فنان لبناني يجمع بين الغناء والتحلين وكتابة الأغاني .

. مغترب الجسد ولكن متمسك بهويته اللبنانية. اعماله الفنية تتميز بالاحساس العالي. في رصيده مجموعة من الأعمال التي قدمها على مدار 10 سنوات لأهم نجوم الغناء في العالم العربي مثل صابر الرباعي، اليسا، وائل جسار... وهو أيضاً صاحب صوت جميل وفي رصيده مجموعة من الاغاني الخاصة وهي "نفس المطارح" و"موتني غيابك"، "لا يا عمري لا" وغيرها بالاضافة إلى ديو "الانسان" مع الفنان سعد لمجرد. الفنان صلاح الكردي يتحدث عبر موقع "الفن" عن اعماله الجديدة وعن الهجوم الذي تعرض له أخيراً في هذا اللقاء .

بداية نهنئك على نجاح اغنيتي "فل الحكي" و"يا ريت" اللتين تعاونت فيهما مع الفنانة اليسا اخيراً.
شكراً جزيلا لك. الله يبارك فيك.

كيف وجدت أصداء الأغنيتين ؟
أنا سعيد جداً بالأصداء. وكما تعلم أنا مقيم خارج لبنان لكن بوجود مواقع التواصل أصبحت الأصداء تصلنا وأنا شعرت بأن الجمهور أحب الأغاني. أتمنى أن تكبر النجاحات أكثر وأكثر.

في الألبوم أغنية "يا ريت" من كلماتك وألحانك وأغنية "فل الحكي" من كلمات يوسف سليمان وألحانك. أين ترتاح أكثر في تلحين نصك أم لا مانع من تلحين نص لشاعر آخر؟
لا أفكر أبداً بهذه الطريقة خلال العمل. أنا شاعر وملحن في الوقت نفسه، وعندما أجد نصاً عند أحد الشعراء الأصدقاء الذين أحب أن اتعاون معهم، وأستاذ يوسف واحد منهم، لا توجد لدي مشكلة في التحلين. أنا أحب التنوع ولا أمانع أن أعطي نصاً لملحن آخر ليعمل عليه. الفن ليس له حدود أو قوانين.

ما هي المعايير التي تستند إليها في تعاونك مع الفنانين ؟
في حال كان التعاون الأول بيننا فأنا أركز على الصوت والنجومية ومسيرة الفنان. أما طريقة تعاطي الفنان مع فريق العمل فهي تؤثر على تجديد التعاون بيني وبينه. وأعتقد أن الفنانة اليسا من الفنانات اللواتي يحب الجميع التعامل معهنّ.

تعاونك أخيراً مع الفنانة اليسا لم يكن عملك الفني الأول، لكنه نال حصة كبيرة من الترويج والضجة الإعلامية. كيف تم التعاون مع اليسا ؟
هذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع اليسا فقد سبق أن لحنت أغنية "جوا الروح" التي غنتها ديو مع الفنان فضل شاكر. أحببت كثيراً التجربة في أغنية "يا ريت" لأنها المرة الأولى التي أخوض تجربة تتر المسلسلات. كانت هذه التجربة مستفزة بالنسبة لي، عندما اتصلوا بي من شركة "ايغل فيلمز" أحببت الفكرة كثيراً وتحديت نفسي لأكتب عن قصة المسلسل والحمدلله النتيجة كانت مرضية للجميع.

من المعروف أن الفنانة اليسا دقيقة جداً في عملها وتحرص كثيراً على أن يخرج بصورة جيدة. فهل كان متعباً التعاون مع اليسا ؟
لا يمكنني أن أتحدث عن تجربة غيري مع اليسا .. لكن بالنسبة لي التعاون بيننا كان سهلاً جداً وطبيعياً وسريعاً وشفافاً. بكل بساطة أرسلت الأغنية لها، سمعتها وأحبتها وتم تسجيلها وانتهينا. لم يكن هناك هذا التعب الكبير وقد يكون ذلك لأنني وجدت الاحساس الذي تبحث عنه اليسا وأعطيتها ما تريد.

