ولد في لبنان وعاش في سورية وترعرع فيها، وتأثر بالغناء والموسيقى منذ صغره، حيث ساعده صوته الجبلي على تقديم الأغاني الطربية الرائجة.

درس الموسيقى، وبدأ بالغناء في المطاعم والنوادي، ثم توجه إلى تسجيل أغانيه الخاصة مثل "كفيت ووفيت"، "يا مكحلي"، "وضعك مختلف"، "حصل خير"، "لو كنت غلطان"، "عجب يا ناس"، وأصدر أول ألبوم له عام 2000 بعنوان "كفيت ووفيت".

موقع "الفن" إلتقى بالفنان رضا على هامش إحدى حفلاته في دمشق وكان لنا معه الحوار الآتي .

لنبدأ من قدومك إلى دمشق لإحياء حفل في فندق الشيراتون، ألم تتخوف من ظروف الحرب؟

بدايةً، أود إيضاح أن ما تتعرض له سورية أزمة وليست حرباً، فما نشهده اليوم صنيع أطراف أخرى دفعتها للذود عن أرضها وشعبها. وبالنسبة لي لم تمنعني القذائف من التواجد مع فرقتي من قبل حتى أخاف من القدوم لهذا البلد الحبيب.

ما سبب غيابك عن الساحة الفنية مؤخراً؟

ظروفي الصعبة منعتني من الغناء مؤخراً حيث إستشهد نصف عائلتي.

وما المغريات التي دفعتك لإحياء حفل بدمشق؟

حين دُعيت إلى مهرجان الموسيقى العربية لم أستطع رفض الوقوف على صرح عظيم كخشبة دار الأوبرا، بخاصة أن الدعوة موجهة من وزارة الثقافة، وكذلك الأمر حين دعاني مدير محطة زنوبيا لإحياء حفل في فندق الشيراتون برفقة النجم الاستعراضي باسم فغالي.

هل المبلغ المادي كان سبباً أيضاً؟

الهدف من الحفل لم يكن مادياً بالمطلق، بل أحيينا الحفل مجاناً، ليتمكن الجميع من الحضور ولنُعلم دول العالم بأن سورية ما زالت قادرة على الفرح وتستطيع التعامل مع أبنائها ومطربيها بالعملة السورية وليس بالدولار.

ولا بد لي هنا من الإشارة إلى أنني لا أحارب جهة معينة لكن هذه البلاد تستحق فعلاً الوقوف جانبها.

كيف وجدت الوضع لحظة وصولك؟

كثيراً ما أسأل أثناء زياراتي المتكررة للبلد "كيف لقيت سورية"؟!، فأجيب: "سورية ما ضاعت حتى لاقيها"، فأنا دائم التواجد هنا، وقد احتفلت بعيد الأضحى مع إخوتي، وقبلها أحييت حفلاً بتاريخ 24 آب في دار الأوبرا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، إضافة لقيامي ببعض الزيارات مسبقاً.

وهل الشعب السوري ما زال قادراً على السهر والفرح؟!

الغصة موجودة بداخلنا جميعاً، لكن في حال استسلمنا لها ستبقى بلادنا بحالة حداد. فالحزن مدته أربعين يوماً، وسورية تعدت ذلك بالتأكيد وستخرج من أزمتها بالفرح.

ألا تخشى أن تحسب على جهة معينة؟

موقفي ثابت تجاه من قام بحماية هذا البلد ورسم سياسته وجعله في طليعة البلدان سواء بالصناعة أو الإنتاج أو الدراما. فمنذ عام الـ2000 وسورية تعيش حالة اكتفاء ذاتي جعلتها قادرة على تصنيع السيارات وسبّاقة في عالم المعلوماتية والانترنت، وهذا سبب أساسي لخوض الحروب ضدها، عدا أنها بلد مواجهة لإسرائيل والوحيدة التي ترفض الصلح، فهي صامدة وداعمة للمقاومة وجميعنا ننتمي اليها.

