رولا حمادة ليست بحاجة لمقدمة للتعريف عنها، لديها مسيرة فنية مليئة بالأعمال الناجحة.

واليوم نلتقي مع رولا في هذا اللقاء للحديث أكثر عن مسرحيتها "حبيبي مش قاسمين" التي قامت بكتابتها وتؤدي دور البطولة فيها إلى جانب الممثل عمار شلق بالإضافة إلى الممثل مصطفى حجازي وهي من إخراج موريس معلوف.

وستُعرض إبتداء من 22 أيلول الجاري الساعة 8،30 مساءً ، وتستمر العروض حتى 16 تشرين الاول 2016.

هل يمكننا أن نضيف إلى إسمك صفة الكاتبة إلى جانب الممثلة؟
لا، لا تستطيع أن تقول الكاتبة رولا حمادة، أنا اليوم برعم في الكتابة. هذه أول تجربة كتابية لي تبصر النور. خبئ هذا اللقب حالياً يوماً ما قد تستطيع أن تطلقه عليّ.


بعد مسيرة طويلة في التمثيل، لم قررتِ أن تخوضي تجربة الكتابة؟
لأنّني كنت أرغب في الكتابة عن الموضوع الذي نتطرق له في المسرحية، وقلت لم لا؟ رغبت في تجربة نفسي في الكتابة وعلى ما أعتقد أنّ النتيجة ستكون لذيذة.


هل واجهت أية صعوبة في الكتابة بما أنّها تجربك الأولى؟
هي ليست أول تجربة كتابية لي، بل أول تجربة تُبصِر النور، لدي بعض النصوص التي كتبتها للتلفزيون لكنها موجودة في الدرج ولم أعرضها على أحد "كنت بدي جرّب حالي". بالنسبة للصعوبة طبعاً واجهتها لكن ليس في الكتابة بل في خلق الشخصيات وتصاعدها.


من أين إستوحيت قصة المسرحية؟
لا يوجد أية قصة جديدة تحت ضوء الشمس، كل القصص تكون عبارة عن ثنائي ويدخل عليهما شخصية جديدة، "ما كلهنّ 17 حبكة "من أول ما بلش الأدب لهلأ" لكن المهم كيف يتم معالجة هذا الموضوع.


توجد في الأعمال العربية مواضيع جديدة ومميزة، لكن أحياناً تكون المعالجة خاطئة؟
نعم، وقد أحب طريقة معالجتي للقصة كل من قرأ نصي وقرر أن يعمل معي..وأتمنى أن يراها الناس "عمل محرز".

أخبرينا أكثر عن قصة المسرحية.
هي تتحدث عن ثنائي أستاذ عمار شلق وأنا. متزوجان منذ أكثر من 25 سنة وليس لديهما أولاد ويعيشان في منطقة الأشرفية. شخصية "عايدة" التي ألعبها مثل "تانطت الأشرفية". في ليلة عادية يدخل عليهما لاجئ سوري لسبب ما فـ "تتخلبط" حياتهما بهذه الليلة وباقي الأحداث سيعرفها الناس عندما يشاهدونها.


لم لاجئ سوري؟ هل تتطرقين إلى بعض المواضيع الإجتماعية في لبنان مثل قضية اللاجئين السوريين؟
صحيح. كل القصة في هذا الموضوع. اللاجئ السوري "هو اللي عامل كل القصة". أي نعم أنّ المسرحية كوميدية لكن هذا لا يعني أنّها فارغة من الرسائل الإجتماعية. يوجد الكثير من الرسائل في المسرحية والمشاهد هو من يختار إذا كان يريد هذه الرسالة أم لا، أي إذا يريد أن يأخذها معه إلى البيت أم تركها على مقعد المسرح. المسرحية فيها عدة قراءات. يمكنك أن تقرأها قراءة أولى وهي أن المسرحية ممتعة وكوميدية، ويمكنك أن تقرأها قراءات أخرى بأبعاد أكبر وتكتشف أموراً جديدة فيها.

كيف كان التعاون بينك وبين عمار شلق؟
"مش معقول هالإنسان ، شغلة كبيرة عمار شلق" على كل المستويات فنياً وإنسانياً. لا أستطيع أن أخبرك كفاية عنه وعن صفاته الجميلة وأنا إستمتعت جداً بالتعاون معه .

وكيف ترين واقع المسرح اللبناني اليوم؟
جميل جداً ، سعيدة جداً البلد يغلي بالثقافة والفن. يوجد مهرجان للمسرح في تشرين الأول وفيه عشرون عرضاً خلال عشرة أيام. بمسرح المدينة كل المسارح ممتلئة ولا يوجد مقعد واحد فارغ.


