وإنطلقت مهرجانات بيت الدين.

. الإنطلاقة "الحلم" مع صوت صدح بعيداً هزّ احجار القصر ولو كان لحيطانه ألسنة لنطقت وعبّرت وبكت.
إنها ماجدة الرومي البعيدة عن مفردات الوصف والتقييم، بصوتها الحنون ووجهها الملائكي جمعت قصة وطن مع قصص العشق والحب ونادت بالحرية وصرخت بإسم الشعب اللبناني والعربي "حرية".


كان لجمهور بيت الدين موعد مع الإبداع هو التاسعة والنصف من تاريخ 27 حزيران 2014، فأطلت ماجدة لتبدأ بصرخة "سيدي الرئيس" مؤكدة أنها لطالما وجهت هذه الأغنية لرئيس جمهورية لبنان الحرّ المستقل ، وبوجوده على الكرسي كانت الصرخة دائما إليه وبغيابه يبقى مكانه محفوظا "ولكل مسؤول عنّا ومسؤول عن تقرير مصيرنا أوجه هذه الصرخة بكل الدموع والرجاء والمحبة والروح الوطنية التي فيها.. من حقنا أن نحلم بوطن بحجم معاناتنا.. وطن يليق بدماء الشهداء الذين سقطوا.. أتمنى أن تصل الصرخة للمسؤولين عنّا وأؤكد وأجزم أن قلب الله يسمعنا الآن.. ورغم اني تعرضت لضغوضات كي لا أحكي عن الوطن والسياسة إلا انني لا استطيع إلا أن أستذكر شهداء العالم العربي وقلبي مع كل العالم العربي" فقدمت أغنية للشهداء.


وبدأت رحلة الحب بليلة الحب مع نسمة "شوفية" أنعشت الروح وصوت ماجدة الذي أذاب القلوب فقدمت أجمل أغنياتها ما بين "خدني حبيبي" "كلمات" "اعتزلت الغرام" "غمّض عينيك" "عم يسألوني عليك الناس" "مطرحك بقلبي" "وعدتك" وغيرها من الإبداعات فكان الجمهور خير "كورس" لها مع فرقة موسيقة ضخمة ورائعة بقيادة المايسترو إيلي العليا.


هنا يجب أن نتوقف عند أغنية "الحرية" التي أطلقتها ماجدة للمرة الأولى إذ أبدع بكلماتها الشاعر طلال حيدر ولحنها سليم عساف فكانت صرخة جديدة ضد الاستسلام واليأس للبنان والربيع العربي وتقول "على باب العتمة معلّق قنديل النار ما تقولوا طوّل هالليل قولوا بكرا جايي نهار ، وما تقولوا صار اللي صار وعم تلعب فينا الأقدار، إذا الظلم بيربح جولة الحرية قدر الأحرار" فغنتها مرتين متتاليتين أمام الجمهور الذي وقف احتراما لرسالة ماجدة وصوتها الملائكي.


واستمرّ مشوار بيت الدين.. وكانت الحصة الأكبر لست الدنيا بيروت مدينة الفن والجمال والحب والعنفوان وشعبها العظيم الذي لا يستسلم وهذا ما أكدته ماجدة فتغنّت بسيمفونية "راجع يتعمر لبنان" و"طلوا حبابنا" وغيرهما من الأغنيات الوطنية التي "لو سمعها الأعداء لأدركوا أنهم جبناء أمام جبروت هذا الشعب".


والنهاية كانت مع أغنية الحرية التي أعادت غناءها للمرة الثالثة فماجدة غنّت وأفرحت القلوب المتعطشة للسعادة والسلام والامل .

وختاما نقول لماجدة "انت البداية في كل شيء ومسك الختام".