بعد غيابه الطويل عن مشاركة متابعيه بمقاطع من مجموعته القصصية التي يحضرها، نشر الممثل السوري أيمن زيدان قصة جديدة عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي.


وقال زيدان في القصة: "حين دلف من الباب الخشبي الضيق أحنى هامته الممشوقة وأطل كرجل يلد ُمن رحم زمن غابر .... زمن مغمس بالرجولة والتوثب .. رمى شاله المغبر برحيق الأرض وركن في زاوية الغرفة الرطبة يستجمع بقايا قوته فقد كان الحصاد شاقا ولفح الشمس المحرقة غمره بسمرة وافدة ... ما أن ْاستسلم لاغفاءة عابرة حتى حملته أحلامه الى مساحة مفتوحة على مدى رحب لاضفاف له ولاحدود ... تزاحمت في رأسه الغض صور الطفولة العابثة بحصى الدروب الضيقة".
وتابع: "وغرق بين كل الدمى التي صنعها من مخيلة الفقر ببقايا الاسلاك الصدئة ونفايات النوارج فوالمحاريث المحطمة ... وكعادته كانت اللحظات المرحة من طفولته المنصرمة تغادره لتستقر عوضا عنها أيام مرضه الصعبة يوم كانت حرارة جسده الصغير مثيرة للقلق وأصابع الشيخ العجوز تقسو على رأسه وهي تلف القطعة القماشية المهترئة بالمفتاح الكبير والصدئ ... حين كان الشيخ يقفل رأس الصغير كان الألم يكاد يسحل عينيه الصغيرتين فيغمضهما على ألم ٍمضن".
واختتم زيدان قصته قائلا: "هكذا كانت الحياة زمن َ السنابل المصفرة والبيادر المترامية التي ألفت ْان تحمل الخير وتخبئ مواسم الفرح المشتهى ... وهكذا كانت اغنيات الحصادين تشحذ شذرات أمل مسروقة من حياة صعبة لكنها لم تكن قاحلة كهذه الايام … انسلت هبة صيف عابرة ونثرت رذاذا عابقا بالنشوة .. فنفث بقايا سيجارته الرطبة وغفا على مصطبة داره العتيقة متدثراً بذكرياته الموغلة في القدم".