طرحت السوبرانو العالمية أميرة سليم أنشودتي "أنا المصري" و"قوم يا مصري" في كليب واحد من حفلها الأخير بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك احتفالًا بثورة يوليو المجيدة، واختارت أميرة هاتين الأنشودتين من تراث سيد درويش، الذي تعشق موسيقاه منذ بداية مشواره الفني، وأكدت أنه مُجدد الموسيقى بالنسبة لها، وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، ومن أكبر الملحنين في مصر مع بدايات القرن العشرين، كما أنه أبو المسرح الغنائي في مصر، وتعتبره أكثر مؤلف موسيقي تمكن من أن يعبر بقوة عن الهوية المصرية في أغانيه وألحانه، وفي نفس الوقت يعبر عن الحداثة والروح المميزة التي ربما سبقت عصره، ولذلك ما زالت ألحانه تعيش بيننا حتى الآن.


وأنشودة "أنا المصري" من أوبريت "شهرزاد"، وهي من غنائه وتلحينه وتأليف بيرم التونسي، وقالت عنها أميرة "تلك الأغنية طلبها سيد درويش من بيرم التونسي لتلهب حماس المصريين ضد الاحتلال الإنجليزي وقتها، أما أنشودة "قوم يا مصري" صدرت عام 1919، من كلمات بديع خيري وألحان وغناء سيد درويش، وكانت تلك الأنشودة جزء من مسرحية "قولوا" لنجيب الريحاني، وكان من المفترض أن يتم عرضها في شهر آذار / مارس، إلا أن اندلاع أحداث ثورة 1919 في ذلك الحين أدى لتأجيل العرض إلى شهر أيار / مايو لذلك قدموها بسبب تلك الأحداث.
وقالت أميرة "ليست صدفة أن سيد درويش ملُقب بفنان الشعب فكل أغنية يقدمها كانت حبًا في مصر وشعبها، وأجمل ألحانه الوطنية هي أنشودة أنا المصري بكلمات بيرم التونسي وأنشودة "قوم يا مصري" بكلمات بديع خيري، وأحببت أن أقوم بتوصيل الأنشودتين معًا وكأنهما عمل واحد، وتقديم هذا العمل في مكان مثل متحف الحضارة له بالنسبة لي قيمة وفخر كبير لأني لمرة أخرى أغني لبلدي مصر من خلال تراثها الفني والموسيقي الممثل في سيد درويش وأغانيه وموسيقاه.
وعلى جانب الآخر شاركت أميرة سليم مؤخرًا في الاحتفالات التي أقامتها السفارة الفرنسية في مصر للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي – والتي تعتبر تجسيد بارع للصداقة الفرنسية المصرية - بتقديم النشيدين الوطنيين المصري والفرنسي، وذلك بحضور عدد من الوزراء وأعضاء البرلمان والسفراء بجانب ممثلين عن مجتمع الأعمال وعالم الثقافة بالإضافة إلى كبرى الشركات الفرنسية في مصر والعديد من الفنانين المصريين والشخصيات البارزة من أعضاء الجالية الفرنسية في مصر وممثلين عنها.