توفي الاعلامي اللبناني التلفزيوني جان خوري عن عمر يناهز الـ 85 عاماً، بعدما أمضى معظم ايام في حياته في خدمة مهنة الاعلام.


بدأ مسيرته في تلفزيون لبنان الذي انطلق في العام 1959، وكان محررا ومقدماً واستمر حتى بداية الثمانينات رئيسا للتحرير ومديرا الى أن قدم استقالته من التلفزيون في بداية عهد الرئيس أمين الجميل وتفرغ للانتاج.

ونعى الراحل نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي وقال:" يودّع اللبنانيون اليوم وجهًا حبيبًا، أليفًا، طالما شدّ المشاهدين إليه منذ مطالع ستينيات القرن المنصرم حتى منتصف الثمانينيات بإطلالاته الدائمة عبر شاشة تلفزيون لبنان بوسامته، وصوته الدافئ، وابتسامته الحيّة التي زادته وقارًا. جاذبية جان خوري وتهذيبه كانا طريقه إلى نجومية لافتة بين المشاهدين والمتابعين. كما كان ودودًا متواضعًا، وعلى مسافة من الجميع، عرفه المجتمع الصحافي والإعلامي في تلك الأيام صديقًا متعاونًا، لم تعرف العنجهية إلى قلبه سبيلًا، فأحبّه من عرفه. وهو إلى ذلك كان على درجة عالية من الثقافة والإحاطة بالأحداث، وقارئًا متمكنًا للتطورات. وهو مناضل نقابي وقد انتخب غير مرة في مجلس نقابة المحررين، كما كان مستشارًا لها لسنوات طوال، وربطته بزملائه أواصر صداقة عميقة. كان يجيد العربية،كما الفرنسية، وفتح له إتقانه اللغتين باب العمل في إذاعة باريس العربية" مونتي كارلو".

وأضاف: "برحيل جان خوري يتوارى وجه من زمن التألق الإعلامي، لم يتخلَّ عن تواضعه، رغم الشهرة التي حصّلها، يوم كان ورفاقه بمفردهم، يصولون ويجولون في عالم الشاشة الصغيرة: تلفزيون لبنان، فقد كان التلفزيون الوحيد في وطننا، محتلًا موقع الريادة في المنطقة العربية. كان واحداً من أسياد الحضور في عالم الإعلام الذين تميّزوا بمضاء الموهبة، وسعة الثقافة، وقوة الشخصية، والالتزام الوطني والأدبي، والتشبث بالقيم الإنسانية، والاعتدال والعقلانية. أمضى سنواته الأخيرة بهدوء معتزلًا عن العالم من دون أن ينعزل عنه، طاوياً صفحة العمر على ذكريات هي مزيج من إنجازات وتجارب كان يجب تدوينها ليستخلص منها إعلاميو عصرنا هذه الدروس والعبر".

وختم: "عرفته منذ سنوات بعيدة، ووجدت فيه نعم الأخ لكل من تعاون معه، وزامله، بادي اللطف، وتتحسس قربه منك من دون أن تشعر، وهو يطل بوجه تزينه البسمة، وبعينين وادعتين وراء نظارته البيضاء، وبرأسه الذي يكلّله الشعر الأشيب، بما يعكس نقاء سريرته، وروحه الطيبة، وانفتاحه غير المقيّد بأي اعتبار على الآخر. كان رحمه الله إنساناً في زي صحافي، وصحافياً بقامة الإنسان الإنسان".