من القلب الى القلب، فقرة نتلقى من خلالها رسائلكم وما تودّون طرحه من مشكلات مررتم بها، او تمرّون بها أو يمرّ بها شخص قريب منكم. نتلقى المشاكل ونحاول الوصول الى حلول لها ونسدي النصائح اللازمة بإشراف مختصين بعلم النفس.

لا تترددوا بإرسال مشاكلكم على E-mail الخاص: fan@elnashrafan.com.

المشكلة:

انا فتاة على علاقة بشاب منذ 3 سنوات يصغرني بسنتين وبعد عدة مشاكل خطبنا من 6 أشهر وكان الوضع جيدا وقررنا أن نسكن مع أهله على أن نقسم المنزل، وأنا قبلت.

منذ 3 أشهر توقف عن العمل لأنه لم يتحمل إهانة صاحب العمل وأنا وقفت الى جانبه وحاولنا سويا أن نبحث له عن عمل، لم يكن يأخذني الى أي مكان ولم نكن نخرج من المنزل كنا نقضي كل أوقاتنا في منزل أهلي ولم اكن متطلبة، أي أنني ضحيت معه بالكثير، لكن منذ أسبوع حدث عراك أو تلاسن بينه وبين والدته بسبب رفض خطيبي العمل مع أخيه لأسباب مادية وهي بدورها انفعلت وقالت له أن المنزل ليس منزله وليس له أي شيء لأنها لا تقبل الرفض من أولادها.

عندما أخبرني بالموضوع قلت له أنه شيء طبيعي وأن الأهل دائما يتشاجرون ومن ثم يعود كل شيء على ما يرام وطلبت منه أن يتصالح مع والدته، لكن منذ الشجار وأنا أحسست أنه تغير كثيرا معي ، وعندما صارحته لم ينف الأمر وقال أنه لا يريد أن يدمر حياتي وهو بلا مستقبل ولا يرضى بالإيجار مع العلم بأنه وجد عملاً وسوف يعمل خلال شهرين كحد أقصى، لكنني لا أستطيع الإبتعاد عنه أخاف الوحدة أخاف أن يتركني وهو يقول أنه يحبني ولا يريد أن يدمر حياتي ومستقبلي وأن تظل والدته تتحكم بنا في المنزل، فقلت له أنني سوف أنتظر معه سنة ولذلك الحين يكون نسي الشجار ونسكن في المنزل ماذا أفعل؟ أنا ضائعة أشعر بأن حياتي كلها تتدمر أمامي وأنا أعلم أنه يحبني ماذا أفعل؟؟؟

الحل:

موقع النشرة إتصل بالأخصائية بالعلاج النفسي كارن القاعي حيث قالت لصاحبة المشكلة:

عزيزتي...

حالياً وكما نعلم جميعا ان الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في البلاد متردية وصعبة على الجميع، لذلك كثير من الأزواج الشباب والمقبلين على الزواج يواجهون مصاعب كثيرة تشكل ضغوطات على علاقة الثنائي.

ويبدو لي أن خطيبك هو واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي وعدم احتمال فكرة الإرتباط وحمل مسؤوليتك ومسؤولية العائلة المستقبلية للأسباب المذكورة أعلاه، وبسبب تكرار التجارب المهنية لديه التي أدت الى الوصول لحائط مسدود فقد تم ترجمة وحمل هذه الأحاسيس السلبية الى داخل علاقته العاطفية والإنسانية، وخوفا عليك وعلى نفسه من الفشل في العلاقة وجد أن الهروب حلا مسبقا لنتيجة، باعتقاده، أنها محتّمة.

وعلما بأنني لا أعلم تحديدا عمريكما أو مدى النضج العاطفي الذي تتمتعان به، لكن حسبما وصفت لي نوعية العلاقة فأعتقد أن علاقتكما متينة وعميقة وأهم ما فيها هو التواصل الذي تتمتعان به.

لذا أقترح عليك عدم التركيز على تفاصيل الحياة اليومية كشجاره مع والدته وموضوع السكن في الوقت الراهن بل يبدأ الحل، وإن قررت البقاء معه، بالعمل سويا على نظرته لنفسه ولإقناعه بأنه ليس بسبب تعثره بحياته المهنية سوف تتعثر حياته الزوجية، فطريق النجاح لا يخلو من الحفر.

وفي النهاية عزيزتي أكرر لك وله ليس من المحبب أن يقبل الثنائي على الزواج مترقبا الفشل، وأريد أن أهنئك على صبرك، وهذه سمة استفيدي منها ريثما تحل الأمور التقنية في ظل هذه الأوضاع المعيشية التي تحتاج للوقت والصبر.