كاتبة وأديبة سورية ، كان والدها الدكتور أحمد السمان محبا للعلم والأدب ومولعاً بالتراث العربي ، وهذا منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متنوعة.

سرعان ما إصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه .

مجموعاتها القصصية "عيناك قدري" ، "لا بحر في بيروت" ، "ليل الغرباء" و "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه.

في أواخر عام 1974 أصدرت غادة روايتها "بيروت 75" ، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب في لبنان بعد بضعة أشهر من صدور الرواية.

مع روايتيها "كوابيس بيروت" 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهمّ الروائيين والروائيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ.

أعلنت عليك الحب

إني أعلنت عليك الحب
إني أعلنت عليك السلام
إني أعلنت عليك الشوق
إني أعلنت عليك الغفران
ولست بنادمة
لأنني أنفقت عليك روحي
برد . برد
و سجادة النجاح من الجليد
وجوه الأصدقاء
حقل مزروع بالألغام
وأصابعهم خناجر
وحدك كنت
ملاذ القلب – القنفذ
و لأجلك وحدك
استحالت أشواكه سنابل
ربما لذلك
كانت طعنتك الأشد حذقا و نفاذا
قليل من الشجار
ينعش ذاكرة الحب
قليل من الشجار
ينعش قلب الحب
لكننا شربنا من خمرة الشجار
حتى ثملنا
و قتل كل منا صاحبه
و عربد على جثته
حتى دون أن يلحظ ذلك
و أيضا أغفر لك
أنك حولتني من عصفور الرحيل
إلى مسمار مثبت في تابوت الغم
كنت ممتلئة بك ، راضية مكتفية بك
و لكن زمننا كان مثقوبا
يهرب منه رمل الفرح بسرعة
أتعذب
بسبب ما فعلته بك
بعد أن أرغمتني على أن أفعله بك
أعلنت عليك الحب
أعلنت عليك السلام
أعلنت عليك الغفران
بقي أن تعلن على نفسك
السـلام و الغفران
أما الحب
فأنت جسده
تم كل شيء بسرعة الصاعقة
وامتزجت في حكاياتنا
شهقة الولادة
بشهقة الاحتضار ..