هل ترى أننا كسوريين قادرين على تخطي الأزمة؟

سوريا ستخرج من حزنها قريباً إن شاء الله والأيام القادمة كفيلة بذلك، فالشعب السوري "قبضاي" وداخل كل بيت يوجد نجار أو بلاط أو دهان سيساهم بإعمارها.

وعلى مسؤوليتي سيستغرق ذلك ثلاث سنوات لا أكثر، فالسوريون لن يصعب عليهم ذلك فهم بالأساس يبنون لبنان والوطن العربي.

ما سر محبتك الكبيرة للشام؟

ربما لأنني تربيت بحارات الشام وأمضيت طفولتي فيها، ومن الصعب نسيان هذا الحنين أو الخروج منه، وبصراحة "حافظ حارات الشام أكتر من لبنان".

هل تمتلك منزلاً في سورية؟

نعم لديّ منزل في حي جرمانا بريف دمشق، ووالدتي وإخوتي جميعهم مقيمون بسورية.

فنياً، ما جديدك؟

أستعد حالياً لإطلاق أغنية سينغل بعنوان "على فكرة" (لأول مرة أصرح عنها)، من كلمات وألحان الشاب السوري عماد فرح وتوزيع السوري معتز أبو حمدان، تم تسجيلها ما بين سورية ولبنان وستصور خلال الأسبوع الحالي على طريقة الفيديو كليب ببيروت تحت إشراف جو صليبا.

هل تحمل الأغنية الطابع الحزين الذي اعتدناك به؟

بالعكس، الأغنية تحمل طابعاً شعبياً قريباً من أغنية "بكفي"، وستكون بمتناول الجميع خلال أسبوع، وسيتليها إطلاق الفيديو كليب بفترة قصيرة.

معظم أغنياتك رومانسية حزينة، ما السبب؟

نوعية الصوت هي التي تحتم عليّ انتقاء أغان رومانسية، فهذا النمط ملائم لي. وأغلبها تتحدث عن الفقراء ومعاناتهم في الحياة لأنني بالأساس أنتمي لبيئة فقيرة، ولا أقصد بفقيرة معدمة وإنما عادية، فبعد نجاحي شعرت بأن هؤلاء الأشخاص من مسؤوليتي ولا بد لي من نقل معانتهم والإحساس بوجعهم.

ما الشيء الذي يفرحك بشكل عام؟

عندما أرى الناس سعداء.. فسعادتهم من سعادتي.

لمن تستمع عادة من الفنانين؟

رضا (ضاحكاً)، حقيقة استمع للأغنية الجميلة بغض النظر عن المغني، وأحياناً أسمع ما يبث على الراديو.



هل تستمع للنجوم الشباب؟

أتبع سياسة الأغنية، فأي أغنية جميلة تجمع ما بين الصوت والأداء أستمتع بها وإذا شعرت بأنها مزعجة أغير المحطة دون إعطاء أي تعليق.

ما هو رأيك بالأسماء الآتية؟

ناصيف زيتون: إختياراته صائبة.
حازم شريف: لا يجيد الاختيار.
سارة فرح: لم أستمع لشيء من أغنياتها.
هادي أسود: هادي وشقيقه شادي إبتعدا مؤخراً عن الوسط الفني.
نور عرقسوسي: صوتها جميل لكني لم أستمع لأغنياتها.
جورج وسوف: حبيب قلبي وحبيب الجميع.. أطلب من الله أن يكتب له الصحة.

أعطني اسم فنان قديم تستمع لأغنياته باستمرار؟

صراحة أستمع لصباح فخري، فهو يطربني لأبعد الحدود.

كيف تقيم الأغاني المصورة الحالية؟

الموضوع يتعلق بما يقدمه المغني، فالبعض يقدم كليباً بهدف الشهرة، وآخرون يطمحون لانتشار الأغنية، وهنا نستطيع تمييز الفنان الحقيقي من طريقة ترويجه لأعماله.

