هل تعلم أن السيدة السمراء التي كانت تظهر في الكرتون الشهير " توم وجيري " هي شخصية حقيقية بالفعل؟

نعم أنها الممثلة "هاتي ماكدانيال" أول ممثلة أميركية ذات أصول أفريقية تفوز بجائزة الأوسكار، وهي التي طلبت عرض جسـدها من دون وجهها، وذلك فقط لتثير فضول الأطفال.

هي الشخصية الكارتونية للسيدة السمراء السمينة التي كانت تتبنى القط توم في منزلها، وتصرخ دائماً عندما يزعجها بمشاغباته داخل المنزل مع جيري ضمن أحداث سلسلة توم وجيري الكرتونية الشهيرة غير أن كثيرين لم يعلموا أن صاحبة الأداء الصوتي للشخصية هى ذاتها التي إستوحى منها صناع سلسلة توم وجيري الشهيرة الصفات الجسدية لشخصية Mammy الكرتونية كما أنها ممثلة حفرت اسمها في سجلات جائزة الأوسكار كأول ممثلة أميركية ذات أصول أفريقية تحصل على الجائزة فشهد عام 1932 ظهورها السينمائي في واحد من التحف الخالدة في تاريخ هوليوود والسينما العالمية بشكل عام حيث لعبت دور مامي وهي الخادمة الوفيّة لأسيادها في زمن العبيد قبل اندلاع الحرب الأهلية ضمن أحداث فيلم Gone With the Wind المُقتبس عن رواية رومانسية ملحمية تحمل الاسم نفسه لمارجريت ميتشيل وقد حصل الفيلم على 8 جوائز للأوسكار من الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الأفلام منها أفضل تصوير وأفضل إخراج وسيناريو وأفضل تصوير سينمائي وإخراج فني، وكتابة بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثلة.

إلا أن أهم جائزة مُنحت لذلك الفيلم هي تلك التي حازت عليها هاتي عن تجسيد دور مامي الخادمة، ففي مساء ليلة حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 1940 أصبحت أول ممثلة أميركية سمراء من أصول أفريقية تحصل على جائزة الأوسكار، كأفضل ممثلة عن دور مساعد، بعدما تغلبت على الممثلة أوليفيا دي هافيلاند التي نافستها على الجائزة عن دورها المتميّز في الفيلم نفسه وقلّت أعمال ماكدانيال الفنية فى الأربعينيات لكنها عادت عام 1947 إلى الإذاعة كنجمة برنامج إذاعي وظلّت تعمل في البرنامج حتى رحلت بسلام في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1952 عن عمر ناهز الـ 57 عاماً بسرطان الثدي.

يذكر ان هاتي تعرضت للعنصرية في حياتها حيث لم تتمكن من حضور العرض الأول لفيلم "ذهب مع الرّيح"، فقط لأنها "سمراء البشرة". وفي يوم توزيع جوائز الأوسكار التي فازت بإحداها عام 1940، مُنعت أولاً من دخول الفندق حيث أقيم الحفل، ثم أُجبرت على أن تجلس بعيداً عن زملائها البيض.

معاناة هذه الممثلة، التي تلقي الضوء على فظاعة العنصريّة في الولايات المتحدة منتصف القرن الماضي، تجوب مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما في الآونة الأخيرة، ولكن مع بعض الأخطاء أو المبالغات.

​​​​​​​