لربما هو ما يزال في بداية طريقه الفني، ومايزال شاباً يافعاً، لكن احساسه العالي واداءه المميز، بعد ان انتهج طريقا خاصا به، جعله ينفرد بلون لا يشبه به احدا، كل هذه الصفات جمعها الفنان مايك ماسي ليفجرها على المسرح الروماني الأثري ضمن فعاليات مهرجانات زوق مكايل برفقة العازفين ساري وعياد خليفة.

أكثر من 1700 شخصاً احتشدوا على المدرج ليستمتعوا بموسيقى وغناء هذا الشاب الذي أبدع أداءً وحضوراً، حيث غنى اغنيات البومه الجديد الذي تشاركه مع الأخوين خليفة والذي يحمل عنوان "نسيج".


على الرغم من ان الحفل قد تأخر بسبب زحمة السير، إلا أن الانتظار كان يستحق، فأغنيات ماسي على الرغم من غرابتها التي لم نتعود عليها على غرار الاغنيات المعاصرة لها نكهة خاصة، منقحة بالابداع وممزوجة ومقولبة بقوالب لم يصنعها الا هو، على صورته، تليق به وبصوته فقط.


ساعة ونصف ونحن مشدودون وعيوننا شاخصة إلى المسرح، آذاننا متنبهة تتبع كل نوتة تقفز من مقعد لآخر تلقي التحية على الحاضرين لتعود وتمتزج بأخرى مؤلفة لحنا موسيقيا يطرب الآذان، فنحن في زماننا الحالي بحاجة لمواهب جديدة ومميزة تمتلك من الموهبة ما يخولها ان تستقطبنا الى المدرجات متلهفين ومتعطشين للمزيد.

مايك وخلال غنائه لم ينسَ الجيش اللبناني، واوضح انه هوجم كثيرا على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب عدم الغاء حفله نظراً للظروف الامنية الراهنة، لكن مايك أكد للحضور قائلا :"لربما نحن لا نعرف كيف نحمل السلاح ونحارب، لكننا نحارب على طريقتنا، من خلال فننا وندافع عن وطننا وبقائنا من خلال الفن"، واهدى اغنية خاصة للجيش اللبناني بعنوان "رحماك يا الله".


اذا هكذا كان مايك ماسي، غنى فأطرب، عزف فأبدع، ربما قد يقول البعض إن هذه مبالغة، لكن "الحكي مش متل السمع" فالمسرح له ايقاعه، والغناء المباشر له نكهته، خصوصاً اذا كان مطبوعا بطابع خاص، طابع أقل ما يقال عنه أنه ماسي.