توصل علماء باستخدام أبحاث جينية إلى أن عضوا في أسماك الرعاش هو المسؤول عن إطلاق الشحنة الكهربائية التي تشتهر بها، حسب دراسة نشرتها دورية "نيتشر".


وكشف العلماء الخميس عن خريطة جينية لسمك "الإنكليس"، وهو نوع غريب الشكل من السمك الرعاش يعيش قرب سواحل أميركا الجنوبية، يمكنه إطلاق شحنة كهربية شدتها 600 فولت، ونشروا أيضا بيانات تفصيلية عن نوعين آخرين من أسماك الرعاش.


وقال الباحثون إنه حتى رغم حدوث تحور مستقل لستة أنواع من أسماك الرعاش في بيئات بعيدة عن الأنظار، مثل المياه الضحلة في منظمة الأمازون، والبيئات البحرية المظلمة، فإنها جميعا احتفظت بنفس "صندوق الأدوات الجينية" لتكوين العضو المولد للكهرباء.


ووجدت الدراسة الجديدة أن الأنواع المختلفة لأسماك الرعاش تعتمد على نفس الجينات والمسارات البيولوجية لتكوين أعضائها الكهربائية من العضلات الهيكلية، رغم اختلاف شكل ومكان هذه الأعضاء من نوع إلى آخر.


والقدرات الكهربائية لهذه الأسماك واحدة من عجائب الطبيعة إلى جانب صفات مثل الضوء الحيوي في بعض الحشرات والكائنات البحرية، وتحديد الموقع عن طريق صدى الصوت لدى الخفافيش والحيتان.


وقال أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة "ويسكونسن" مايكل سوسمان: "وجد هذا فقط في الأسماك لأن الماء موصل للكهرباء، بينما لا يوجد في الهواء ولهذا لا يمكن للطيور أو الحيوانات التي تعيش على الأرض أن تفعل ذلك".


وأضاف أستاذ علم الحيوان بجامعة "ميشيغان" جيسون غالانت: "إنه حقا شيء فريد في مملكة الحيوان".


وتوجد مئات الأنواع من أسماك الرعاش في العالم، لها درجات متبانية من القدرات الكهربائية.


وتستخدم الأسماك ذات الطاقة الكهربائية الضعيفة هذه الطاقة في الغوص في المياه المظلمة والاتصال بالأسماك الأخرى، وتستخدم أسماك مثل الإنكليس طاقتها الكهربائية القوية في صعق أو قتل الفرائس أو الأسماك المعادية.