أقول إن لكل زمن إيجابياته، وبالنسبة لدراما الفترة الحالية أكرر وأقول إن الغوص في الواقع هو أبرز ما يميزها .