هل ترى أن الأعمال الفنية حالياً ذات مستوى عالي؟

أعتقد أن ذوق المستمع يتحكم في ذلك كونه صاحب التأثير الأكبر ومن السهل تعويده على ما يسمع، فعندما نساهم بانتشار أغنية هابطة فمن الطبيعي أن تنتشر.

وكيف تقيم ذوق المستمع اليوم؟

عندما يستمع لأغاني مثل "جنوا نطوا" أظن أنه في مرحلة متدنية... ولو أنه يرى في تلك الأغاني نوعاً من الترفيه.

ما هو العمر الفني لتلك الأغاني؟

بعمر "فوشة الكبد"، هذه الأغنيات عمرها قصير جداً.

أديت شارة مسلسلي "رجال الحسم" و"خواتم" لماذا لم تكرر التجربة مؤخراً؟

عُرض عليّ غناء شارة إحدى ثلاثيات "مدرسة الحب" لكن النص لم يعجبني.

هل تفكر بخوض تجربة التمثيل على غرار بعض المطربين؟

عُرض عليّ التمثيل عدة مرات لكني لم أحبذ الفكرة.

ما السبب؟

ضاحكاً ..فيديو كليب مدته أربع دقائق يربكني فكيف لي المشاركة بعمل كامل مكون من 30 حلقة؟ "بنجلط".

هل تتابع برامج المواهب؟

أتابع هذه البرامج لكني لستُ أهلاً لتقييم أصوات المشتركين، وبرأيي هناك لجان غير قادرة على الغناء فكيف لها أن تقيم مشتركين، بإستثناء القيصر كاظم الساهر وصابر الرباعي فيحق لهما التقييم كونهما أكاديميين ويمتلكان مخزوناً كبيراً من الثقافة الموسيقية ويقرآن نوطات لكن ما تبقى "لا تسألني عنون".

ما البرنامج الذي ترفض متابعته على الشاشة؟

هناك عدة برامج فنية أرفض متابعتها منها "غنيلي تـ غنيلك" لعلي الديك. لم أحب فكرة البرنامج فأنا أكره "الصريخ" بشكل عام.

هل عُرض عليك المشاركة فيه؟

نعم، في كل موسم يعرضون عليّ المشاركة لكني اعتذر لأن البرنامج لا يشبهني.

لماذا تحجب حياتك الشخصية عن الصحافة والسوشال ميديا؟

أفضّل أن يتابع جمهوري حياتي الفنية وألا أسلط الضوء على حياتي الخاصة لأنها ملكي.

كيف تصف علاقتك بالصحافة؟

علاقتي بها قريبة وبعيدة، فهي قريبة لحظة إصداري لأعمال فنية وبعيدة عند انتهائي منها.

هل تشجع دخول أبنائك إلى الوسط الفني؟

طبعا لكن بالطريقة الأنسب لهم والتي تقوم على دراستهم الغناء بشكل أكاديمي.

اشتهرت بأغنية "راضي"، هل أنت الآن راض بخبزة وزيتون؟ أم أن طريق النجومية غيّر مبادءك؟

ما زلت كما أنا، أذهب لتناول الفول في منطقة الميدان وباب مصلى وباب توما، وكذلك في لبنان أقصد الأماكن الشعبية دائماً مع أصحابي.

الكثير يرى أن اسم رضا سابقاً لامع أكثر مما عليه الآن.. هل تؤيد ذلك؟

ربما لأنني قللت من إنتاجي الفني خلال السنوات الأربع السابقة وتقصدت عدم التواصل مع الصحافة لأسباب خاصة. لكن برأيي الموضوع لاقى النتيجة المطلوبة "هيك بخليكون تبصّروا لتشوفوني وتعرفوا أخباري".

ما الذي يحتاجه رضا الآن؟

الأمن والأمان لسورية.

والشعوب العربية؟

الشعوب العربية بحاجة إلى دورة تثقيف مكثفة على شاشات التلفزيون.

أخيراً، هل تفكر باعتزال الفن يوماً ما ؟

سأعتزل في حال شعرت بالملل أو التعب، فالفن بالنسبة لي هواية لكن طالما أنني قادر على العطاء سأستمر.