ولماذا تعرضت اليسا ومعها الشعراء والملحنين للهجوم عند طرح ألبومها "سهرنا يا ليل"؟
ما حصل شيء مؤسف جداً. اذا كنت أعيش في الخارج فهذا لا يعني أن تفكيري أنا الصحيح والباقي خطأ. الشيء الصحيح موجود في كل مكان. عندما يتعب الفنان لمدة سنتين من أجل تحضير ألبوم لا يمكنك أن تهينه "بشخطة قلم" وتهين فريق العمل. كل إنسان لديه رأيه لكن عندما يصل الرأي إلى حد التجريح والاهانة فهذا كلام مؤسف جداً كنت أتمنى ألا أسمعه.

نلاحظ عادة أن بعض نجوم الصف الأول يعتمدون على فريق العمل الذي يتعاونون معه. وأخذ البعض على اليسا عدم تسليط الضوء على الملحنين والشعراء الذين تعاونت معهم ؟
أنا لا ألوم أحداً على أي شيء. يمكن أن تكون طريقة تفكيري غير موجودة في لبنان. بنظري الترويج للألبوم هو من مسؤولية شركة الانتاج وليست مسؤولية الفنان. هذه الأمور بنظري لها علاقة بشركة الإنتاج. اليسا قدّرت كثيراً العمل واتصلت بي وشكرتني ولديها احترام لفريق العمل .. وإذا حصل تعتيم على الفريق فهذا من مسؤولية شركة الإنتاج وليس الفنان.

هل حصل تقصير من هذا النوع معك ؟
نعم، من قبل شركة الإنتاج. ليست شركة "روتانا" فقط، بل كل شركات العالم العربي ليس لديهم احترام لصنّاع الأغنية. الفنان هو الشخص الذي يحمل العمل للناس لكن هناك فريق عمل أكان المؤلف أو الملحن أو الموزع يجب أن يذكر اسمهم أقله كلما ذكرنا الأغنية.

هل من المتوقع ، لا سمح الله، أن تنضم إلى مجموعة الشعراء والملحنين الذين لديهم مشاكل مع الفنانة اليسا ؟
أنا ليس لدي مشكلة مع أحد في حياتي. أنا من خلال تجربتي مع اليسا أعتقد أنه يمكنني أن أتعاون معها طول العمر. تعاونا أم لم نتعاون في المستقبل، يكفيني أنني أضفت شيئاً إلى مسيرتها الفنية. وأعتقد أنه عندما ينشب خلاف مع فنان يمكن أن يكون السبب الطرف الآخر وليس دائماً الفنان.

هناك خلافات كبيرة تحصل بسبب الأغاني. هل صادفت مشاكل مع فنانين كنت تتفاوض معهم على أغاني لكن لم تنته الأمور بشكل ايجابي؟
طبعاً تحدث أمور كثيرة .. هذا الأسلوب في التعاطي في العالم العربي هو "اسلوب مخربط". الفنان يمكن يكون لديه منتج اليوم وغداً لا. ليست نهاية العالم أن يعدل الفنان عن قراره بأخذ أغنية. الفنان الذي اتصل بك من أجل أغنية ثم تراجع لظروف معينة فهذا يعني أن هناك شيئاً أقوى منه أجبره على ذلك.

بحكم إقامتك في الخارج كيف تنظر إلى الأسلوب الجديد في تحضير الأعمال بحيث يصل "Cd" جاهز بالأغنية إلى الفنان، يستمع لها واذا أعجبته الأغنية يأخذها. خصوصاً أن هناك من يفضل أكثر عندما يشارك الفنان مع الشاعر والملحن في صناعة الأغنية ؟
اليوم نحن في عصر السرعة. في الماضي كان الفنان يبحث عن الكلام أولاً ثم يعطيه للملحن ثم الموزع. كان العمل يمر بإجراءات ومراحل عديدة. اليوم شكل الأغنية تغير صار أصغر وأبسط وكل أغنية صارت جملتين أو 3 جمل وبالتالي أصبحت صناعة الأغنية أسهل بكثير. مشاركة الفنان بصناعة الأغنية هي الطريقة المثالية والصحيحة لكن ممكن أن يتبادل الفنان والشاعر أو الملحن الأغنية عبر البريد الالكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي.

