تنفذ مجموعة من الشبان الفدائيين الفلسطينيين، عمليات في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ويطلب الفدائيون من الشاب فادي مساعدتهم، وتقرر شقيقته هيام مساعدته في المهمة، إلا أن فادي يكشف للقائد الإسرائيلي، اسم المكان الذي يتواجد فيه الفدائيون، وذلك بعد تعرضه للضرب، وبعدها يشعر فادي بالذنب، ويقرر أن ينتقم.

هذه بإختصار قصة فيلم "كلنا فدائيون"، الذي تم إنتاجه عام 1968، من بطولة موفق بهجت، سمير شمص، سامي عطار، سامي حبيب، سمير أبو سعيد، غسان مطر، جوزيف نانو، علياء نمري، منى سليم، زين الصيداني، أحمد خليفة وبرج فازليان، إخارج غاري غرابتيان.

ولكن الفاجعة الكبيرة التي حدثت في الواقع، كانت خلال تصوير المشهد الأخير من الفيلم، في الملهى الليلي "البورغاتوار" في منطقة الحازمية في بيروت، على أن هذا الملهى موجود في تل أبيب، بحسب أحداث الفيلم، وكان المشهد مشهد تفجير يقوم به فادي، إنتقاماً لرفاقه الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية.

وعندما أعطى المخرج غاري غرابتيان الإشارة لتفجير المفرقعات وبدء تصوير المشهد، وقع إنفجار حقيقي كبير، تسبب بأضرار جسيمة وحريق كبير في مكان التصوير، نجا منه المخرج بأعجوبة، إلا أنه عاد ودخل إلى الملهى ليساعد فريق العمل على النجاة، لكنه إحترق وتوفي.

وتبين بعدها أن هناك من استبدل المفرقعات بمتفجرات حقيقية، وكان من بين الذين توفوا في الحادثة، المنتج إدمون نحاس، وهو أحد مؤسسي ستوديو نحاس في مصر، والممثلان سامي عطار ومنى سليم، والمصور سركيس غوغونيان، وكذلك صاحب الملهى جورج غصن وابنة شقيقته كوليت ناصيف عبد الساتر.

الممثلة منى سليم أصيبت بإصابات بالغة وكثيرة في تفجير موقع تصوير فيلم "كلنا فادئيون"، وتشوّه جسدها كله، وصارعت الموت لحوالى الأسبوع، في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث كانت تتلقى العلاج، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

منى سليم كان لها عمل تمثيلي واحد قبل "كلنا فدائيون"، هو فيلم "لقاء الغرباء"، الذي أنتج أيضاً في عام 1968، وشاركت فيه سليم إلى جانب الممثلين المصريين أحمد مظهر ومريم فخر الدين، والممثل السوري رفيق سبيعي.

الشابة الجميلة منى سليم، لم يكن عمرها طويلاً لتشارك في أعمال تمثيلية كثيرة، لكنها أبكت الملايين برحيلها، فهي كانت حصدت لقب ملكة جمال لبنان عام 1963، وسحرت الجمهور بملامحها الرائعة، إلا أن أحلامها إنطفأت مبكراً، لأن أصحاب القلوب المبغضة يكرهون الجمال الذي يشع نوراً، واعتادوا على العيش في القباحة والظلام.