يعاني الاطفال في العالم العربي من مشاكل عدة ومخاطر غير عادية تجعلهم يعيشون في اجواء توتر دائم حاملين ذكريات لن تزول الى الابد. بعيداً عن المشاكل الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية التي يواجهها الطفل المتوتر هناك مشاكل صحية، مثبتة طبياً في الدراسات الأخيرة، تشير الى أن الاطفال الذين لديهم مشاكل سلوكية يعانون من صغر في حجم الرأس وبالتالي بطء في النمو العقلي السليم ما سينعكس سلباً على حياتهم.
درس فريق من الباحثين في جامعة "ويسكونسن ماديسون" علاقة نمو أجزاء من الدماغ بالمشاكل الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل، اختار الفريق عينة من 128 طفلاً في سن الـ 12 الذين عانوا من الاعتداء الجسدي والإهمال في وقت مبكر من الحياة واخرين يواجهون اوضاعاً اجتماعية واقتصادية سيئة، ثم أجريت مقابلات مع الأطفال والقائمين على رعايتهم، حيث وثّق الباحثون المشاكل السلوكية والإجهاد التراكمي في حياة الاطفال، الى جانب التساؤلات أخذ الخبراء صوراً لأدمغة الأطفال، مع التركيز على الحصين واللوزة، وبعدها بدأت مقارنة النتائج مع الصور التي أجريت لأطفال في العمر نفسه ولكن لم يتعرّضوا لسوء المعاملة.
أظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين يعانون من ضغوطات الحياة وسوء المعاملة في وقت مبكر كانت اللوزة وحصين الرأس لديهم أصغر من الأطفال الذين لم يعانوا من مثل هذه الضغوطات،ويؤكد الخبراء أنّ صغر الحصين هو أحد العوامل الخطرة لظهور النتائج السلبيّة التالية: عدم التعلم، سوء التركيز، زيادة الانفعال، الاكتئاب، القلق، أمراض القلب، السرطان.