لماذا يكثر الطلب على الملحن أو الشاعر بعد أن يحقق نجاحاً مع فنان معين ؟
أنا لا أحب أن اعمل بهذه الطريقة. وأصبح لي 10 سنوات على نفس الوتيرة في الأعمال لأنني لا أحب أن أحرق نفسي وأن أغرق السوق بأعمالي لأقول إنني موجود فقط. الأغاني التي أحب أن أعطيها يجب أن يكون فيها إحساس ولحن جميل. أنا أؤمن بأن الأمر يتعلق بالنوعية وليس الكمية.

لمن تحضر أعمالاً جديدة ؟
على صعيد الألحان، هناك تحضيرات للفنانة اليسا والفنان صابر الرباعي والفنان آدم والفنان أيمن زبيب والفنان ناجي اسطا والفنانة أصالة والفنان هاني شاكر والفنانة نوال الزغبي والفنان مجد موصلي والفنانة بلقيس والفنان سعد لمجرد. الفنان أيمن زبيب وضع صوته على الأغنية وكذلك الفنان ناجي أسطا. ومن المتوقع أن يدخل الفنان صابر الرباعي قريباً إلى الستديو لتسجيل أغنية جديدة. تواجدي في الخارج يجعل عملية تحضير العمل بطيئة نوعاً ما.

وأين أصبح الالبوم الخاص بك ؟
بصراحة كانت لدي بعض الاجتماعات أخيراً في بيروت من أجل هذا الموضوع. ولا أخفي عليك، لكي أستطيع أن أعمل على صلاح الفنان يجب أن أتواجد هنا بشكل كامل. من ناحية الكتابة والتحلين يمكنني أن أعمل من الخارج ، أما من أجل طرح أغنية خاصة فيجب أن أتواجد هنا وإلا يكون الأمر بمثابة انتحار. أعمل على الموضوع في الوقت الراهن فكما تعلم الأمور متعلقة بإقامتي في الخارج وارتباطاتي بالإضافة إلى الوضع في لبنان.

لكننا أصبحنا في عصر الأغنية المنفردة. فلماذا الإصرار على الألبوم ؟
بالنسبة لي أنا أرغب في طرح البوم خاص بي. فقد سبق وطرحت عدداً من الأغاني المنفردة وسأضم لها بعض الأغاني الجديدة فيصبح الألبوم جاهزاً. الالبوم جيد لجمع الأعمال الفنية كما يجمع الشخص أفراد عائلته. أما سياسة طرح ألبوم جديد كامل لا أعتقد أن الأمر ينجح سوى مع الفنانين الذين لديهم رصيد فني والناس يتقبلون البوماتهم ويشتروها.

هل هناك من يشتري الألبوم في ظل توفره مجاناً على الانترنت ؟
في الولايات المتحدة الجميع يشتري الألبوم وفي أوروبا أيضاً. أما هناك فبظل غياب حقوق الملكية الفكرية على الانترنت فهذه مشكلة كبيرة جداً. لكن في بلد حياة الانسان على المحك لا يمكنك أن تتحدث عن حقوق الألبوم وعمن يسرق حقوق الملكية الفكرية. هناك أولويات وأتمنى أن نصل إلى اليوم الذي يأخذ فيه كل شخص يعمل في مجال الموسيقى حقه لأن حق المبدعين في هذا البلد مهدور.