لم المسرح اللبناني يشهد نشاطاً في السنوات الأخيرة؟
الحمد لله. وأعتقد أن السبب في هذا النشاط أن شبابنا أصبح لديهم وعي أكبر. كما أنّ العمل المتواصل للذين يعملون في المسرح في النهاية يصل إلى نتيجة. سأعطيك مثلاً الممثلة زينة دكاش كل سنة أو سنتين تقدم مسرحية في السجون أو مستشفيات الأمراض العقلية عن الناس المهمشين إجتماعياً، ليس كل الناس يستطيعون مشاهدة هذه العروض لكن عندما تسمع بهذا النشاط الأمر يعطيك وعياً أن المسرح يستطيع أن يقدم شيئاً أكثر للإنسان. هذا النشاط اليوم سببه العمل المتراكم والشباب اليوم هم أعادوا إحياء المسرح وأنا مؤمنة بهذا الجيل وأصبح لدينا وعي أكثر فالناس يحبون أن يأتوا ويشاهدوا مسرحاً وهذا ما يشجع أسماء شعرت باليأس من العمل في المسرح. التفاعل الحي أمر جميل جداً ويعطي طاقة بالمدينة غير شكل. أنا أحب هذا الأمر في بيروت المدينة التي كانت تضج بالمسرح والفن في أحلك أيام حياتها أي في الحرب الأهلية. مع كل القتل والظلم كان يوجد فن وثقافة وأحزن إذا رحل هذا الدور من بيروت. ولليوم لا تزال هذه المدينة واقفة وصامدة وحاملة راية الفن والثقافة بكل اعتزاز.


أعلم جيداً أنّك إنسانة متفائلة، لكنك مررت بفترة من اليأس بسبب وضع المسرح؟
أكيد، أصبح لدينا إحباطات كثيرة. وأصلاً الممثل اللبناني أصبح لديه إحباطات أكثر من الآمال. لكن في النهاية علينا أن نرى الموضوع بطريقة إيجابية وأن نحاول العمل أكثر.

إذا كان وضع المسرح ممتازاً والناس يقفون بالطوابير ولدينا صناعة حقيقة للسينما، هل كنت ستشاركين في أعمال على التلفزيون؟
نعم، أنا أحب التلفزيون أيضاً إلى جانب المسرح والسينما. لكنني سأقول لك يا ليت كان لدينا جمهور مسرح أكثر، لكي نستمتع نحن بعملنا أكثر. سأعطيك مثلاً نحن بدأنا التمارين لمسرحية "حبيبي مش قاسمين" قبل شهرين بشكل يومي تقريباً. لكننا سنعرض 16 عرضاً فقط لا غير. نحن تمرنا أكثر من وقت العروض. لو جمهور المسرح أكبر لكنّا إستمتعنا أكثر بما نقدمه. أتمنى أن نصل لهذه المرحلة وليس لدي أي شك بأنّنا سنصل إلى هذه المرحلة يوماً ما.


نرى أنّ مواقع التواصل الإجتماعي لها سبب إيجابي في الترويج للأعمال المسرحية.
نعم، هذا إكتشفته مؤخراً لأنني لم أكن في السابق نشيطة جداً على مواقع التواصل، وبعض المقربين مني يعلمونني كيف أروّج للمسرحية عبر "السوشال ميديا".

هل ملّ الناس من التلفزيون؟
لا أعلم، لكن التلفزيون لليوم هو الرقم واحد. لا تستطيع "إنو تشيل الناس من أمام هذه الشاشة الصغيرة". أتمنى أن يبدأ الناس يرون أنّ الذهاب إلى المسرح أمر ممتع جداً. والمتعة لا تبدأ لحظة بدء المسرحية بل عندما تفكر بأنّك تريد أن تقطع بطاقة للعرض وهذا ما أشعر به. أشعر بمتعة عندما أذهب في وقت باكر إلى العرض وأسمع "طنة الناس" ويبدأ قلبي يخفق عندما تفتح الستارة. كما أنّ لذة المسرح بعد العرض يوجد موضوع يمكننا أن ننقاشه.


لم لا نرى جميع الممثلين يشاركون في المسرح؟ وكأننا نرى أنّه يوجد ممثلون للمسرح وممثلون للتلفزيون؟
المسرح متعب جداً ومكلف بصراحة يعني. كما أنّه لا يوجد مسارح كافية في البلد لكي تستطيع أن تستوعب كل هذه المسرحيات التي نفترضها. وهنا أريد أن أشير إلى أنّ أسعار أجار المسارح مكلفة جداً ، ولهذا نحنا وضعنا سعراً موحداً لكل الناس 35 ألف ويستطيعون الجلوس في المقعد الذي يريدونه.