لن يخطر ببال أحد أن الأغنية الشهير التي ما زالت الإذاعات تبثها إلى الآن ويرددها حتى بعض الشباب من الجيل الجديد وهي أغنية عدوية قد ألفها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي لعاملة منزلية لدى الملحن عبد العظيم عبد الحق.


وقصة الأغنية، أن الأبنودي فى هذه المرحلة ارتباطا وثيقاً بالفنان المصري محمد رشدي، وكوّنا ثنائيا مهمًّا، لكن أغنية عدوية كانت شرارة هذه الشهرة وسنعرفكم على ملهمتها.
رأى الأبنودي صورة البنت القروية المصرية ذات الوجه الصبوح، بضفائرها الطويلة في هذه العاملة المنزلية، وحين جاءت عدوية تقدم الشاي للأبنودي نظر إليها، وقال: «الله.. اسمك إيه؟» فقالت: «عدوية»، فقال لها: «طيب يا عدوية هاكتبلك أغنية».
ولم يكد يمر أسبوع واحد فقط، وجاء الأبنودي ليزونر صديقه عبد العظيم وقال له «عايزك تلحن أغنية عدوية»! فاندهش عبد العظيم عبد الحق، وحاول التهرب من الأبنودي، وقال له: «مش قادر أتخيّل البنت الشغالة فى الأغنية دي ولا الكلمات لايقة عليها». فى هذا التوقيت ظهر بليغ حمدي، وسأل الأبنودي: «بتعمل إيه دلوقت؟ مافيش حاجة جديدة؟»، فقال له الخال: «باعمل أغنية لعبد العظيم عبد الحق عن بنت بتشتغل عنده»، فعلق بليغ ساخراً «هو كل حاجة عبدالعظيم عبد الاحق» وسمع الأغنية وأعجبته، ولحنها ونجحت نجاحا مدويا، بقيت آثاره معنا حتى الآن.
ويقول مطلع الأغنية آه يا عدوية، أوعوا تحلوا المراكب، والله يا ناس ما راكب، ولاحاطط رجلى فى المية إلا ومعايا عدويه، أسمك عدويه يا صبية، ورموشك شط، وأنا طول عمرى غريب فى المية، بتشال وأتحط، يا أم الخدود العنابى، يا أم العيون السنجابي
يا مركبي وبحري وداري، يا حجاب هاشيلوا في غيابي، مدي إيديكي خديني، ولفيني.. اسقيني.. خديني، والله صورتك تنفع تزين الجرانين، أوعوا تحلوا المراكب، والله يا ناس ما راكب، ولا حاطط رجلي فى المية، إلا ومعايا عدوية، عدوية".