من القلب الى القلب، فقرة نتلقى من خلالها رسائلكم وما تودّون طرحه من مشكلات مررتم بها، او تمرّون بها أو يمرّ بها شخص قريب منكم. نتلقى المشاكل ونحاول الوصول الى حلول لها ونسدي النصائح اللازمة بإشراف مختصين بعلم النفس.

لا تترددوا بإرسال مشاكلكم على E-mail الخاص: fan@elnashrafan.com.

المشكلة:

أنا امرأة متزوجة منذ حوالى السنتين ، أحب زوجي كثيرا و أعلم أنه يحبني كثيرا أيضا، و لكنني لم أعد أشعر باهتمامه.

أشعر بأن كل شيء وكل شخص أهم مني في حياته، أشعر بأنه بعد الزواج بات يعتبرني من المسلمات في حياته و ليس بحاجة الى أن يبذل جهده للحصول علي، نسكن في منزل فوق منزل والده الذي يعيش وحيدا بعدما توفيت زوجته وتزوجت ابنتاه، مشكلتي الكبرى تكمن في أنه عندما تأتي شقيقاته لزيارة والده لا أراه في المنزل أبدا، مما يزيد المشكلة.

يأتي من العمل، يتناول الغداء و ينزل فورا الى منزل أهله ليكون مع شقيقاته، علما بأنهن دوما عند والدهم يزورونه (4 أو 5 مرات في الأسبوع) و عندما يكون معهم أشعر بأنه ينساني تماما. فهو لا يقول لي بأن أنزل معه أو أن ألحق به، و عندما فاتحته بالموضوع قال لي أنني أبالغ كثيرا و أنه لا يقول لي شيئا لأنه يعتبر المنزلين (منزلنا و منزل أهله) بيتاً واحداً فكيف يدعوني الى بيته؟! ثم يقول "هل تريدنني أن أجلس وحيدا في المنزل؟".

لقد أتلفت هذه المسألة أعصابي و بت أعاني الاكتئاب عندما تأتي أختاه لزيارة والدهم.

لم أعد أدري هل أنا أبالغ كثيرا أو هل أنا أغار من أهله أو هل أنا مجنونة؟ لقد بت أفكر بالذهاب الى طبيب أعصاب وتلقي العلاج أو الى طبيب نفسي لأتخلص من هذا الوسواس.

الحل:

موقع النشرة إتصل بالأخصائية بالعلاج النفسي كارن القاعي حيث قالت لصاحبة المشكلة:

سيدتي العزيزة ، بداية أريد أن أهنئك على جرأتك لمصارحتك زوجك بما تشعرين به، فذلك دليل على صحة العلاقة بينكما.

صراحة تستطيعين استخلاص نقطتين من ردة فعل زوجك، النقطة الأولى والإيجابية هي أن عدم استيعاب زوجك لما تشعرين به دليل على انه يشعر بأنكما شخص واحد ولا يفرق بينك وبين نفسه، وأن ما لديكما هو وحدة حال وتتخطى الرسميات.

أما النقطة الثانية فهي ان شعوره بهذا الاندماج يخلق لك مشكلة، لأنه عزيزتي، وكما يبدو لي، فأنت تعانين من الوحدة.

أصبت سيدتي بوصفك للوسواس، وأفهم جيدا صعوبته، لكن عليك ان تدركي حقيقة الوسواس ومصدره، فالشعور بالوحدة رغم وجودك في علاقة زوجية من أصعب انواع الوحدة، لذا فأنت على المستوى اللاواعي وهدفا منك ان لا تشعري بألم الوحدة تديرين شعورك نحو نقطة معينة والتركيز عليها مثل وجود شقيقاته شبه الدائم، مما يسبب لك الشعور بالغضب، والانسان يتفاعل مع الغضب بطريقة اسهل مما يتفاعل مع الألم.

واسمحي لي عزيزتي التأكيد لك أنك لست الوحيدة التي تعانين من هذا الشعور، فكثر هم من يواجهون هذه الصعوبة في بداية الحياة الزوجية بسبب التطورات والافكار المسبقة التي يبنيها الإنسان قبل الزواج ومواجهة الحياة اليومية ما بعد الزواج.

انت تصفين علاقتك بزوجك بالحب، واعتقد ان ردة فعله دليل واضح على ذلك، فشعورك بالوحدة وعدم اهتمامه بك، وأن كل شخص اهم منك في حياته، وأنه يعتبرك من المسلّمات، وأنه ليس بحاجة الى أن يبذل جهدا للحصول عليك، لا استطيع الجزم ان لا اساس له، انما استطيع ان أؤكد لك ان حدة هذا الشعور نابعة منك، ويبدو لي وكأنك منذ زواجك قد انتقلتِ من التفكير بشخصك الى الاعتماد على وجوده الدائم في حياتك، فاسألي نفسك أين اهتماماتك الخاصة؟ هل وجودك في علاقة زوجية يلغي نفسك كإنسان مستقل؟

لذا، أقترح عليك ان تعاودي الحديث مع زوجك، لكن بطريقة مختلفة، على أن لا يكون سبب انزعاجك من وجود أهله، بل حقا ما تشعرين به، وبدل أن يكون الحديث سلبيا حاولي اقتراح حلول تعيد الشغف الى علاقتكما، وتذكري، انك وزوجك في علاقة متحدة، وان لم يستطع فهم شعورك فذلك لأنه ليس في حالتك النفسية، لذلك حاولي القيام ببعض الخطوات الإيجابية لإعادة الشغف الى علاقتكما بدل انتظاره هو للقيام بتلك الخطوات.