عندما يقوم الشاعر أو الملحن بالغناء، يقال عنه إما يخبئ أجمل الأعمال لنفسه أو إنه يغني الأعمال التي لم يستطع بيعها لأحد. كيف تعلق على هذا ؟
هذا الموضوع له علاقة بالإنتاج الخاص بالشاعر أو بالملحن. أنا الحمد لله أعطيت أعمالاً جميلة جداً مثل "جبال ما بيتلاقو" للفنان وائل جسار، "أجمل مختصر" للفنان صابر الرباعي، "يا ريت" للفنانة اليسا وغيرها .. لو كان لدي هذا التفكير الذي تحدثت عنه كنت أنا غنيت هذه الأعمال. لكنني أحب أن أعطي كل فنان ما يليق به وما يحبه وفي الوقت نفسه أستطيع أن أعطي نفسي أعمالاً جميلة أيضاً وليس لدي هذا النقص أو العقدة بأن أخبئ الأغنية الجميلة لنفسي. وأتمنى ألا أصل إلى المرحلة التي قد أخبئ فيها أغاني لنفسي !

هل هناك أعمال ستطرحها قبل طرح الألبوم نهاية هذا العام ؟
أنا أحضر البومين. الاول يتضمن أغاني جديدة والثاني سميته "Golden Album" وسيتضمن أغاني قدمها بشكل مباشر وهي للفنانين الذين تعاونت معهم. كل الأغاني التي نجحت سأعيد تقديمها .

هل هو أمر صحي أن يعيد الملحن غناء الأعمال التي تعاون فيها مع الفنانين وكأنه يريد أن يبني نجاحه على النجاح الذي حققته هذه الأعمال مع الذين غنوها ؟
قانونياً يحق للملحن أن يغني الاعمال التي يعطيها للفنانين. وأخلاقياً أنا لا أقدم هذه الأعمال بعد أشهر من طرحها بصوت الفنان انما بعد سنوات فأنا "ما بدي اعطي الشغلة وعيني بعدها فيها". لم أدخل الستديو لتسجيل هذه الأغاني من جديد بل غنيتها على المسرح بشكل مباشر وأنا من خلال هذا الأمر أعيد إحياء هذه الاعمال وهذا لصالح الفنان أيضاً.

هل من الممكن أن يتضمن هذا الألبوم أغاني أعطيتها لفنان ولم تحقق الانتشار او النجاح ؟
بالتأكيد، هناك بعض الفنانين لم يخدموا الأغنية كما يجب أن تخدم أو أن الظروف لم تساعد على نجاحها فأنا من خلال إعادة طرحها أعطيها فرصة ثانية.

هل أصبح من الضروري أن يسأل ويستفسر الملحن عن طريقة طرح وتسويق الأغنية التي يعطيها للفنان ؟
هذا كله له علاقة بالـ "System" وفي لبنان هذا السيستام غلط من فوق لتحت. الشاعر والملحن أكيد ما خصن بأمور بالترويج والتسويق للأغنية.. أنا لا أعيش هنا ولست قابعاً تحت رحمة شركات الانتاج والفنانين المتفرعنين" على المبدعين. لكن ما أراه من بعيد أن الجميع مش آخد حقوا.. الفنان بيعمل يلي براسو وشركة الانتاج بتعمل يلي براسها ما حدا بيهتم بحدا ..

في الختام ماذا تقول لكل الذين هاجموك أخيراً ؟
أقول لهم "خلوا قلبكن أبيض" وتمنوا الخير للغير والله بوفق الجميع ..

معقول تكون طلعت انت "كبش محرقة" بسبب خلافهم مع اليسا ؟
أنا أعرف أن لديهم خلافات مع اليسا وهذا الأمر يخصهم وأتمنى أن تحل كل المشاكل. ما ضايقني في الموضوع أن من لديه مشاكل مع اليسا لماذا هاجم الشعراء والملحنين الذين تعاونوا معها. مع العلم أن كل من هاجم العمل أنا على علاقة جيدة بهم وأحبهم وأحترمهم وأحترم أعمالهم.

في الختام شكراً جزيلاً.
شكراً لك على هذا الحوار وأتمنى أن ينال إعجاب القراء.