يصادف اليوم الذكرى الثالثة لوفاة المخرج السوري، حاتم علي، المخرج المؤثر المتعدد الواصلات والذي قدمت أعماله الدرامية التلفزيونية التاريخية الناجحة رؤية جماعية عبر العالم العربي حول جذور الاضطرابات في المنطقة وتعقيداتها.


وكان سبب الوفاة، التي وقعت في أحد فنادق القاهرة، نوبة قلبية.
ولد حاتم علي عام 1962 في مرتفعات الجولان السورية، المنطقة الاستراتيجية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وبدأ بكتابة القصص القصيرة والمسرحيات التي قام بالأداء فيها أيضًا، تخرج عام 1986 من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق بإجازة في التمثيل.
بعد أن بدأ مسيرته في صناعة الترفيه كممثل، انتقل علي إلى الإخراج خلال التسعينيات، حيث أخرج العديد من الأفلام الروائية المخصصة للتلفزيون، بما في ذلك فيلم "الليل الطويل "، وهو فيلم دراما مؤثرة تدور قصته حول حياة ثلاثة معارضين أطلق سراحهم من سجن سوري بعد 20 عامًا، وفاز في عام 2009 بالجائزة الكبرى في مهرجان تاورمينا السينمائي الإيطالي.
في عام 1990 تزوج حاتم علي من الكاتبة والفنانة والناشطة في مجال حقوق الإنسان السورية دلع الرحبي، وأنجب منها ولدين.
تشمل الأعمال الدرامية التليفزيونية العديدة الناجحة لحاتم علي بأشكال مختلفة فيلم السيرة الذاتية "الملك فاروق" عام 2007، الذي يدور حول آخر ملوك مصر، الذي أطاح به الرئيس العام للبلاد والرئيس المستقبلي جمال عبد الناصر عام 1952، وهو الدور الذي صنعه المخرج من أجله، الاختيار الجريء لاختيار ممثل سوري، تيم علي، بدلاً من ممثل مصري.
كان فيلم "فاروق"، هو الأكثر نجاحًا في رمضان في مصر في ذلك العام، كما "ساهم بشكل كبير في إعادة تأهيل صورة مصر في ذهن الجمهور كمجتمع نابض بالحياة يتجه نحو الديمقراطية حتى انحرف بشكل كارثي عن المسار"، كما كتبت مجلة Variety، الناقد جاي ويسبرغ في مقال حول كيفية وضع الفنانين العرب الأساس وتوقعهم لاضطرابات الربيع العربي التي تلت ذلك بعد بضع سنوات.
ومع ذلك، فإن المسلسل التلفزيوني البارز لحاتم علي هو "التغريبة الفلسـ طينية" عام 2004، والذي يروي محنة العائلات الفلسـ طينية التي أجبرت على الفرار من منازلها على يد الميليشيات الإسرائيلية أثناء وبعد نزوح عام 1948 المعروف باسم النكبة، عندما تم اقتلاع ما يقرب من 700 ألف عربي فلسـ طيني من مدنهم وقراهم، وتم تصويره بالكامل في سوريا ويظل من البرامج التلفزيونية الأساسية في العالم العربي.
كان آخر جهد حاتم علي الإخراجي هو المسلسل الدرامي "أهو دا اللي سار" ("كان يا ما كان") لعام 2019، ويدور حول حارس قصر في الإسكندرية، يدعي بعد لقائه بفتاة من الطبقة الراقية من القاهرة، أنه هو الوريث الشرعي للقصر ولإثبات ذلك يروي حكايات ما حدث خلف أسواره الفخمة.